| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 26/4/ 2010

 

هاشم العقابي يحل معضلة اضنت العراقيين مع الكويت

د. ناهدة التميمي

قبل ايام كنت اشاهد برنامجا على البغدادية كان الضيف فيه هو وزير النقل العراقي ومدير الخطوط الجوية العراقية سابقا وكان المحاور والمقدم الاعلامي المعروف هاشم العقابي .. تكلموا في هذا البرنامج عن مشكلة الخطوط الجوية العراقية مع الكويت .. وعرضوا كيف تتعرض الطائرات العراقية الى مضايقات وتضييق في كل مطارات العالم بسبب موقف الكويت الرافض لاية حلول .. وصل اخرها الى احتجاز الطائرة العراقية في لندن ومنعها من الاقلاع ومصادرة جواز سفر مدير الخطوط الجوية العراقية ومنعه من المغادرة ولم تحل الازمة الا عندما تدخلت الشركة المالكة السويدية باعتبار الطائرة ملكا لها وليس للعراق للافراج عنها, وتكلموا عن معاناة كثيرة وكبيرة وقيود تكبل هذه الشركة بسبب الكويت ..

وهنا بادر الاخ العقابي بالاقتراح ولماذا لا تصفى هذه الشركة وتعلن افلاسها فلا دعاوى تبقى ولا مشاكل ولاهم يحزنون .. عندها رد الوزير وقال ولكن اسم الشركة رمز ولا يمكن تغييره .. فاي رمز وكرامتنا مسلوبة بيد الكويتيين وايدينا موثقة بدعاواهم الجائرة وجلودنا يلهبها سوط تعويضاتهم غير المنصفة .

وبعد يومين من هذا الاقتراح اعلنت الخطوط الجوية العراقية تصفية نفسها وافلاسها .. اي انهم اخذوا بالمقترح وليس شرط ان يكون اسمها الخطوط الجوية العراقية بل يمكن ان تكون الخطوط العراقية او الوطنية العراقية او طيران العراق على غرار طيران الخليج وكلها رموز مقبولة وطنيا.

وكنت اتابع الفضائيات التي جن جنونها لهذا القرار المفاجيء فراحت تحلل وتعيد وتزيد وتستضيف المحللين وكنت اتابع العربية وغيرها وقناة روسيا اليوم وقناة فرنسا وقد استضافوا خبراء قانونيين بالامر فأكدوا جميعهم بانه قد اسقط بيد الكويت وبأن الحل ذكي جدا وليس بأمكان الكويت ان تفعل اي شيء بعد اليوم الا اللجوء الى الطرق الديبلوماسية والسياسية واسترضاء العراق من اجل حل مشكلتهم ..

اقول مبروك للكويتيين هذه الصفعة وهذا التدبير بعد ان اوسعونا رهقا بعنجهيتهم وعنادهم وغلوائهم وشروطهم التعجيزية وتكبرهم وتفننهم في التلاعب على القوانين والمشاعر في سبيل عدم حل المشكلة وابقائها عالقة خصوصا وانهم يستقطعون خمسة بالمئة من ميزانية العراق وهي ليست بالقليلة للتعويضات فلماذا لا تكون هذه ضمن تلك .. فقد قال وزير النقل بانه زار الكويت من قبل بغرض حل الاشكال وصعد ونزل وقابل مسؤولين واتفقوا على مبلغ معين للتعويضات عن الطائرات المفقودة اثناء الغزو للكويت ولكن في يوم التوقيع قد تهربوا ولم يوقعوا فعاد للعراق وكأنك يابو زيد ما غزيت .

هذا اقتراح من مثقف واعلامي اقترح شيئا ضمن حوار عن هذه المعضلة وقد طبق وحل مشكلة كبيرة كادت ان تخنقنا بل خنقتنا بالفعل .. اقول ليت جميع المثقفين يفكرون في حلول ومقترحات فعلية وجادة لحل مشاكلنا المستعصية .. مثلا ما الضير ان نشترط على الاردن انه لا نفط مخفض بعد اليوم ما لم يتنازلوا عن الديون التي عصبوها براس العراق على شكل اجور ارضية عن الطائرات الجاثمة في مطار عمان والتي اصبحت خردة الان بفعل الاهمال والتقادم وعوامل الزمن والتي كلما نزلت في مطار الملكة علياء بكيت لرؤيتها جاثمة تحكي زمنا بهيا مضى وعهدا مشرقا قد افل وعصرا قد ولى ..

ما المشكلة في ان نشترط على تركيا اما اطلاق المياه بكامل حصة العراق كما هو منصوص دوليا او لا تجارة ولا استيراد منهم .. وكذا الحال بالنسبة لايران .. واين الخلل في ان تستعين الحكومة بخبراء من امهر القانونيين ليحلوا لنا معضلة الفصل السابع التي اريد لها ان تقتل شعبا باكمله وتغتال احلامه وتطلعاته بأية نهضة او تقدم او رفاهية .

هؤلاء الذين يجلدون الشعب العراقي اليوم بسوط حقدهم وجشعهم كانت مشاكلهم مع نظام صدام حسين ، وصدام قد رحل .. انهم اشبه ما يكونون بأناس لهم ديون عند جلاد وكان هو بدوره يأسر قومه ويضعهم في زنزانة ويعذبهم بشتى صنوف التعذيب يوميا ولما مات الجلاد جاء هؤلاء الدائنين وطالبوا هؤلاء القوم المجلودين والذين خرجوا لتوهم من زنازين التعذيب بإيفاء هذا الدين .. فهل يستقيم هذا المنطق .

هنيئا للكويتيين هذه الصفعة وضربة المعلم هذه .. الم يكن من الافضل لكم لو انكم تعاملتم بأخوة وحسن نية وروح التعاون ..

والتقدير للاعلامي هاشم العقابي الذي انقض كالعقاب على زرازير الاعراب وغربانهم بهذا المقترح القيم ..
 

 

 

free web counter