| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناهدة التميمي

 

 

 

الأحد 27/9/ 2009

 

العراق في المزاد ...!!!

ناهدة التميمي

العراق بكل ما فيه للبيع بسعر بخس وربما بدون سعر يذكر .. كل شيء فيه قد تم بيعه او انه على وشك .. فمن يغتنم الفرصة ويغترف .. ولنبدا بالسوآل التالي .. اذا كان الامريكان قد امروا بتعويضات للكويت على ستة اشهر احتلال وما زالت تقصم ظهر العراقيين.. واذا عجزوا عن اخراج العراق من البند السابع .. واذا كنا عاجزين بوجودهم عن تشكيل خطوط جوية عراقية محترمة خوفا من مصادرة الكويت لها .. واذا عجزوا عن توفير الكهرباء لنا في حين دول فقيرة لا تتمع بحماية دولة عظمى مثل امريكا تتوفر لها الطاقة والكهرباء .. واذا عانينا من العطش في زمن الراعي الامريكي واذا كان التدمير ما زال مستمرا لكل مرافق الحياة في العراق وبنيته التحتية .. فلماذا اذن هم موجودون اصلا ..؟؟

ولنبدأ بخبر المزاد الاول الذي يقول ان الكويت قد تقايض مسألة ديونها بالاستثمارات في العراق .. وهذا يعني انهم سيشترون اراضي ومؤسسات وشركات بمعنى اخر سيكون تغلغلهم اكثر وستكون ( البطانة اغلى من الوجه ) كما يقول المثل العراقي .. وتجربة شركة العقيق الكويتية في النجف ماثلة للعيان .. اذ ان هذه الشركة استثمرث في مطار النجف مقابل ان تدفع 60 مليون دولار وتتناصف الارباح مع ادارة المطار .. ما حصل ان هذه الشركة دفعت من مجمل المبلغ ثلاثة ملايين دولار فقط وماطلت في الباقي وتتناصف الارباح الى يومنا هذا مع المطار.. والادراة لا تستطيع الغاء الاتفاق لان الكويتيين الذين اتقنوا لعبة التعويضات كبلوهم بفقرات تلزمهم بدفع تعويضات باهضة في حالة فسخ العقود ..!! .. وهم بالتأكيد باستثماراتهم الجديدة هذه سيبنون فنادق خمس نجوم وسيجلبون الادارة والعمالة لها مسبقا من مصر او بنغلاديش او.. اي لن يستفيد منها العراقي الفقير بشيء في حين ان العراقيين في الوقت الحالي هم احوج ما يكون الى استثمارات في الكهرباء والمياه والامن والزراعة .. فاين هذا من ذاك..؟؟

اما الخبر الثاني فيقول ان وزير النفط المصري قد صرح بان مصر ستقوم بالاستثمار في نفط الجنوب بموجب عقود مشاركة .. طبعا حتى نظام صدام على كل سيئاته لم يمنح طرفا ما عقود مشاركة لانها عمليات اخراج لاموال العراق بما يفوق التعويضات على حساب المواطن البسيط .. و يقول الوزير بأن المصريين يستعدون لتطوير المهارات العراقية وتدريبهم والقيام بعمليات الحفر للابار.. والسؤال هنا.. ماهي خبرة مصر في مجال النفط حتى يقوموا بالتطوير والتدريب والحفر .. اذا كانت شركات فرنسية تقوم بالحفر لهم في بلدهم مصر .. فكيف سيقومون بهده الاعمال في العراق واذا كانت لديهم هكذا خبرة اليس الاولى ان يقوموا بها في بلدهم اولا ..!!

اما وزير المواصلات العراقي فقد اعلن ان هنالك من له مصلحة في ان لا يعمل الهاتف الارضي في العراق وان هناك شركات هاتف نقال تحصد المليارات ليس من مصلحتها عودة الحياة للهاتف الارضي .. وان الكيبلات تتعرض للتخريب او القطع بطريق الخطأ او العمد بشكل لا يمكن اصلاحه لتكلفته العالية في كل مرة .. كى يبقى اعتماد الناس على النقال وتحصد الشركات والدول المليارات على حساب بؤس المواطن ورداءة الخدمات.. في ايطاليا عرضت الحكومة الايطالية منطقة بجنوب البلاد للمنافسة على الهاتف النقال وتقاضت 10 مليارات دولار لمجرد منحها حق الامتياز للشركة الفائزة .. فما بال العراق قدم كل العراق للشركات المصرية والاردنية والكويتية والاماراتية مجانا مقابل نهب المواطن وسوء الخدمات وارتفاع الاسعار .

ولنأتي الان الى العمالة الاجنبية التي بدأت تهل علينا من مصر وبنغلاديش وسريلانكا والبلد يئن من الازمات الاقتصادية والبطالة الخانقة والفقر والجوع والعطش .. بدأ العمال الاجانب يأتون مع الشركات الاجنبية ومعروف ان العمالة البنغلاديشية غير مرغوب بها في كل البلدان لان الجالية البنغلاديشية في الامارات مثلا لها اعلى حصة من ارتكاب الجرائم وفي بريطانيا لهم احياء لا يقربها احد من كثرة انتشار الجريمة بها وهم ناقلون لامراض الملاريا والسل والكوليرا ..

وبأمر من محررينا نحن مجبرون على ان نقدم للاردن نفط مخفض لقاء مساعدتها للامريكان في عملية ازالة النظام السابق كما اننا مجبرون على تدريب الشرطة هناك مقابل المليارات واستيراد كل شيء منهم حتى لا تقدم امريكا مساعدات للاردن من خزينتها وانما تدفعها على العراق ونفطه .. كيف يكون الفرهود اذن ..

واخيرا عملوا اتفاقيات اقتصادية مع الاتراك مقابل اطلاق المياه ,, وقد اطلقت تركيا بعض المياه ليس لانها التزمت بحل دائم وكمية مياه ثابتة وليس كما اوهموهم تجاوبا مع هذه العقود ولكن بعد حصول فيضانات مدمرة في تركيا مما اضطرها لفتح بعض المياه..

كيسنجر له مقولة شهيرة وهي ان 99% مما يجري يعرفه الاعلام وهناك 1% من المخفي والمقرر على مستويات عليا يجهله الاعلام .. فهل ما زلنا نجهل الكثير مما يجري في بلدنا العراق ..!!!



 

 

free web counter