| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نجاح يوسف

 

 

 

الأربعاء 4/11/ 2009



لا.. لن نقبل بإعادة الحياة الى رموز الدكتاتورية المقبورة

نجاح يوسف

بعد سقوط النظام في 9 نيسان 2003 , سمحت سياسة الاحتلال لفلول النظام المهزوم بتجميع قواه من خلال مغازلة رموزه والدخول في مفاوضات سرية معهم والسماح لبعض العناصر المتعاونة معهم بالدخول في العملية السياسية, مما ساهم في رفع معنوياتهم والتنسيق مع فلولهم في دول الجوار, والتخطيط للقيام بعملياتهم الإجرامية الكثيرة وبالتنسيق مع مجرمي القاعدة من اجل اجهاض العملية السياسية والاجهاز عليها ومن ثم الاستيلاء على السلطة مجددا.. أما مؤخرا فقد ارتكبت ايادي بقايا النظام الصدامي خلال الثلاث أشهر الأخيرة جريميتين مروعتين راح ضحيتهما المئات من العراقيين الأبرياء..وخرج علينا المسؤولون الحكوميون والأمنيون كعادتهم في كل مرة بتصريحات ووعود بالكشف عن الجناة وهزيمة الإرهابيين وتسليمهم للعدالة للإقتصاص منهم على الجرائم التي ارتكبوها ضد ابناء شعبنا العراقي..وكان المتهم الأول في جميع هذه الجرائم الإرهابية هو البعث الصدامي وبالتنسيق مع فلول القاعدة .. ولا يخفى على أحد بأن مدبري هذه العمليات لابد وأن يكون من ينسق معهم من داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية , ويقدم الدعم اللوجستي لهم ..وعلينا ان لا نستغرب من ذلك , فقد تسلل الى الأجهزة الأمنية والمخابراتية والعسكرية عدد كبير من الموالين للنظام السابق عن طريق المحاصصة الطائفية اللعينه ..والى يوم قريب, وعسى ان لا تخون العراقيين الذاكرة, إن أحد نواب الشعب سبق وأن فجر كافيتيريا مجلس النواب المكتظة بالنواب والموظفين وراح ضحية هذا العمل الإجرامي الإرهابي العديد من المواطنين, ولا زال هذا (الدايني) معتقلا في ماليزيا بانتظار معاملات ترحيله للعراق لينال جزاءه العادل.. وهل ننسى وزير الثقافة السابق المدان بجرائم قتل والذي هرب الى خارج العراق عن طريق أعوانه ؟

كما يبدو لي بلن بعض المسؤولين الحكوميين وبعض السياسيين الحاليين الذين دخلوا العملية السياسية من باب المحاصصة الطائفية التي هي شر البلاء , يفهمون معنى عملية المصالحة الوطنية بانها مصالحة مع جرائم ورموز النظام الدكتاتوري السابق, والعديد منها يدفع بهذا الاتجاه..وعلى الرغم من أن عشرات الالوف ممن انخرطوا في صفوف البعث, كانوا قد اجبروا بشكل أو بآخر للعمل معهم..إلا أن عملية المصالحة مع هؤلاء وغيرهم , يجب أن تتم ضمن شروط واضحة , وهي أن يدينوا جرائم النظام المقبور, ويتبرأوا من رموزه القديمة والجديدة أولا , وأن يتعهدوا بالعمل المخلص والبناء ضمن العملية السياسية الديمقراطية ثانيا.. بدون ذلك فإن شعبنا العراقي سوف يبتلي مرة أخرى بجرائم جديدة ترتكب من قبل هذه الزمر المارقة المعروفه بسجلها الإجرامي وعقليتها الإنقلابية وعدم ايمانها بالمبادئ الديمقراطية ..

ومما يزيد الطين بله كما يقولون, فإن وزير ثقافتنا الحالي يحضر اجتماعا مشبوها لمنظمات الشباب والطلبة للنظام المقبورفي نادي الصيد ببغداد,غير مكترث لما قامت به تلك المنظمات الفاشية من جرائم ضد أبناء شعبنا وطلبتنا وشبيبتنا على وجه الخصوص, حيث كانت جزءا من أجهزته الأمنية والقمعية حتى يوم سقوط النظام..وها هي اليوم فلوله , دون خوف أو خجل , تحاول أن تعيد إحياء رموز نظام القمع والحروب والمقابر الجماعية وعمليات الأنفال باحياء ما كان يسمى بالاتحاد الوطني لطلبة العراق واتحاد شباب العراق , تلك المنظمتين القمعيتين التي ما زال الالوف من ضحاياها تصرخ بوجهها وتطالب السلطات الحالية بحقوقها القانونية والجزائية منها..ولم يكن ليجرأ هؤلاء على المجاهرة بنشاطهم المشبوه هذا لولا دعم واسناد النواب والسياسيين المحسوبين على النظام المقبور والذين يعشعشون في أروقة الدولة والمؤسسات الأمنية والتشريعية ضمن سياسة المحاصصة الطائفية والعرقية التي جاء بها المحتل وعززتها القوى السياسية المتنفذة وذاق علقمها شعبنا العراقي ولا يزال..

واذا كان السيد وزير الثقافة قد نسي أو تناسى تلك الجرائم المروعه التي ارتكبتها أجهزة النظام الصدامي أمس واليوم, ومن ضمنها تلك التي حضر اجتماعها, فإن شعبنا العراقي وكل القوى الوطنية لن تنسى ما اقترفته ايادي هؤلاء ولن تسمح لهم بتكرارها..لذا اطلقها صرخة مدوية الى جميع الضمائر الحية, وإلى جميع ضحايا النظام المقبور, ووخاصة تلك القوى التي ذاقت الأمرين من شرور أنفاله وجرائم المقابر الجماعية المروعه وحروبه الداخلية والخارجية, بالوقوف صفا واحدا ضد إعادة تأهيل البعث الفاشي وفضح أذنابه والتنظيمات الانتهازية التي تحاول تجميل وجه البعث الصدامي ورموزه ..ومن أجل ان لا تتكرر مآسي الدكتاتورية فعلى كافة الوطنيين العراقيين أن يذكروا ابناء شعبنا بما اقترفت أيادي هؤلاء القتلة, وأن لا يسمحوا بأعادة الحياة الى البعث الصدامي ومنظماته الفاشية التي روعت العراقيين وحولت حياة الطلبة والشبيبة الى جحيم طيلة فترة حكم الطاغية صدام..

إن دماء شهداء الأربعاء والأحد لم تجف بعد, وتقع على عاتق جميع الوطنيين المخلصين مسؤولية فضح جرائم ونوايا فلول البعث الصدامي.. فالشعب العراقي قد لدغ مرتين من البعث الفاشي , في 8 شباط المشؤؤم عام 1963 وفي 17 تموز عام 1968 ..وسوف لن نسمح لهذا الثعبان السام أن يكرر لعبته المعروفة..

لا.. لن نقبل بإعادة الحياة للبعث الفاشي..

 


4/11/2009
 


 

free web counter