| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 8/8/ 2010

 

لماذا لا يريدون المالكي

د. ناهدة التميمي

هل فشل المالكي في احلال الامن في العراق بعد ان كان الناس يحلمون في التجول مساءا بل الى الساعة السادسة مساءا.. الجواب ابدا.. هل فشل في تأمين الطرق بين المحافظات بعد ان كانت مسرحا للقتل والنهب والخطف والجريمة !!!......

هل فشل في الحفاظ على سعر صرف الدينار العراقي امام الدولار والعملات الاجنبية الاخرى بعد ان كان يراد له ان يتدنى اكثر واكثر..!!! هل كان طائفيا بحيث حارب فئة عابثة وترك اخرى.. هل فشل في الانتخابات ولم ينتخبه احد.. كل الاجوبة على تلك التساؤلات تقول (لا) كبيرة بل نجح في كل ذلك نجاحا ملحوظا ولا ادل على ذلك من نجاحه الساحق في الانتخابات الاخيرة بحث جاء بأعلى الاصوات كفرد وهذا يعني انه صاحب الشخصية الاكثر حضورا والاكثر شعبية من جميع الموجودين..

اذن اين تكمن المشكلة ومن المسؤول ومن الذي لا يريده ويعمل على تقويضه..!!!
لقد لعبتها امريكا والمفوضية صح وبشكل مدروس دراسة جيدة.. اذ انهم في البداية ولما رأوا المالكي يتقدم وبشكل ساحق وكبير جعلوا اياد علاوي يظهر على الشاشات التلفزيونية والفضائية وبشكل مدروس ايضا ليدّعي ان هنالك تزوير خطير وجاء بصور تؤكد على حرق بعض الصناديق الخاصة به ومؤيديه.. طبعا كان المالكي متقدما مما حدا به الى الظهور ونفي الامر وبأنه لا يوجد تزوير وحتى ان وجد فانه طفيف ولا يؤثر على سير الانتخابات ونزاهتها وانها ليست خطيرة.. وبعد ايام بدأ العد العكسي وبشكل اكثر دراسة فقد بدأ يتقدم علاوي بشكل ملحوظ حتى كاد يقارب اصوات المالكي.. وعندما اعترض الاخير.. اجابوه بانكم انتم انفسكم نفيتم وجود اختراقات وتزوير وان العملية سليمة وبانها لا تؤثر على نزاهة الانتخابات حتى وان وجدت.. اي ان السيد المالكي تعرض لمؤامرة من الامريكان والمفوضية ودول الجوار التي لا ترغب فيه..
والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة لماذا لا ترغب به دول الجوار والعرب وبعض الاطراف المتصارعة على الحكم في العراق رغم انه صاحب المنجزات الامنية والاصلاحات الاقتصادية!!!... الجواب انها رغبة الغرب وامريكا ان لا يكون في الحكم اسلام عقائدي مثل حزب الدعوة وقد تآمروا من قبل على الجعفري واجبروه على التنحي والاستقالة حتى قال له السفير الامريكي علنا ووجها لوجة نحن لا نحبك.. وهي رغبة الاكراد ايضا لانهم لا يريدون ان يكون في الحكم رجل قوي يريد العراق موحدا وقويا بل يريدون دولة ضعيفة مركزها مهلهل يأكلها الاقليم ويزحف عليها بمزيد من الامتيازات والاموال والاراضي والاستقطاعات.. وهي رغبة بعض الاحزاب الموجودة في السلطة لان المالكي قطع ايدي العابثين والسارقين للنفط والمهربين له والعابثين بامن الناس والمتسلطين عليهم والملاحقين لهم والقاتلين لهم باسم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهم لا يريدونه بل يريدون من يترك لهم الحبل على الغارب يعبثون بامن الناس كيفما شاؤوا؟؟ وهي رغبة العرب ودول الخليج والسعودية بالذات ان لا يكون على رأس السلطة اسلامي شيعي عقائدي ولذلك فقد دفعت السعودية اموالا طائلة وكذلك الخليج في سبيل الدفع بعلاوي الى الواجهة وازاحة المالكي لانهم لا يمانعون بسياسي شيعي علماني مثل علاوي ولكنهم يخشون من حزب عرف عنه التضحيات الجسام مثل الدعوة حتى وان كان المالكي والدعوة عروبيين في طروحاتهم اصلا.
اما تركيا فهي وان بدت على الحياد.. الا انها في النهاية حليف لامريكا وبالنهاية تلتقي مصالح الاثنين في نقطة واحدة الا وهي الخلاص من المالكي وحزبه في سده الحكم.. وهم بذلك يضيقون على المالكي في قطع المياه وزيادة معاناة الناس واتعابهم كي تنقم عليه وعلى حكمه  .
اما الوضع بالنسبة الى سوريا وان بدا ملتبسا الا انه للمتتبع له فهو واضح.. سوريا بدأت تلعب على جميع الحبال المتاحة لها والسياسة لها فن الممكن.. فهي ترضي ايران برغبتها في استبدال المالكي بمن هم اكثر موالاة لها وفي نفس الوقت ترضي السعودية التي ترغب في مجيء علاوي وابعاد المالكي وهي في ذات الوقت لا تمانع بل ترحب بمجيء علاوي لانه يمثل البعثيين  .
وبعد زيارة قيادات المجلس الاعلى والصدريين الى الخليج مؤخرا.. هناك من يقول انهم قد استلموا اموالا طائلة من السعودية لتقويض المالكي في تلك الزيارات , عاد هؤلاء ليصروا على وجوب تنحي المالكي وتخليه عن رئاسة الوزراء ولا يبدون اي معارضة في تولي علاوي الامر..
عجيب اذا كان المجلس ضد البعثيين ويذّكر في تلفزيونه الفرات دائما بجرائمهم كيف لا يمانعون بمجيئ البعث تحت يافطة علاوي.. واذا كان الصدريون قد نسوا واقعة النجف والفلوجة بقيادة علاوي فالاولى بهم ان ينسوا احداث العمارة والبصرة التي تم فيها القضاء على الخارجين عن القانون والعابثين بامن الناس وارزاقهم والمسيئين للتيار الصدري قبل غيره خصوصا وانهم جزء من البيت الشيعي وركن اساسي فيه فكيف يقوضوه  .

انهم يتعبون هذا الرجل النزيه حتى وان كان في وزرائه بعض المفسدين فقد كان ايهم السامرائي والشعلان وغيرهم مفسدون ايضا في وزارات غيره.. خصوصا وان الوزراء مفروضين بحكم المحاصصة وليسوا اختيار فريق العمل المريح له بنفسه.. لقد فاز الرجل باعلى نسبة من الاصوات ولولا تدخل المفوضية وامريكا واموال الخليج والسعودية في اللحظة الاخيرة لكان هو المكتسح بلا منازع.. ولكنها امريكا وما تريد..!!!
 

04/08/2010
 

free web counter