| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نجاح يوسف

 

 

 

 

الأحد 15 /10/ 2006

 

 

يا ابناء القوميات والطوائف الصغيرة اتحدوا بوجه الإرهاب والإقصاء

 

نجاح يوسف

من جديد طل علينا وجه الإرهاب البشع وخطف رجلين دينيين بريئين, أحدهما سرياني والأخر صابئي ..ولم تتوقف حملة القتل وخطف المسيحيين .. وقد سمعنا بالتو بان ستة أشخاص قتلهم الإرهابيون قرب الحدود مع سوريا..يحدث هذارغم المبادرات السلمية التي تقوم بها الكنائس العراقية وابرشياتها من اجل ردم الهوة بين مختلف الأديان والطوائف والتاكيد على المصالحة الوطنية التي تصطدم بالكثير من الألغام المزروعة في دربها..وقد قلنا في مقالة سابقة بان محاولات القوى الإرهابية والطائفية بشفيها السني والشيعي إفراغ بلدنا من شعبه الأصيل يجب أن تصطدم بسد منيع من صلابة ووحدة شعبنا الكلدوأشوري والطوائف الصغيرة مثل الصابئة المندائيين والذين هم أيضا يعانون من الإرهاب المبرمج على يد قوى الإرهاب الطائفي ..فالمخاوف جدية من أن محاولات تلك القوى الشريرة قد تنجح في إجبار شعبنا وتلك الطوائف الصغيرة عن طريق القتل والتهديد ترك موطنهم الأصلي والعيش في الشتات لكي يخلو لها الجو للهيمنة على مقدرات البلد وفرض ايديولوجيتها الفاشية على عموم الشعب., خاصة في غياب وصمت ولا ابالية المسئولين في الدولة والمجتمع من جهة واستمرار المسلسل الدموي اليومي الذي طال المشعب العراقي بأسره والذي يطغي على الحملة المنظمة التي تقودها قوى التخلف والظلام ضد ابناء شعبنا من جهة ثانية.. ..

فقبل كل شيئ علينا ان نضع الجميع امام مسؤولياتهم ابتداء من قوات الإحتلال والحكومة العراقية والبرلمان العراقي والأحزاب السياسية المختلفة والمرجعيات الدينية وأخيرا منظمات حقوق الإنسان العراقية والدولية..إذ لا يمكن السكوت ابدا امام هذه الحملة الظالمة العشواء التي طالت الألوف من ابناء شعبنا المسيحي والطوائف الصغيرة الأخرى ومنذ سقوط النظام الدكتاتوري ولحد اليوم..

فالديمقراطية التي وعدنا بها (محررنا) فإننا نشاهد ونلمس كل يوم تداعياتها المشوهه , حيث انشغل (المحرر) ببناء قواعده العسكرية وسلم السلطة لأعداء الديمقراطية وعمق ورسخ الطائفية والعشائرية المتخلفة , إلى جانب فتحه بوابات الحدود على مصاريعها لمن هب ودب من القتلة وشذاذ الآفاق , وعجل في اجراء الانتخابات البرلمانية تحت حراب الميليشيات المسلحة وتهديدات القوى الإرهابية وفتاوى المرجعيات الدينية وغياب تام للأمن والاستقرار..وجاء سن دستور اسلامي طائفي كنتيجة طبيعية لهذه الولادة المشوهه والتي تتحملها قوات الاحتلال التي كان عليها صيانة الأمن وحماية الشعب حسب قرارات الأمم المتحدة..

ومن جانب آخر فإن الأحزاب الإسلامية ومرجعياتها الدينية لعبت ولا زالت دورا تخريبيا مزدوجا , فمن جهة فهي عملت سوية مع الارهابيين على تأجيج وترسيخ الطائفية المقيتة كل لحساباته الخاصة..ومن جهة أخرى فإنها حولت العراق الى بلد متخلف ومقسم طائفيا من خلال انتهاج سياسة تعتمد على نشر الأفكار والممارسات الغيبة وفرض نمط إسلامي طائفي في الدولة والمجتمع , دون أخذ بالاعتبار التنوع السياسيي والاجتماعي والديني والطائفي في المجتمع العراقي ..كما حولوا القوات المسلحة والوزارات إلى مراكز تجمع طائفي , إلى جانب تشجيع تشكيل الميليشيات المسلحة التي ترتكب جرائم القتل على الهوية وتنتهك حقوق المواطنين دون محاسبة من قبل الأجهزة الأمنية الملغومة أصلا بعناصر مجرمة من هذه الميليشيات..

أما الأحزاب الوطنية ورغم الحصار المضروب عليها من قبل أحزاب الميليشيات والإرهابيين, فإنها الوحيدة التي دافعت ولا زالت تدافع عن مصالح جماهير شعبنا دون تفريق او تمييز, وكما عهدناها في ظروف سابقة ..وهذا لا يعني بطبيعة الحال التوقف هنا بل توسيع رقعة المتعاطفين مع مطالب وطموحات شعبنا والطوائف الدينية الأخرى ..فعلينا وضع الحقائق امام الأمم المتحدة ولجانها التي تعني بحقوق الإنسان من اجل القيام بواجباتها تجاه هذه الانتهاكات الفظة التي تصل إلى مستوى حملات التطهير العرقي والديني في بلد نحن شعبه الأصيل ..

فعلى الكنائس والأبرشيات وبالتنسيق مع كافة الطوائف الصغيرة المظلومة والمستهدفة التحرك بجدية على جميع الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات الدينية المختلفة من أجل ايصال صوت الحق ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه الجرائم التي ترتكب بحقنا جميعا, وفضح مرتكبيها والمساندين والداعمين لها ومطالبتهم بالتوقف فورا عن هذه الانتهاكات واحترام حرية وتنوع الثقافات والعقائد, وتقديم المجرمين للمحاكم لنيل جزاءهم العادل..

فبدون عمل جماعي جاد ومؤثر لا يمكن إيقاف حمام الدم الذي يسيل على أرض الرافدين..أرض الحضارة وارض الآباء والأجداد ..