| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                    السبت 30/4/ 2011

 

دولة الفالتــــو العراقية

د. ناهدة التميمي

دولة ليس كمثلها دولة .. بداخلها دولة بعلم ودستور وبرلمان وخارجية وجيش وحدود وصادرات وورادات ورئيس وليس من حق الدولة ان تتدخل في هذه الدولة .. حكومتها ليست كأية حكومة اخرى تتشكل ولا تتشكل ليست لها هيبة ، تؤكل من الشمال والجنوب , هجين خليط غير متجانس لا يتفقون على شيء ابدا , برلمانها لا يشبه اي برلمان في العالم فهو البرلمان الوحيد في العالم الذي يكرهه الشعب وهو المفروض موجود اصلا ليلبي حاجات الشعب ويمثله .. برلمانها اهتم بتشريع القوانين التي تهم افراده وامتيازاته ومكافآته .. اما المواطن ومصلحته فمغيبة عن ذلك البرلمان المخدر العجيب .. رواتب الحكومة والبرلمان ليست برواتب بقدر ماهي رشى ليسكتوا عن كثير من التخريب والعبث في حياة المواطنين وبنية الوطن وتركيبته ودماره.

الفساد ضرب اطنابه في دولة الفالتو العراقية ابتداءا من المشاريع الوهمية الى الصفقات المليارية التي تذهب بالكل او المجمل الى جيوب اصحاب الكروش والعروش الذين كانوا الى عهد قريب يتسكعون في سوريا او ايران او يعيشون على المساعدات الانسانية في دول المهجر والذين اثروا ثراءا فاحشا ومخيفا فلا ضمير يردع ودين يوزع ولا انسانية تمنع في زمن (هذا البرلمان وهذه الحكومة وديمقراطية الامريكان) .

المقاولات ضربت رقما قياسيا في الفساد فما ان يبدأوا مشروعا في تبليط شارع او وضع سياج او انشاء مجسر حتى يهرب المقاول الذي رشحه المسؤول الفلاني بعد استلام الملايين ليبني امبراطوريته المالية والعقارية في دول الجوار ثم يُعْهد بالمشروع الى مقاول اخر ليهدم ما بدأه سلفه ويأخذ المقسوم ويهرب وهكذا دواليك ومنذ سنوات لا شارع تبلط ولا جسر انجر ولا مشروع خدمي استقام الا اللهم مشاريعهم في المنطقة الغبراء فهي الوحيدة التي تنجز لان كل الخراب يتم بمعرفتهم وباشرافهم ومبروم على مبروم لا يفتل ..

الازبال حدث ولا حرج تملأ الساحات والشوارع والازقة وكأن في العراق ليس هنالك ملايين العاطلين عن العمل يمكن تشغيلهم في اعمال النظافة وبهذا نحل مشكلتين, تشغيل العاطلين والتخلص من الازبال بدل الاستعانة بشركات تركية لتولي الامر لان الشركة التركية حسب ما سمعنا قبضت الاموال مع من رشحها وزيّن الفكرة ولم تأتي للعراق بحجة الامن .. اما المشردين والمتسولين فشيء فاق الوصف والخيال ولا يرى الماشي في شوارع بغداد خاصة والعراق عامة الا الاهوال وما لم يخطر ببال وما كنت تحسبه من المحال في بلد يعد الاغنى في العالم ولكنه الافقر في ضمير مسؤوليه وعمالتهم واستعدادهم لقتل كل الناس خدمة لمن اتى بهم ولا يخجل مسؤول يركب السيارات المصفحة ويأكل الزقوم اشكال انواع في المنطقة الغبراء من هذا الفقر المستشري في العراق وهذا التشرد والاستجداء.

الامن .. ماذا احّدث عن الامن يا أبناء بلدي .. الشركات الامنية تملآ العراق وتستهلك اغلب ميزانيته ( الانفجارية ) وصفقات التسليح وشراء المعدات الحربية والامنية الفاسدة المليارية ازكمت الانوف من فسادها والعراق مازال يغرق في بحر من دم جراء عدم انضباط الامن والاختراقات الامنية وعدم كفاءة الاجهزة والمعدات المتعاقد عليها .

ماذا اكتب عن الفالتو في دولة العراق الديمقراطية .. هل اكتب عن عطالة الخريجين واستجدائهم في الشوارع نتيجة عدم حصولهم على وظيفة يأكلون منها العيش او المعاقين او عوائل الشهداء في زمن صدام الذين لم ينصفوا وقد جاء الجميع باسمهم للحكم .. او ضحايا الارهاب الحالي او التفجيرات او الذين قتلوا على ايدي القوات الامريكية .. او اكتب عن الارامل وحالتهن التي تدمي القلب ام عن الايتام الذين تركوا عملا بمقولة اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا قاعدون .. او لعلي اكتب عن الرشاوي او الفساد الاداري المستشري في دوائر الدولة والعدل والعقاري والجنسية والجوازات ...او فساد الضمير ونخر العقول وموت الذمم في بلد علي والحسين وابو حنيفة وابن حنبل وعبد الكريم قاسم.. في بلد الدين والاخلاق والحضارة التي سمعنا بها ولكن لم نرى من تطبيقاتها الا يبابا وخرابا ..

نعم لكل هذا وللمزيد فقد استحقت دولة العراق بكل جدارة لقب دولة الفالتو العراقية
 


 

free web counter