| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناهدة التميمي

 

 

 

الأثنين 18/1/ 2010



فقه الأختلاف

د. ناهدة التميمي

هذه هي المرة الثانية التي اواجه فيها كما كبيرا من النقد سلبا وايجابا من خلال التعليقات او الايميلات او حتى المكالمات بعد مقالتي (القافلة الانتحارية) والمقال الاخير ( مستشار المالكي... ) لاني تطرقت الى حالة اعتقدتها خلل وشخصتها بدقة .. ففي مقالي الاول اردت القول ان هناك قفز على الواقع السياسي والاجتماعي المربك اصلا وفي مقالي الاخير اردت القول ان مستشار بهذا الوزن يجب ان يتوخى الدقة المتناهية في اختيار كلماته ليعكس الحالة المثلى لمركزه ...

ولست هنا في معرض نفي او تأكيد ما كتبت ولكني امام ظاهرة قد تبدو غريبة نوعا ما الا وهي عدم تقبل فقه الاختلاف .. فلا الذين استهجنوا طرحي ورفضوه كانوا بدوافع موضوعية ومنطقية ولا الذين قبلوه كانوا كذلك ..

ولأثبت اولا ان السيد المالكي من الشخصيات العراقية المهمة والمجاهدة والمناضلة والنزيهة والوطنية ( لا اقول هذا خوفا منه ولا تملقا له ) ولكنها حسب وجهة نظري هي الحقيقة التي اراها  .

الذي اريد تثبيته هنا هو ثقافة الاختلاف التي يجب ان نتعلمها جيدا وحين ننقد الاخرين نكون بصدد تقويمهم لا هدمهم .. وان المسؤول ممكن ان يخطأ وخطأه وارد مع التفاف الكثير من الاميين حوله الذين لا تعدوا ثقافتهم ثقافة جريدة وبعضهم قد حسبت دول الجوار تاريخه نقطة نقطة وتعرف عنهم ما لا يحمد عقباه.. دون الالتفات الى الكفوئين من اصحاب ثقافة الكتب والحضارة فينعكس ذلك عليه وعلى العملية برمتها ..

فدعونا ننتقد بروح وطنية عالية هدفها المصلحة العامة ولنرتق بخطابنا الى المستوى الذي يجعلنا مؤهلين لقيادة وطن ومراجعة اخطائنا وتصحيحها وتصليحها ... مثلا اتساءل امام كل منصف وكل ذي بصيرة .. الم يكن استجواب وزير الكهرباء والذي استقتل حزب السيد المالكي بان لا يتم .. الم يكن فضيحة بكل ما لها من وقع مؤلم في نفوس العراقيين .. كيف يسكت وهو المناضل ضد التعسف على هكذا تفريط بالمال العام وكيف يحاول (ولمصلحة وطنية) كما يدّعون التستر على هذه الجريمة ( فلطالما قيل لمصلحة وطنية نرفض استجواب الوزراء داخل البرلمان ) ..

نحن على ثقة تامة بان السيد المالكي نزيه ولا يرتقي اليه الشك ولكن هناك تساؤلات تركت في نفوسنا الكثير من الحيرة .. اذ كيف يسكت على هكذا انتكاسة في وزارة خدمية تعاني منها الناس يوميا وفي وزارة التجارة من قبلها.. وكيف لا يقتص من المجرمين ويأخذ بثار اهالي الضحايا وكيف يسمح بتسلل المجرمين الى مفاصل الدولة بذريعة المصالحة الوطنية.. وانا اجزم ان ما خفي كان اعظم ..

فضرورة الاختلاف هنا كي نتكامل ونجمع شتات الصورة والرسول الكريم يقول ( اختلاف امتي رحمة ) هذا الذي يدفعنا للنقد وليس لاسقاط الاخرين وانما للمصلحة العامة فلا تحولوا هذا الاختلاف الى سكين توخز خاصرتي يوميا برسائل غير مسؤولة تتهمني بالكيدية .. والرجل وطني ونحن وطنيين وانا من الفخورين به  .

ولكننا نقول من يفرط بحقه لا يمكن ان ينتصر واننا نفقد العدالة بفقد القدرة على تحديد بوصلتها الصحيحة .. ولا يوجد معصوم او مقدس ونحن في حالة حراك .. ومن الطبيعي ان تكون هناك اخطاء تحتاج الى تشخيص ومعالجة .. ونشخصها حبا بالعراق,, ورئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي في العراق سياسيا وامنيا واقتصاديا اي انه المسؤول عن الرعية.. لذلك عندما نشخص خلل ما فانما هو شغفا بالعراق وحرصا على السيد المالكي وليس بغضا به ... ولكننا لا نريد ان نقف امام هكذا مشهد فنؤلهه كالخرسان او ان لا نستمع الى ارائه التي قد تكون فيها الكثير من المصلحة كالطرشان ..

هناك مساويء ومثالب وسلبيات ان لم نشر اليها استفحلت وتفاقمت وقد تتحول الى كارثة ...
 


 

free web counter