| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نجاح يوسف

 

 

 

                                                                                      الأحد 6/3/ 2011



المالكي مع الفساد والفاسدين وضد الوطنية والنزاهة

نجاح يوسف

إنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تحاول فيها الدولة أن تقتحم وتستولي على مقرات الأحزاب والمنظمات التي لا تتفق مع برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, أو تتنرفز من تبني تلك الأحزاب والمنظمات مطالب الجماهير وتدافع عنها .. نعم سوف لن تكون الأخيرة ما دام هناك فوارق شاسعة بين نزاهة وكفاءة ووطنية تلك الأحزاب وبين الأحزاب المهيمنة على القرار السياسي.. شخصيا لم افاجئ بقرار السيد المالكي التعسفي المفبرك والأحادي الجانب بتسليم مقرّي الحزب الشيوعي العراقي في بغداد, وأعتقد بأن أمر التسليم هذا لربما سيشمل مقراته في المحافظات الأخرى .. لم افاجئ لكون أن حكومة المالكي والتي صدر عنها القرار غائبة عن حل مشاكل ومعاناة الناس وتلبية مطالبهم العادلة , وإن الجماهير الشعبية والشبابية الغاضبة والتي تريد التغييروتصحيح مسار العملية السياسية وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها غالبية الشعب لم تعد تصدق وعود الساسة المتنفذين الكاذبة.. وإن الفساد المالي والاداري الذي يزكم الأنوف لم يعد مقبولا من قبلها.. لذلك فالسيد المالكي يريد بهذه الخطوة أن يضرب عدة عصافير بضربة واحدة..ومؤكد إنه قد اخطأ الهدف..

لقد كان حريّ بالسيد المالكي أن يشن هجومه ويحرك أجهزته الأمنية على الفساد والمفسدين وناهبي مال اليتامى والارامل وكادحي العراق , أو يحاسب المحافظين الذين يعرفهم جيدا وتعرفهم جماهير الشعب الغاضب , حيث استشرى فيهم كل أنواع الفساد المالي والاداري , وتبخرت التخصيصات المالية ضمن صفقات فساد ونهب , بحيث غابت الخدمات وتكدست الأزبال, وتقلصت مفردات الحصة التموينية,وووووالخ. هذا التحرك كان سيمنح السيد المالكي فرصة سد الشرخ بينه وبين أبناء شعبنا, لكنه وبدل من ذلك,أخذ يلملم دفاتره العتيقة ويحاول ابتزاز الشيوعيين الذين يشهد لهم العدو قبل الصديق بالنزاهة والوطنية الصادقة والكفاءة, ويشن حملته ضدهم باغلاق مقراتهم بغية حملهم على التخلي عن دعم مطالب المحتجين الكثيرة المشروعه, والسكوت على تجاوز السلطة التنفيذية الكثيرة على الدستور وهامش الحريات, أوحماية الفاسدين والمزورين وناهبي المال العام.. كما كان حري بأن تدفع الدولة العراقية تعويضات إلى الشيوعيين والأحزاب الأخرى التي صودرت ممتلكاتهم أبان عهد صدام الدكتاتوري, أو تسلمهم تلك العقارات, لكنها تلكأت ولم تف بتعهداتها تجاههم, بينما أغمضت العين وتغاضت عن تجاوز واستيلاء أحزاب أخرى على ممتلكات الدولة, أو شرائها بأسعار بخسة ..لا سيما وأن الشيوعيين وحسب تصريحات قادة الحزب كانوا سينفذون طلبات الإخلاء لو فرض هذا القرار على الجميع دون استثناء..

إن هذا العمل اللامسؤول من قبل المالكي يدل على استهداف من يحاول أن يكشف عورات السلطة وخدمها, أو من يحاول المطالبة بحقوقه العادلة, أو من يقف ويدافع عن المطالب المشروعه لمستضعفي هذا البلد وفقرائه ومثقفيه ونسائه وشبيبته التي وبعد ثمان سنوات عجاف وجدت نفسها لا تملك شيئا في أغنى بلد في المنطقة, بينما ساستنا المتنفذين وبهذه الفترة القصيرة تكدست عندهم الثروات والعقارات داخل وخارج العراق بسبب غياب الرقابة والقوانين الرادعة, وبسبب تلك المحاصصة الطائفية والعرقية اللعينه والتي جلبت كل هذا الفساد والتخلف..

لم تعد أكاذيب السلطة تنطلي على أبناء شعبنا, وهذا الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي ومهما كانت المبررات التي ساقتها دولة المالكي سوف تزيد من عزلة المالكي وسوف تفضح إدعاءاته الكاذبة حول الحريات والعملية الديمقراطية, وستدفع باتجاه تسميم الأجواء بينه وبين أبناء شعبنا. فلن يحصد المالكي من هذا الهجوم الغير مبرر غير الأزدراء والفضيحة..

 

6 آذار 2011
 

 

free web counter