نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نجاح يوسف

 

 

 

 

الخميس 20 /4/ 2006

 

 

 

نعال أبو تحسين ..كم من الجباه تستحقه

 

نجاح يوسف

لقد حول سياسيونا الحاليون وبجدارة متناهية المشهد السياسي العراقي إلى مهزلة حقيقية ..وأصبح العراق وحكومته وبرلمانه أضحوكة للعالم وحتى لأكثر البلدان تخلفا .. فلم تعد تنفع ردود سياسيينا المتشنجة على قادة الدول التي تنتقد الوضع العراقي المتهرئ واقطاب الحكومة الذين لا يفكرون إلا بمصالحهم الأنانية الضيقة ..وعندما يتحدثون عن الديمقراطية ومؤسساتها , فإنهم يفصلونها حسب مرامهم ومقاساتهم , ويختارون منها ما يناسبهم ويهملون الخصائص الاخرى الملازمة لها والتي تتعارض مع توجهاتهم ورغباتهم..بينما الناخبون الذين خاطروا بحياتهم وانتخبوا البرلمان الجديد أملا ان تتحرك ضمائر الساسة وتدفعهم بالايفاء بوعودهم التي قطعوها للمواطنين وخاصة تلك التي تتعلق بحل مشاكلهم اليومية الكثيرة والتي فاقت كل تصور..ولابد أن يتذكر هؤلاء الساسة بأن لا التاريخ ولا انصارهم الذين اوصلوهم إلى البرلمان والحكومة سوف يرحمهم بعد أن خذلوا الجميع وفتحوا أبواب جحيم الحرب الطائفية على مصاريعها وعرضوا حياة وأمن المواطنين الأبرياء إلى مخاطر لم يسبق لها مثيل..

إن الذي يحدث في العراق اليوم من موبقات وقتل وتفجير وخطف وسلب وسرقة أموال الدولة والشعب , كل ذلك يتناقض جوهريا مع قيم الديمقراطية والدستور الجديد والشرائع الدينية .. فساسة البلد الحاكمين الحاليين هم سبب فسادها ..وهم يتحملون وزر كل جريمة ترتكب بحق الأبرياء من أبناء شعبنا المظلوم ..فاختباؤهم خلف جدران المنطقة الخضراء المحمية بالدبابات الأمريكية , وتكالبهم على كراسي الحكم وتقاسم الغنائم قد كشف كم كان الشعب مخطئا حينما أعطى صوته لهؤلاء الذين باعوا كل شيئ من أجل الكرسي والجاه والمغانم , ونسوا ذلك المواطن المسكين الذي رهن حياته وحياة أبنائه بكلامهم المعسول وبوعودهم الكاذبة.. وفي النهاية لم يحصل لا الامان الموعود ولا الخدمات الموهومة ..

ونحن نفتش يوميا عن جثث الضحايا الذين يقتلون غدرا في أحياء بغداد دون أن تتحرك الحكومة للكشف عن الفاعلين, بينما الميليشيات المنفلتة والإرهابيين يجوبون الشوارع ويفرضون قوانينهم وفتاواهم على أحياء كاملة مخالفين بذلك مواد الدستور الذي أقر في العام الماضي دون رادع من الحكومة وقانون طوارئها الذي يمنع حمل السلاح من جهة ويوجب بأحترام القوانين ومواد الدستور الدائم من جهة أخرى .. حيث أكد متحدث بأسم وزارة الدفاع العراقية قبل ايام بانه ليس هناك احترام للقوانين ولا سيادة القانون في انحاء كثيرة في العراق..ومع كل هذه الفوضى السياسية والأمنية والخدمية ..وووو..والذي تتحمله الحكومة ورئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري, نجد اصرارا من الجعفري التشبث بكرسي الحكم رغم فشله الذريع في إدارة وتمشية أمور البلد, أو تحقيق الحد الأدنى من الأمن والإستفرار او تحسين الخدمات للمواطنين ..وبتصرفه هذا أصبح لا يختلف كثيرا عن أي دكتاتور آخر.. حيث أصبحت العملية السياسية أسيرة رغبات هذا التكتل أو ذاك , دون مراعاة حساسية الوضع السياسي والأمني وهشاشتهما .. أين انت يا أبا تحسين وأين هو نعلك الشهير ؟ إن تجار السياسة الحاليون والمتشبثون بالكراسي وأسيادهم بحاجة لتلقينهم درسا بالوطنية الحقة , خاصة عندما يلامس نعلك جبينهم المعفر بالجبن والوضاعة والعمالة..الم ينبؤك يا أبا تحسين شاعرنا الكبير الجواهري بأنك وشعبنا المغيب لابد وان تنتصرون في نهاية المطاف حين خاطبك وخاطب الملايين من الوطنيين المخلصين لتراب هذا الوطن:

                               يقولون من هم هؤلاء الرعاع         فافهمهم بدم من هم
                                   وافهمهم بدم أنهم         عبيدك إن تدعهم يخدموا
                               وإنك أشرف من خيرهم             و(نعلك) من خده أكرم

فإذا كان العراق تحت الاحتلال, والحياة السياسية معطلة, والحرب الأهلية الطائفية (الغير معلنة) تطحن المزيد من الضحايا, وساستنا الأفاضل وبعد مرور أكثر من اربعة أشهر على إجراء الانتخابات لم يتوصلوا لتشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية, فهل معنى هذا أن تستمر معاناة الشعب وتغييب إرادة الغالبية العظمى من المواطنين الذين يواجهون عتاة الشر من الميليشيات المسلحة بالتخلف والحقد والهمجية يقابلهم مجرموا النظام الدكتاتوري المقبور وحلفائهم الوافدين من خارج الحدود؟ ولماذا نعول كثيرا على أهمية تواجد قوات الاحتلال في العراق إن كانت لا تقوم بمهمة حماية المواطنين ولا استقرار وضعه السياسي والأمني؟ فهل مهمتها هي بناء القواعد العسكرية وحماية قواتها فقط من خلال عقد صفقات سرية مع قتلة شعبنا من الإرهابيين وأنصار النظام المقبور؟ ألم يحن الوقت لتحديد فترة زمنية قصيرة جدا لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ذات برنامج متكامل وواضح؟ أما إذا فشلت الجهود لتحقيق ذلك فعلى القوى الوطنية الخيرة التوجه إلى المجتمع الدولي من اجل فرض تشكيل حكومة انقاذ وطني وبوصاية دولية حيث لا مكان للتقسيم الطائفي فيها, ووضع برنامج واضح ومتكامل لهذه الحكومة , كما يجب فرض سيادة القانون وتفعيل وتنفيذ قانون الطوارئ الساري حاليا ونزع سلاح الميليشيات وحلها..

لقد خيبوا أمالنا ساسة هذا الزمان الردئ, ولكن إصرارنا وصراحتنا وتعريتنا لهم ولمآربهم ستظل تلسع ظهورهم العارية .. وإن حاولوا اللعب على الحبال ثانية فسنلجأ إلى العلاج الشافي ..نعال أبو تحسين !!