| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نعيم الزهيري

 

 

 

الجمعة 3/12/ 2010




حركة الانصار امتداد طبيعي لنضالات شعبنا المسلحة

نعيم الزهيري

لشعبنا العراقي تاريخ طويل ومشرف في ملاحم النضال الوطني والطبقي المنوع الاساليب والاشكال ، بما يتناسب والظروف الزمنية المعاشة . واذا ما تحدثنا بشيء من التفصيل ، ابتداء ً من بدء تشكيل الدولة العراقية ، وما قبلها بقليل ، دزن الولوج في العصيانات والمعارك في زمن الاحتلال العثماني ، نرى ان الدولة العراقية الحديثة التكوين ، رسم حدودها وعين حكومتها ووضع شكل نظامها ودستورها المستعمر البريطاني ، بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى . وفي عام 1921 شُكل الجيش العراقي ، ومنذ بدء تشكيله اخذ مهامه كجهاز حامي للنظام وواحد من اكبر اجهزتها القمعية .

لقد دشن الجيش العراقي فعالياته العسكرية في عام 1924 بتجريد حملة واسعة من وحداته ومن وحدات من القوات الجوية والبرية من الجيش البريطاني على مدينة السليمانية وتم احتلال المدينة .
وفي ايلول من عام 1930 حدثت انتفاضة شعبية في المدينة نفسها احتجاجا على تدخّل الحكومة في الانتخابات ، ونشب قتال مسلح بين الاهلين وقوات الحكومة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بعد احتلال المدينة ..
وفي اكتوبر من العام نفسه جردت الحكومة العراقية حملة واسعة على كردستان ، شارك في الحملة القوة الجوية البريطانية ، دامت الحملة ( 6 ) اشهر ، قاومتها الجماهير بقوة السلاح ، فالتجأت القوات الغازبية الى حرق القرى واتلاف المزروعات وقتل الماشية ...

في سنة 1931 حدثت تمردات مسلحة في منطقة بارزان فجردت الحكومة حملة عسكرية واسعة دمرت فيها 75 قرية وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى .
وفي عام 1933 كانت الحملة الدموية المشؤمة ضد الاشوريين ، المعروفة بمذبحة سميل قتل فيها المئآت من الناس العزل ، وقد احدثت تلك المذبحة ضجة عالمية كبيرة ، وقفت فيها بريطانيا الى جانب الحكومة العراقية بدلا من ادانتها . وقد صارت اسلوبا اتبعته حكومات بغداد المتعاقبة في قمع ثورات الوسط والجنوب العراقي ...
وفي المنطقة الوسطى من العراق ،وتحديدا في اذار 1935 حدثت تمردات مسلحة في منطقة الدغارة وامتدت الى مساحة ( 60 )الف كيلو متر مربع شملت الديوانية والحلة وكربلاء وديالى ؛ تبعتها في ايار من نفس العام ثورة اخرى في سوق الشيوخ عرفت بثورة ريسان ، وقد ساندها الحزب الشيوعي العراقي باصدار بيان ( وكان الحزب في بداية تكوينه ) ووضعت نسخة من المنشور على طاولة وزير الداخلية رشيد عالي انذاك ، وعندما قرأ منشور المساندة ، هزّ َ يده قائلا : ان هذه الورقة ــ المنشور ــ اخطر من بنادق ريسان !! لكن الحركة قمعت بقسوة بالغة ، وكان قائد الحملة انذاك هو بكر صدقي .

في اكتوبر من نفس العام زحفت قوات الجيش على منطقة سنجار لقمع ثورة الايزيديين واغرقت الثورة المسلحة بالدم ، وكالعادة لم تنجُ المزارع او قطعان الماشية من التخريب .
في شباط 1936 جددت انتفاضة مسلحة في المنتفك ، ومن ثم ثارت جماهير الرميثة ايضا وقمعتا ، وتذكر الوقائع التاريخية ان قوات بكر صدقي وبتوجيه من رشيد عالي ، قبض على 30 ثائرا واعدموا ودفنوا بحفرة واحدة ..!؟
ولم يكن عقد الاربعينات يختلف عن سابقاته فقد شهد انتفاضات وتمردات مسلحة ايضا ، كان ابرزها وثبة كانون المعروفة التي اسقطت حكومتين وقبرت معاهدة بورتسموث في مهدهها ..ان معظم تلك التمردات المسلحة كانت سياسية وواعية اساسا ً ...

اما في عقد الخمسينات فكانت ارهاصات ثورية واعية ومنظمة كان للحزب الشيوعي الدور الرائد في تنظيمها وقيادتها ومنها انتفاضة 1952 وانتفاضة ال ازرج الفلاحية في جنوب العمارة ، التي ارادت كسح الاقطاع ، وانتفاضة دزيي الفلاحية في ريف اربيل وانتفاضة فلاحي الشامية في الديوانية عام 1954وقد حققت مطلبها في قسمة الحاصل مناصفة بين الفلاحين والملاكين ، وصولا الى ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية عام 1958 ،وكيف ساهمت الجماهير الشعبية في انتصارها وحمايتها ...

وفي عقد الستينات ، ولدى بدء انتكاسة الثورة وسياسة عبد الكريم قاسم المعروف انذاك في تزوير ارادة الجماهير وتنصيب قيادات معادية للمنظمات المهنية . صدر قرار ارجاع الاقطاعي سيء الصيت مجيد الخليفة الى اراضي المجر الكبير ( قرية الصحين ) رفع فلاحو خمسة قرى تابعة للمجر الكبير السلاح ومنعوا الاقطاعي المذكور من العودة ثانية ً للمنطقة ، مُتحَدّين قرار الحكومة ... ولا يفوتنا هنا ان نذكر كيف وقف فلاحو ثلث الجزرة في الكوت لتطبيق قانون الاصلاح الزراعي بقوة السلاح .

وما دمنا في عقد الستينات علينا ان نذكر كيف قاوم الشعب العراقي الاعزل من السلاح انقلابيي شباط الاسوّ َد ، وتنظيم عمليات الكفاح المسلح في اهوار الناصرية في منطقة غموكّة وفي اهوارالعمارة . وفي كوردستان بنى رفاقنا قاعدة بيرموس الانصارية .
ان تلك الارهاصات وان لم تحقق اهدافها المرجوة مباشرة ، لكنها صارت لبنات أساسية في نضالات شعبنا واكسبته خبرة وتمرينات لا يمكن اغفالها ...

ومـــن هنـا يحق لنا القول وبكل فخر واعتزاز ، ان نضالات انصارنا في كردستان ووسط وجنوب العراق هــي الامتداد الطبيعي الاكثر تطورا في ممارسة اعلى اساليب النضال الا وهو النضال المسلح ...

ان خوض النضال المسلح الواعي في تلك الظروف المعقدة وتحدي الصعاب من قبل فصائل الانصار الشيوعيين واصدقائهم وحلفائهم . ونقول بفخر واعتزاز ايضا ان فصائل انصارنا المكونة من كل اطياف شعبنا ، كما هي تركيبة حزبنا ، كانت واعية ومدركة تماما لما اقدمت عليه غير هيابة بالمصاعب والتضحيات ، وبذلك فقد سجلت مأثرة عظيمة ورائعة توجت بها تاريخ حزبنا وحركتنا الوطنية في مكافحة الظلم والطغيان وفي سبيل البناء والخبز والسلام والدمقراطية ..لكم المجد يا شهداءنا البواسل ويا رفاقنا الميامين .....

ان كل ما نقوله ونكتبه من كلمات مهما كانت احرفها من نور ليس كافيا بحق تلك الملاحم النضالية والتضحيات الجسام والبطولات النادرة ، فجزءا ً من الوفاء لتخليد تلك الملاحم البطولية ارى العمل على : المطالبة بتخصيص قطعة ارض مناسبة وتكليف فنانينا لعمل نصب تذكاري يخلد ذلك السفر النضالي العظيم ، وليصبح النصب معلمة ومزارا للاجيال القادمة ،كما ينجز البوما جيدا معززا باسماء ضحايا النضال وصورهم وادبهم وكذلك صور وبوسترات تحكي حياة الانصار وفعالياتهم وادبهم وغيرها ،... وكما قال الجواهري الكبير :

هناك سيذكرُ شيخـاً وليد ُ ويبكي لمـا ذاق َ جَـــد ٌ حفيدُ
هنــاك سيغنـى علــى وتـــر القلـــــــب هـــذا النشيـــــــــدُ

 

 

free web counter