| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناصر الثعالبي

 

 

 

الأربعاء 22/7/ 2009



معاداة الشيوعيه ...رؤية فكريه بلا حياء!!

ناصر الثعالبي

في الآونة الأخيره برزت حملات ضد الشيوعية والقوى الوطنية التقدمية بشكل لافت .اساس هذه الحمله اقتراب الأنتخابات البرلمانيه واتساع رقعة الحراك السياسي باتجاه الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية وألأثنية ، وتغليب مصلحة الوطن والمواطن، مما اجبر البعض ان يغير خطابه السياسي بهذا ألأتجاه.الوضع هذا أثار حفيظة البعض سيما من المتضررين من عملية حوار مختلف القوى السياسية بأتجاه تحالفات قادمه تستهدف الفساد بكل اشكاله وتسع لمن يكون همه مصلحة الوطن.

والشيوعيون احد هذه المكونات المناضله من اجل خير الجميع، ونجاح العملية السياسيه وترسيخ اهداف الديمقراطية وانجاز ألأستقلال الوطني .لذلك سلطت عليهم هذه الحملات وعلى اخوانهم المشاركين في العملية السياسية ، مع الاختلاف في البعد او القرب منها.

واخر شيء قرأته من هذه الحملات مقال نشر في الصحيفة الالكترونيه (صوت العراق الغراء) بعنوان( دمرتنا الشيوعية العراقيه بلا رحمه...رؤية فكريه) في 21\07\2009 للسيد (حميد الشاكر) يتناول المقال هجوما حادا على الحركة الشيوعية ، محملا أياها جميع ما حصل في العراق من تخلف ومتاهات وضياع الثروات وكره الشعب العراقي للثقافة والمثقفين وما تعانيه المرأة.!!

ايها القارئ الكريم دعني اناقشه معك: ـ
استهل مقاله بحكمة عربيه تقول (عدو عاقل افضل الف مرة من صديق جاهل) وهنا يؤكد الكاتب على عقلانية الشيوعيه باعتباره عدوا لها من سياق المقال.

ان الكاتب لا يمتلك الادوات المعرفية للتحليل بحيث لجأ للأتهام دون التحليل الفلسفي للماركسيه التي تكون الشيوعية العلمية احدى مكوناتها الاساس!!

بل ازدحم مقاله بأنتقالات متناقضة تنقصها الرؤية الفكريه، اذ يقول (ثبتت اقدامها في الفضاء العراقي بشكلها العلني(يقصد الشيوعيه) في الاربعينيات من القرن المنصرم، ولتعبر عن وجودها في الخمسينيات والستينات على انها التيار الاقوى في الشارع الذي استطاعت من خلال المثابرة والتنظيم ونشر الافكار وترويجها الى ان تملأ فراغ الانسان الفكري والايدولوجي والسياسي لوعاء الانسان العراقي) انتهى الاقتباس ان ماجاء بهذه الطريقة لا يجرؤ الشيوعيون على قوله عن انفسهم فكيف اذا قال ذلك احد اعداء الشيوعيه؟؟!!ان ذلك يعني ان الشيوعيين يملكون ادوات التعامل مع الجماهير ويكسبون ثقتهم ، فماذا عن القوى الناهضة الاخرى انذاك؟ والتي هي في تحالفات مع الشيوعيين وتمتلك علاقاتها الجماهيريه واحزابها الوطنيه !فقد اخرجها الكاتب من المعادله!!

ثم يعود الكاتب ليؤكد ان نهوض هذه القوى ادى الى انهيارات الشيوعيه (وماهي الا فترة قصيره من ظهور المد القومي الناصري وبعده البعثي ومن خلفه الاسلامي فيما بعد حتى توالت الانهيارات على الشيوعية العراقيه).

ثانية يظهر الكاتب قصوره المعرفي في حركة الاحزاب والتيارات الفكريه وتحالفاتها , اذ يحمل هذه القوى مسؤولية انهيار(الشيوعية العراقيه) حسب تسميته لها ، وهو بذلك يسئ لتاريخ بعضها المشرف! ولجهالته لم يعرف ان هذه القوى أئتلفت مع الشيوعيين في الجبهة الانتخابية سنة1954 وجبهة الاتحاد الوطني سنة 1957 وفي انتخابات مجالس المحافظات سنة2009 تحت اسم (قائمة مدنيون) وبعد ذلك يتهم الشعب العراقي بالعجالة(وبما ان الانسان العراقي معروف عنه بانه عجول-كما خلقه الله سبحانه وتعالى-رمى بكل ثقله واماله وتطلعاته في ماكنة الاشتراكيه الشيوعيه العالميه)غريب انت ايها السيد الكاتب ها انت ثانية تمتدح الشيوعية دون ان تدري!!وقبل ثلاثة اسطر مما اوردته في الاستشهاد، يقول(ان اشكالية الشيوعية في العراق انها جاءت في الزمان الخطأ والمكان الخطأ)؟!!كيف اذا رمى الشعب العراقي بكل ثقله واماله وتطلعاته في ماكنة من جاء خطأ؟؟هل ان الشعب العراقي ساذج الى هذه الدرجه؟؟

وينتقل السيد الكاتب الى قضية المرأة والثقافة والمثقفين ودور الشيوعيين فيها قائلا(اي حديث عن تطور المرأة وتبني الثقافه كمصدر اساس لنهضة الوعي العراقي هو حديث عن حقبة شيوعيه لا يرغب ـ يقصد الشعب العراقي ـ بتكرار نموذجها التاريخي في واقعه العراقي، وهذه العقدة التي يحملها الانسان العراقي من الثقافة والمثقفين، والنظر اليه(الى المثقف )على اساس كائن غريب على المجتمع العراقي وانه مخلوق فيه نوع من الاختلاف مع باقي الشعب العراقي) وهذه مأثرة ثالثه للشيوعيين يقرها الكاتب اذ ارتبط أسمهم بألأرتقاء بوعي المرأة والثقافة والمثقفين. ولا اظن ان الشعب العراقي الذي يقال عنه(مصر تكتب ولبنان يطبع والعراق يقرأ) سيوافق على هذا الطرح الساذج.( النظر الى المثقف على انه كائن غريب على المجتمع العراقي).

واخيرا اسمح لي ايها الكاتب ان استعير من مقدمة المقال قولك (اياك من مصادقة الاحمق فأنه يريد ان ينفعك فيضرك) وها انت قد نفعت الشيوعية بالصاق كل ماهو متطور فيها. ولكني اتساءل اين الرؤية الفكرية في مقال الكاتب؟؟




 

free web counter