| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                                                الخميس 1/12/ 2011



الخمينى بين الغلو والتكفير والتجسيم

نبيل الحيدرى

عند قراءة كتب الخمينى ولى الفقيه الإيراني ، مثل كتاب (كشف الأسرار) (مصباح الهداية) (طلب وإرادة) (شرح فصوص الحكم) (الأربعون حديثا) (تفسير سورة الحمد) (تعليقات على المصباح) (شرح دعاء السحر) (حديث رأس الجالوت)، فضلا عن وصيته وخطاباته ورسائله، يمكن رؤية الغلو والتكفير والتجسيم فى منهجية واضحة صريحة .

كتبت سابقا عن التكفير فى منهج الخمينى للخلفاء وهو واضح وجلى جدا حتى سمّى الخليفة الأول بالزنديق ولعنهم يوميا فى دعاء صنمى قريش وزيارة عاشوراء، وقنوته وقت الصلاة، فضلا عن كتبه الكثيرة. علما أنه لم يسمح بمسجد واحد للسنة المسلمين فى طهران رغم وجود معابد المجوس وأمثالهم، فلماذا يسمح لهؤلاء ويمنع ذلك من المسلمين... وتعظيمه (فرحة فاطمة الزهراء بقتل عمر بن الخطاب) وما يحصل فيها من السب واللعن وثقافة البغضاء والكره والأحقاد...

وما كتبه الخمينى فى كتابه (كشف الأسرار) قوله (وكانت هذه المذاهب الباطلة التى وضعت لبناتها فى سقيفة بنى ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقى لازالت تحتل مواقع الحق الآن...)
كشف الأسرار- الصفحة 193 وغيره كثير جدا للباحثين .

ما أودّ أن أذكره هو التجسيم والغلو فى منهجية الخمينى. فى كتابه (الأربعون حديثا) يجمع الأحاديث التى يعتبرها صحيحة ويعتمد عليها ثم يقوم بتفسيرها تفسيرا غريبا على منهجيته المعهودة .

منها الحديث الثامن والعشرون فى كتابه ، عن محمد بن يعقوب الكلينى بسنده عن محمد بن مسلم (سألت أبا جعفر عما يرون (أن الله خلق آدم على صورته)، فقال (هى صورة محدثة مخلوقة واصطفاها الله على بقية الصور فأضافها إلى نفسه...)
أصول الكافى للكلينى ج1 كتاب التوحيد باب الروح الحديث الرابع

والكافى أهم كتاب عندهم حيث يدعى أن المهدى المنتظر قال (الكافى هو كاف لشيعتنا) أى يكفى للشيعة أن يعتمدوا على الكافى لذلك كان يعدّ صحيحا كاملا برعاية وعناية المهدى لا خطأ فيه عند الكثير من الفقهاء الصفويين، رغم أن الكلينى لم يعرضه على المهدى نفسه رغم زمانه ما سمى بالنواب الخاصين بل عرضه على القميين المعروفين بالغلو والتكفير والتجسيم، ولم تكن كلين الإيرانية بعيدة عن قم .

يعتقد الخمينى أن الحديث صحيح وثابت (إن الله خلق آدم على صورته) ويقول (إن الحديث مشهور منذ أيام الأئمة وإلى زماننا) ويضيف أن الإمام الباقر يؤمن به ويصدّقه ويتولّى بيانه وشرحه .

كما يروى الخمينى حديثا مشابها مؤيدا للصدوق القمى فى كتابه (عيون أخبار الرضا) فيه (إن الله خلق آدم على صورته) كما ينقله أيضا عن فقيه الدولة الصفوية واعظ سلطانها والمتميز عندها المجلسى فى بحاره ح4 الباب 3 كتاب التوحيد وكذلك الحديث نفسه فى مرآة العقول الحديث الثانى .

يفسّر الخمينى (على صورته) فى الحديث أنه على صورة الحق تعالى كما يدعى الخمينى ورود الحديث نفسه عن النبى  .

كما يروى الخمينى أحاديث أخرى فيها (على صورة الرحمن) كما يروى الخمينى أحاديث عديدة عن الإمام الرضا فيها نفس الحديث (آدم على صورة الله) وهكذا .

والغريب الغلو فى الخمينى لربط الحديث وتفسيره بأئمة أهل البيت بقوله لأنهم مظاهر الله فى الأرض مستدلّا بحديث فى الكافى : عن أبى جعفر محمد الباقر (نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله فى خلقه …) ثم يعتبرها الخمينى تفسيرا للآية القرآنية (كل شئ هالك إلا وجهه) ثم يذكر الخمينى دليلا آخر على ذلك هو دعاء الندبة (أين وجه الله الذى يتوجّه إليه الأولياء أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء) والزيارة الجامعة... ثم يقول الخمينى (وهذا المثل الأعلى وذلك الوجه الإلهى هو الوارد فى الحديث (إن الله خلق آدم على صورته) ويعتبره الخمينى تفسيرا للقرآن (الله نور السموات والأرض) فهو نور على بن أبى طالب ويستدل بآية (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا) بقول أبى جعفر (النور والله هو نور الأئمة من آل محمد إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذى أنزل وهم والله نور السموات والأرض)
أصول الكافى الجلد الأول كتاب الحجة باب أن الأئمة هم نور الله  

كما يحاول الخمينى الإستدلال على رأيه بآراء ابن عربى وابن سينا والملا صدرا وغيرهم فى منهجه المعروف .
لذلك أصدر عدد من الفقهاء الشيعة الحكم بتكفير الخمينى قبل سطوته فى الحكم بسبب آرائه المفرطة والغريبة ومنهجه فى الغلو والتجسيم وغيره  .

لكن التحقيق والتدقيق يثبت أن الحديث يعتبر ضعيفا جدا سندا من خلال رواته وكذلك دلالة .

ولا يمكن الإعتماد على الكافى وأمثاله لكثرة الموضوعات والأكاذيب والتناقضات فيها فضلا أن الكثير من الرواة هم من الكذابين الوضاعين كما ثبت فى علم الرجال والجرح والتعديل .

علما أن مئات الأحاديث فى الكافى والبحار ومرآة العقول وأمثالها تناقض القرآن الكريم

وجاء فى القرآن (ليس كمثله شئ) (لا تدركه الأبصار وهو يدركها) (ولم يكن له كفوا أحد) وغيرها

وتمتلئ كتب الحديث بالغلو والتكفير والتجسيم والخرافات والدجل مما يمكن تسميته بالتشيع الصفوى الفارسى الدخيل البعيد عن روح المحبة والإخاء والتعاون والسلام .

وقد أثبت الخمينى زمان توليه سلطة ولاية الفقيه التى اختزلت السلطات الثلاث فيه وحده باستبداد وظلم وانتهاك لحقوق الإنسان فضلا عن إطالة الحرب لثمان سنوات وملأ السجون بأى معارضة لولايته الباطلة والجائرة .

وكم تمنينا بدلا من ثقافة التكفير والغلو لدى الخمينى والسيستانى والطباطبائى والشاهرودى والحكيم والقمى والحائرى... أن نرى ثقافة المحبة والتسامح والتعاون والإنسانية والإنفتاح والسلام فيما يحتاج إليه فكرا وسلوكا .




 

free web counter