| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                              الجمعة 11/1/ 2013



الحاكم الإيرانى وممثل ولى الفقيه فى العراق

نبيل الحيدرى *

من رجالات الدين المهمة فى تاريخ حزب الدعوة الحاكم حاليا فى العراق هو محمد مهدى الآصفى ذوى الأصول الفارسية المعروفة. انتمى لحزب الدعوة عام 1962 ثم بدأ يتدرج فى سلّم القيادة. درس البحث الخارج فى النجف على الخوئى والخمينى ولم يكن على علاقة حسنة مع محمد باقر الصدر وظل طيلة حياته يدعو للمرجعيات الفارسية محذرا من المراجع العرب. كان من الأوائل المؤمنين بنهج الخمينى ومبدأ ولاية الفقيه والمروجين له بحماس شديد فهو يجعل الفقيه بولايته عن المهدى الغائب ممثلا للمهدى، ثم تبعاً لذلك ممثلا لله فى الأرض. لذلك كان الآصفى من الرواد والفاعلين إلى تأسيس (المجلس الفقهى) لحزب الدعوة مع رفيقه كاظم الحائرى ليكون للمجلس الولاية الشرعية فى كل عمل. كما كان الآصفى من القلائل المؤيدين للخمينى فى النجف. عاش الآصفى فترة السبعينات فى الكويت واتّهم هناك مع رفاقه بخلايا حزب الدعوة ونشاطاتها وملابسات التفجيرات ومحاولة اغتيال أمير الكويت وفى الخليج العربى مما أضرّ بالعراقيين المقين هناك. كان الآصفى من الأوئل الذى رفع راية الدعوة لتأييد الخمينى فى مختلف مراحله وقاد مجموعة من حزب الدعوة إلى فرنسا لزيارة الخمينى عام 1979 وإعلان تأييدهم الكامل للخمينى أمام العالم بينما كان بعض الدعاة لايرون ذلك صحيحا. كما كان الآصفى من الأوائل الذين ذهبوا إلى إيران عام1979 لكى يلاقى الخمينى ويعلن التأييد المطلق للخمينى وثورته. عام 1980 بات الآصفى هو الناطق الرسمى للحزب (وهو أعلى منصب آنذاك) مواجها خط على الكورانى الذى أعلن انشقاقه عن الآصفى فى صراعات معروفة. وعندها باتت قيادات الحزب إيرانية فارسية بامتياز تتكون من عمائم كاظم الحائرى الشيرازى ومهدى الآصفى ومرتضى العسكرى .

دخل الآصفى فى المراحل الأولى لتأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية فى العراق وكان نائبا للرئيس محمود الهاشمى الشاهرودى (الذى بات رئيس القضاء الإيرانى الأعلى لدورتين متلاحقتين) فى بداية الثمانينات ثم خرج من المجلس عندما تحول المجلس تبعا لباقر الحكيم وجماعته فخرجت أكثر التيارات الإسلامية الأخرى كحزب الدعوة ومنظمة العمل الإسلامى وغيرها .

فى عام 1999 أعلن الآصفى خروجه من حزب الدعوة نهائيا (لكنه بقى على علاقة وطيدة بقياداته عملا بالتقية كما لاحظنا غيره كذلك) ثم انضمّ الآصفى إلى مؤسسات ولى الفقيه خامنئى الرسمية مثل مؤسسة (المجمع العالمى لأهل البيت)، وكذلك تمثيل ولى الفقيه فى العديد من المؤسسات والمؤتمرات والجمعيات والوفود العالمية، كما كان مشرفا على مدرسة دينية للنساء باسم (مدرسة بنت الهدى) التى سلّمها لاحقا إلى (المجمع العالمى لأهل البيت) الإيرانى كليا رغم أن الأساس فى المدرسة من العراقيات .

وقد ألّف الآصفى كتابا باسم (علاقة الحركة الإسلامية بولى الأمر) مبينا ضرورة الإنقياد لولى الفقيه الخامنئى وطاعته طاعة مطلقة شرعية فى كل شئ. وهو ينظر إلى سيادة خامنئى على عقول الناس بشكل غير حضارى تماما
من أشهر مواقفه أنه كان ضد المرجعيات العربية خصوصا محمد حسين فضل الله فى لبنان، ويتهكّم بها علناً فى المجالس، والمعروف أنه قاد حملة شعواء كبيرة ضدها لتسقيطها لكونها عربية، كما تحاملت المرجعيات الفارسية المختلفة فى قم خصوصا وإيران عموماً بالفتاوى الكثيرة ضد فضل الله حتى قالوا بأنه (ضال مضلّ) فى فتوى جواد التبريزى. وهى حملة واسعة جدا ومقصودة ومدروسة لتسقيطه إلى أبعد الحدود فقد صدرت أكثر من مائة فتوى ضد فضل الله جاء فى بعضها إجابة عن سؤال (هل يجوز شراء اللحم من شخص يقلد محمد حسين فضل الله) الجواب (لايجوز شراء اللحم من الشخص المزبور) وفى سؤال آخر (هل يجوز الصلاة حول عالم توجد فى مكتبته بعض كتب فضل الله) كان الجواب (لايجوز الصلاة وراء الإمام المذكور لأن كتب فضل الله هى كتب ضلال) إن الكثير من الخطباء وقراء المجالس الحسينية البذين شتموا فضل الله من على منابرهم كانوا يصلون وراءه ويستلمون مساعداته ويقدسونه فى مجالسهم الخاصة والعامة إلى فترة قريبة جدا .

من أهم كتب الآصفى أيضاً (ولاية الأمر) و(نظرية الإمام الخمينى) وكلاهما تمجيديان لولاية الفقيه الإيرانية يشابهان كتابه السابق (علاقة الحركة الإسلامية بولاية الفقيه) فى التنظير لولاية خامنئى على المسلمين جميعا وخصوصا العراق والخليج العربى .

يعتبر الآصفى من الرجال الأقوياء فى العراق حيث أنه يمثل حاليا ولى الفقيه فى العراق والرابط بينه وبين السيستانى والأحزاب الطائفية الحاكمة وفيلق القدس الإيرانى خصوصا قاسم سليمانى رئيس فيلق القدس .

إن الآصفى هو الرجل المدافع عن المالكى دائما للتلاحم بين ولاية الفقيه وحزب الدعوة الحاكم لذلك أصدر الفتاوى أيام الإنتخابات فى ضرورة انتخاب المالكى وحزب الدعوة وكذلك حرّم خروج المظاهرات ضد المالكى فى ساحة التحرير وغيرها كما حرّم إضعاف الحكومة والمالكى بأى وجه كان وأصدر بيانات فى ذلك معتبرا أى إضعاف لها هو جريمة كبرى لن يغفرها الله؟؟!! هذا هو الإسلام السياسى الحاكم فى العراق .

كما أصدر الآصفى فتاوى تمنع العفو العام …
وقد أصدر الآصفى البيانات والفتاوى للبحرين وإسقاط حكومتها بينما لم ينبس ببنت شفة حول غيرها وما سمى بالربيع العربى  .

بيته قريب من بيت السيستانى فى نفس الزقاق ودوام التنسيق بينهما لمصلحة إيران والفرس ضد العراق والعرب
يمثل الآصفى حلقة الوصل مع القيادات الإيرانية لاسيما قاسم سليمانى رئيس فيلق القدس الذى ينزل فىبيته ليأخذه إلى بيت السيستانى المجاور والتنسيق مع خامنئى كما يأمر الأحزاب الطائفية لاسيما حزب الدعوة ومجلس الحكيم بالإنقياد لأوامر ولى الفقيه  .

إن أهل مكة أدرى بشعابها والعراق أعرف ببلده وعلى الآصفى كونه فارسيا ننصحه بالرجوع إلى إيران ومعالجة مشاكلها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية واستبداد ولى الفقيه هناك. وليس العراق فارسيا ولايحتاج لوصاية الفرس وأطماعهم .

 

* كاتب عراقي
 

 

free web counter