| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 20/12/ 2011


 

أما من حصيف يُعدّل الدستور ويمنح الكرد استقلالا..؟!!

د. ناهدة التميمي
 
لعل جميعنا يعلم ان الدستور كُتب تحت وطأة المفخخات والتفجيرات والذبح الطائفي والخوف والاوضاع غير المستقرة والمحتدمة في العراق انذاك .. فبعد سقوط نظام صدام حسين ساد نسبيا , جو من السلام والتاخي والفرح لمدة ستة اشهر تقريبا لتحتدم الاوضاع فجأة ويبدأ القتل على الهوية والتفخيخ الذي لم يمر على شعب مثله قط.. اذ ومنذ ثمان سنوات وحرب الابادة للشعب العراقي بالسيارات المفخخة والتفجيرات مستمرة لتقتل يوميا مالايقل عن خمسين وتعوق وتجرح المئات ..
اذن الدستور ما كان يجب ان يكتب في ظل هكذا ظروف وخصوصا ان العراقيين حديثو عهد بالديمقراطية وكان يجب انتظار اوضاع افضل للبلد ليكتب بها الدستور .. فهنالك ديمقراطيات عريقة مازالت بدون دستور مثل بريطانيا ولسنا بافضل منها ديمقراطيا لنتعجل ونكتب دستورا متسرعا ومستعجلا مليئا بالمفخخات والمطبات والالغام التي كنا قد حذرنا منها مرارا وتكرارا وقلنا انها قد تنفجر في اية لحظة لتحرق الاخضر واليابس .. وها هي البوادر تلوح وبشدة لتمزيق جسد العراق الجميل والذي يشبه بخارطته الفريدة القلب او الحمامة التي تفرد جناحيها, فالدعوات لاقامة الاقاليم هي بداية النهاية لبلد عظيم وعريق اسمه العراق ..
قبل سنتين كنت ابحث عن المنطقة الغربية في كَوكَل واذا بي افاجأ بخارطة الاقليم السني وقد كتب تحته خارطة الاقليم المعتمد في مراكز الدراسات والبحوث الغربية وقد اتصلت بعض الاخوة وكتبت لانبه من ذلك ومن ان النية مبيته لتمزيق العراق وتقسيمه ولكن دون جدوى ولم يهتم احد من المسؤولين لهذا التنبيه ..
اليوم اقول ان الدستور اصلا اريد له ان يُكتب تحت ظل مفخخات الضاري وضربات المقاومة الشريفة التي ابادت العراقيين وذبح عصابات الدليمي ليقبل العراقيون بكل ماجاء فيه من فقرات دون تدقيق للمطبات والثغرات فيه ..
والخطأ الثاني هو عرض الدستور كله دفعة واحدة للتصويت عليه وكان يجب ان يستفتى عليه فقرة فقرة لاننا صوتنا للدستور ولسنا مقتنعين بكل فقراته ,فهناك فقرات لدينا عليها اعتراض واشكال مثل المناطق المتنازع عليها والاقاليم واسم العراق وفقرات خلافية اخرى
والحقيقة ان الدستور وكأنما كُتب ليخدم الاكراد اذ استعانوا وقتها بخبراء امريكان ليشيروا عليهم بما يجب ان يكتبوه ومالايجب , واليوم نحصد مازرعه هذا الدستور من بذور للتقسيم وتمهيد لقضم اراضي العراق وتمزيقه باسم الاقاليم .
اما الاكراد فارى انه من الحصافة والحكمة منحهم استقلالا في المحافظات الثلاثة التي كان لهم فيها حكم ذاتي وذلك لان بقاءهم ضمن العراق هو استهلاك واستنزاف وقضم لثرواته واراضيه ..
فهم اغلبيتهم في ثلاث محافظات ولو افترضنا ان كل محافظة تحوي مليون نسمة منهم فعددهم لايزيد عن ثلاثة ملايين او اربعة او خمسة في احسن تقدير ومع ذلك فهم يستحوذون على 17 بالمئة من ميزانية البلد الاتية بمجملها من نفط البصرة والعمارة والناصرية مدن العراق الغنية بالنفط والفقيرة بالخدمات والاعمار واسباب التقدم والرفاهية .. وكلنا يعلم ان كركوك نفطها شبه معطل بسبب تخريب الانابيب الدائم فيها كما انها محافظة عراقية تضم كل اطياف الشعب العراقي من عرب وتركمان وشبك ويزيديين ومسيحيين واكراد وصابئة.
والاكراد يشاركون المركز بكل شيء في الوزارات السيادية والعادية والعاصمة والجيش ويستحوذون على مناطق وشوارع واسعة في بغداد والرئيس يرفض المصادقة على احكام الاعدام في المجرمين وكانه يتستر عليهم ويغطي على افعالهم .. وهم نواب في البرلمان ويستهلكون ايضا رواتب من الميزانية وحمايات ويطالبون ان تكون رواتب البيشمركة من الميزانية العامة وليست من حصتهم وكذلك الامر بالنسبة لصفقات السلاح , وفي نفس الوقت هم لايساهمون بشيء للخزينة العامة فمواردهم من الحدود والمطارات والكمارك والجنسية والنفط والغاز لهم فقط .. اذن اليس من الاجدى والانفع والاصوب ان يُمنح الاكراد استقلالا ونُعدّل الدستور فنمحوا منه مفخخات الاقاليم والغام المناطق المتنازع عليها واشكالات النفط والغاز والميزانية ..
 


 

free web counter