| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

ناصر الثعالبي

 

 

                                                                                  الخميس 4/10/ 2012

 

حكاية لاجئ سياسي (16)

كرة الثلج *

ناصر الثعالبي

بدأ اليوم ثقيلاً يجر ساعاته بكسل كرجل أثقلته الديون.، سائراً لملاقات دائنيه، ، يوم غادرتْ شمسه غير مبالية بمحيطاتها، فأغرقتها بظلام ترك وحشة لغريب عاد لمثواه كسجين إنفرادي في بلد متحضر ,. في مدينة أشبه بقريه، حطت رحالي ببيت تحيطه أجناس مختلفه وتقاليد مختلفه. سكان أغلبية ألمدينه ،من أبناء وأحفاد يهود هربوا من السجون ألنازية في ألمانيا ،عندما تقدمت جيوش ألحلفاء في الحرب ألعالمية الثانيه إلى ألمانيا بقتال لا يعرف الرحمه. ألناجين من المحرقة وإلاعدام الجماعي للأعراق غير الآريه. المدينة هذه غادرت طابعها أليهودي بتقادم ألزمن، نتيجة ألهجرة ألمتبادلة منها وإليها .هاجرت إليها أقوام تحمل سماتها وعلاقاتها ألشرقيه، من أتراك ومغاربة، ومن الهند الصينية وجنوب شرق أسيا وغربيها.غير إن نسبة وجود ألعراقين بها لاتكاد تذكر .أنا من هذه النسبة ألتي لاتذكر. تقدم الزمن يقود وحدتي، فأصبحت متلازماً مع سياسين يهتمون بتطور ألاوضاع في بلادي ، فارضين علي إسلوب نقاش أشبه بمبايعة يزيد وليا للعهد في خطبة مختصرة وبليغة يقطر بين حروفها الدم قال الخطيب :( إن هذا مشيراً إلى معاوية، يخلفه هذا مشيراً إلى يزيد ،وإن من لايرضى، فبهذا مشيراً إلى السيف) كان نقاش أخوتي المغاربة في السياسة معي كهذا ؟

إجتزنا المحنة وسقط األنظام بطريقة همجية لم ترضِ ِ أيا ًمنا نحن ألشيوعيون ألرافضون للحرب.وتشكلت حكومة حملنا وزر بعض أخطائها لاشتراكنا في مجلس ألحكم بقيادة ألحاكم ألمدني (بريمر).وفقدنا بعض من كانوا معنا مخلصين للسير في دروب ألموت!

تطورت ألاوضاع وعقدت ألمؤتمرا ت،وتشكلت حكومة الشراكة الوطنيه ألتي هي في الواقع حكومة ألمحاصصة الطائفية وألأثنيه، طفحت ألصراعات بشكل مقرف. معضمها لمصالح حزبية ضيقه.وقادت ألبرجوازية ألطفيلية مستندة على مختلف ألأتجاهات السلفية و متطرفون شيعه في ذات الوقت، قادت حملة تحطيم ماتبقى من ألبناء الفوقي وألبناء ألتحتي بلا رحمة، لتغييره بما يتناسب وتصوراتها للمرحلة ألقادمه .وانطلق بعنف ألبنك ألدولي يرسم مقدمة لتدمير ألقطاع ألعام ،وينشر ألعلاج ألواهم علاج ألخصخصه. فأنتشر الفساد ألمالي وألاداري بشكل فضيع . أنغمرفيه كثير من الذين أعلنوا إنهم جاءوا إلى ألحكم بتكليف شرعي، من مختلف ألأتجاهات، سقط وزراء بتهم الفساد، و لم تحمهم ألعلامات فوق جباههم من أثر السجود !

أما أنا فلازلت مستمرا بتوضيح وجهة نظري دون ملل (بيش إبلشت يابو بشت) منطلقا من مبدأ (ألمقدمات الخاطئة تقود لنتائج خاطئه) بما فيها سياسة حزبي ألعامه والتي راهنت على ألتغيرات ألقادمة لصالح قوى ألتقدم والسلام, وكنت أرى إن ردة فاشية قادمه ، ستغرق ألبلاد بالدم .فلا مجال لتفاديها دون تكوين مجموعة ضغط هي الجماهير وقادتها ألميدانيين ألذي كان من ألمفترض أن نخوضها مبكراً ممتطين حصان ألسبق.
سألني محدثي - ألذي أحرق جوفه بكأس من عرق ألأوزو أليوناني - عن إنتشار ألفساد ألمالي وألاداري، وحيرة ألرئيس في مكافحته ،بالرغم من كثرة مستشاريه وسعة إطلاعهم.
أجبته من منهم يمتلك كرة الثلج؟؟

أستغرب محدثي ألسؤال معتبره سرياليا قائلا (رحم الله سلفادور دالي) قلت: يحكى إن أمبراطوراً صينياً أشتهر بحب العمران ، وألاصلاح، قام بتشييد ألمباني وشق ألطرقات وباذلاً كثيراً من خزينة الدوله.غيرإنه فوجئ في يوم من ألأيام وهو يقود عربته متنكراً. ألحالة ألمزريه للمدينة ألتي أراد لها أن تضاهي مدن روما ، بإنها غاية في القباحه.بيوتها متناثرة بلاتنسيق وشوارعها ضيقه تغمرها النفايات كحال بلدنا بعد السقوط ! قفل راجعا وقد أخذ ألغضب منه مأخذا عظيما. أرسل رئيس تشريفاته إلى جمع وزرائه ورجال دولته وحكمائه ،أجلسهم بصفين متقابلين على شكل مستطيل ،وجلس هو في مقدمة طرفه الشمالي .ساد القوم صمت لم يألفوه في حياتهم السياسيه،نظر بوجوههم نظرة تفحص وكأنه يراهم لأول مره. ثم قال لهم :كيف صرفت ألأموال الطائلة للأعمار؟ أخرس السؤال ألوزراء .فجأة تكلموا كحاطبي ليل يأتون على ألأخضر واليابس.لم يفهم ألأمبراطور شيئا من شروحاتهم فاعاد ألسؤال ! لف ألجميع صمت ،ودخلوا في وحشة ألسكون كأنهم في صومعة عباده.إستأذن حكيم ناسك متعفف ،كان يجلس في آخر صف أليسار بالكلام مع صمت رجال الدوله:قائلا أتسمح لي أيها ألأمبراطور أن أرجع أليك مالك،ضحك ألجميع من رجل لايملك قوت يومه ولم يسكن بجوار المنطقة ألخضرا وليس فيها أن يرجع ألمليارات ألتي سلبها ألفساد .نهر ألأمبراطور ألجميع طالباً ألاستماع لهذا ألمتعفف.

قال ألرجل بعد أن عدد ألقاب ألأمبراطور، كما تقضيه أصول مخاطبة ألاسياد .سيدي هل لي بكرة ثلج ؟ تهامس ألوزراء وألقادة معلنين جنون ألرجل،ولكنه كرر ألطلب أمر ألأمبراطور بكرة ثلج كبيره حسب ألطلب. تناول ألرجل ألحكيم كرة ألثلج ثم قدمها إلى ألأمبراطور قائلا: أفترض ياسيادة ألأمبراطور إن هذه ألكرة هي ألمليارات ألتي ِأعطيتها للبناء، ا‘عطها حسب التبعيه.أخذ ألأمبراطور ألكره وأعطاها للوزير ألأقدم، ومررها على جميع ألحضور حسب مسؤ لياتهم، إلا الحكيم ألفقير.وصلت كرة ألثلج إلى ألأمبراطور وهي كرة صغيره مشوهة نتيجة لملامسة ألأيدي ألكثيره. حينها قال الحكيم هذه نقودك، ردت إليك بعد أن ذابت أجزاء كثيرة منها بملامسة هذه الايدي، فقد غسل بعضهم يديه بمائها. فهل تستطيع بهذه ان تبني مدينة مثل روما..

سيدي رئيسنا هل لديك بحاشيتك ووزرائك من يمتلك الجرأة، ليعطيك كرة الثلج؟ أبحث عن هذا وسيستقيم ألأمر إن صدقت ألنوايا


فنراي


*عن حكاية من ألفلكلور ألصيني

 

free web counter