| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 14/12/ 2008

 

الطائفيه السياسية نقيض الدوله الوطنيه الديمقراطيه

ناصر الثعالبي

مقدمة
للاجابه على هذا السؤال ، يجب التعرف على مفهوم الدوله الوطنيه الديمقراطيه ، واسس بناءها ومستلزماتها ، ولغرض مقارنتها بالطائفيه السياسية ، التي سنتناولها هي الاخرى كمفهوم سياسي مذهبي (المقصود هنا ليس المذهب لطائفة ما ) الذي هو مجموع القيم والمعتقدات التي تمارسها هذه الطائفه،انما التوظيف السياسي لها في صراعها ذي الصفه الشموليه في الاتساع والسيطره .


الدولة الوطنية الديمقراطية
عرف الحزب الشيوعي العراقي الدوله الوطنيه الديمقراطيه في المشروع الوطني الديمقراطي بدولة القانون والمؤسسات الدستورية التي تقوم على فصل السلطات الثلاث، واستقلال القضاء، وتداول السلطه سلميا، واحترامارادة المواطنين المعبر عنها ديمقراطيا ، فهي بهذا التوصيف تعني ديمقراطية النظام السياسي بكل مؤسساته،والدفاع عن الحقوق السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه،لكافة مكونات الشعب ،مع ما يرافقها من توزيع عادل للثروات الوطنيه وتطوير الانتاج للمشاريع الكبيره،وحماية الانتاج المحلي،وتوسيع شبكة اسواقه وحمايتها،وفرض سيادة الدوله على المشاريع الكبيره ومواردها الطبيعيه، وهي اهم اسس تطور الدوله الوطنيه الديمقراطيه.و ياتي الداعم الاخر لهذه الدوله هو عزل الدين عنها ، واحترام الوحده الوطنيه والسلم الاهلي.

لا يمكن للدول ان تتطور دون وحدة كافة مكونات شعبها وتثبيت هويتها الوطنيه المرتبطه بثقافتها الوطنيه التي تقتضي ان يكون التنوع والتعدديه العامل الاساس فيها .من هنا تكون سلطة الدوله الوطنيه الديمقراطيه دون هويه ايدولجيه معينه، وبذلك تنتفي السلطه الشمولية فيها والتي هي فرض للايدولوجيه الواحده.ولكي تحافظ الدوله على مؤسساتها الديمقراطيه وتطورها لابد لها ان ترسي اسسا للسلم والامن الاهلي،واحترام مؤسسات المجتمع المدني فيها،بأعتبارها منظمات مستقله عن السلطه السياسيه من جهة، ومدافعا عنها بالسبل والوسائل السلميه من جهة ثانيه.ولغرض ذلك،يجب ان يكون الاعلام محايدا كي يدافع عن مفاهيم الناس وفكارهم واحتياجاتهم المختلفه .
وفي خضم هذا التطور في البنيه الفوقيه (بكل مؤسساتها) تتطور البنيه التحتيه و ينتج عنها علاقات اجتماعي ثقافيه ، يسود فيها وعي دستوري عام يتمخض عنه دور رقابي شعبي يلزم الدوله ان تحترم القوانين التي تشرعها .
لابد لهذا التطور الاجتماعي وعلاقاته الديمقراطيه والثقافيه ان يصطدم بكل ما هو معيق للتقدم ،وتبقى القوى السياسيه والاجتماعيه التقدمية في خط فكري متشابك مع قوى الظلام والتخلف الى حين اضمحلالها، فتكون فرص تقدم الدوله الوطنيه الديمقراطيه كبيره ، تبعا لقانون التطور العام .

الطائفية
الطائفة : مفهوم اجتماعي لغوي يعني مجموعه من الناس تربطهم علاقات متينه ربما ترتقي الى رابطة الدم احيانا ، يتفاوت حجم اعضاءها تبعا لتقسيم السلم الاجتماعي في الزمان المعين ونوع النظام الاجتماعي فيه. وبعد تطور المفاهيم والقيم الدينيه تبعا لتطورالمجتمع ، وخروج الاديان عن ممهداتها الاوليه ، وانشققاتها الداخليه وظهور المذاهب المختلفه ، اصبح لابدمن تنظيم مفاهيم ومعتقدات هذه الطوائف في اطر خاصة ، وتدوينها لتكون مرجعا تشريعيا لمنتسبيها ، اضافة الى الضوابط العامة لدينها المعين .

هذه الطوائف انشغلت في البحث والتقصي لاثبات نظرياتها الفقهيه واساس تشريعها فوصلت حد الاجتهاد (لامجال هنا للتعمق في هذا الموضوع) وظهر الى السطح التعصب المذهبي الذي سبقه التعصب الديني ، كحالة دفاع عن القيم والمفاهيم الخاصة بها.الحالة هذه فرزت قسما من الناس من كل طائفه او مذهب اطلق عليهم اسم المبشرين او الدعاة او الرسالين ، لعبت الطوئف دورا مهما في اثراء الحضاره والتراث الانساني باعتبارهما حاله تقدميه قياسا للجمود الديني في عصر تكونها .

في المراحل اللاحقه من التطور الاجتماعي كانت الحاجه لدمج الدين بالدوله نظرا لضرورته للطبقه الحاكمه . لذلك اصبح الدين اداة قمع بيد السلطه ، واصبح الحاكم ظل الله على الارض بتشريعات وفتاوى دينيه ، وتكونت طبقه اجتماعيه من رجال الدين جمعت بين السيطره السياسيه والروحية ، حتى اصبح لايمكن للحاكم ان يتراس ويمارس الحكم دون موافقة السلطه الدينيه ( في الدول التي تعرف الان باوربا) هكذا اندمج الدين بالسياسه. ان اندماج الدين بالسياسه ادى الى العنف الديني والذي بدوره ادى الى ظهور محاكم التفتيش وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرق الموت ، وهي هيئات قمعيه تمارسها السلط الدينيه اوالطائفيه ضد خصومها السياسين اوالفكريين .

وتأسيسا على ما تقدم انتقلت الطوائف من دور الوعض والارشاد الى الدور السياسي لاستهداف السلطه السياسيه ، والعمل على بناء مؤسسات اخذت في البدء طابعا اجتماعيا دينيا ، ثم انتقلت الى التنظيم السياسي فكونت احزابها السياسيه . انشأت هذه الطوائف دولاً ، وخاضت حروبا بشعه اتسمت بالدمار الشامل لكل ماهو انساني من حضارات .
ان ظهور الدول القوميه وتطورها ادى الى اضمحلال الطائفيه كمفهوم سياسي وحل محلها النزوع الى العلمانيه في تركيبة الدول المعاصره ، وبرزت الهويه الوطنيه بدلا عن الهويات الفرعيه ، واصبحت المواطنه اساسا للتعامل في العلاقات الاجتماعيه في مجمل الدول ذات النظام السياسي الديمقراطي او حتى في بعض الانظمه الشبه دكتاتوريه.

العراق دولة التفريخ الطائفي
ظهرت الطائفيه في العراق كمفهوم سياسي اقصاءي متطرف بعد سقوط النظام السياسي ، ومعه سقطت البنيه التحتيه بكل مؤسساته ا، الامر الذي احدث فراغا امنيا شغلته بعض الاحزاب الدينيه بامتياز الى جانب العصابات المنظمه التي اوجدتها ودربتها قوى خارجيه من مصلحتها اضعاف العراق تحاشيا لمستجدات قادمه ؟؟
في خضم السيطرة وتقاسم النفوذ خاضت حربا مخفيه بينها في باديءالامر، مستخدمة كل انواع العنف مستندة في قتالها على اسلحة استولت عليها من ترسانة النظام السابق ، بما فيها اسلحة ثقيله .
وقد ساعدت ادارة الحكم الموقته التي كونها بريمر بترسيخ الطائفيه وارساء قواعدها ، وكان الدستور العراقي المؤقت اطارا لها..
دخلت العراق مجموعات من مختلف الدول العربيه تحت راية الجهاد (ضد العدو الكافر) وهي من تنظيمات سلفيه طائفيه مختلفه ، مقابل ذلك دخلت من ايران فصائل مدربه وبقيادات ميدانيه ذات خبره عاليه في طوبغرافية العراق. كانت حاضنة القوى الطائفيه السنيه المنطقه الغربيه وجنوب غرب العراق وأسست على ضوء هذا التشابك مليشيات لكافة الاحزاب الدينه ، وقسم العراق طائفيا وبدأت التصفيات والنزوح .

التركيب الاجتماعي للطائفية
تنتمي القيادات الطائفيه في الغالب الى الطبقه الوسطى ، مراتب دينيه متوارثه ، اطباء،مهندسين، اساتذة جامعات ، قيادات عسكري ، وهي تعمل بين قاعدة اجتماعيه مهمشه ( حثالة البروليتاريا ) ومن كادحين اخرين يرون في الدين خلاصا لعذاباتهم ، متدنين في وعيهم وسلوكهم الاجتماعي والسياسي، تغلب في سلوكهم الطاعة العمياء التي رباهم عليها النظام السابق بكل جبروت منظماته الامنية الفاشيه ، فاسقطهم في عصاب الدونية بشعورهم الدائم كونهم ضحيه مستسلمه . وكرد فعل لهذا الاحباط عاثوا فسادا حين توفرت لهم اسباب القوه بانضمامهم الى المليشيات الطائفيه ، فاغرقوا البلاد في الدم ودمروا مابقي من البنيه التحتيه ، وبذلك اعاقوا عمليات الانتاج ، وخلقوا نظاما سياسيا غير مستقر طاردا للاسثمار وتوظيف رؤس الاموال من جهه ، واستهدفوا العقول العلميه بالقتل والتعذيب والاغتيال مااضطرهم الى الهجره ففرغ الوطن من كفأءاته العلميه ، وعطلوا تطور الدوله الوطنيه الديمقراطيه المنشود .
هذه القوى الظلاميه خططت لخلق جو ارهابي عشية الانتخابات ، مستخدمة بعض رجال الدين كغطاء دعائي لها ، خادعة الكثير من الجماهير لاغراضها وتمرير اجندات اجنبيه ، ليس للناس مصلحة فيها فوصلت الى البرلمان ، وتحالفت مع مثيلاتها ، واستخدمت الشرعيه البرلمانيه فافرغت البرلمان من محتواه بأستخداها لحق النقض (الفيتو) ، فعطلت قوانين كثيره مهمه لبناء الدوله الديمقراطيه .
ونتيجة للمحاصصه الطائفيه ، تسربت ملشياتها للسلط التنفيذيه بكل مفاصلها ، واخذت مواقعا مهمة في القضاء ، وتفشى الفساد المالي والاداري وبحماية منها.

مقارنة بين الديمقراطية والطائفية السياسية

الدولة الديمقراطية
تفصل الدين عن الدوله وتحترم جميع مؤسساته .
تعتمد الهويه الوطنيه كاساس للمواطنه .
تطرح الحلول الاجتماعية تبعاً لتطور المجتمع والحاجة الفعلية للناس .
قوه اجتماعيه مؤسساتيه تقدميه . تؤمن للمواطن حرية التعبيرعن افكاره ومعتقداته .
تخضع للمؤسسات القانونيه والرقابه الشعبيه عبر مؤسسات المجتمع المدني والاعلام .
الاعلام فيها مستقل .
الحريه حق من حقوق الانسان يضمنه القانون .
تضمن التعدديه الحزبيه والثقافيه وتنوعها .
ولاء المواطن فيها للوطن .
التحلفات السياسيه لاحزابها تكون لصالح المجتمع، وخدمة الفرد وتحلفاتها تجري على اساس البرامج السياسيه .
تحسم الخلافات الناشئة فيها عبر سلطة قضاءيه عليا .

الطائفية
تدمج الدين بالسياسه وتثبت ذلك في دستور الدوله .
تعتمد في المواطنه على هويات فرعيه .
تكون حلولها الاجتماعيه مستنده الى كتبها المقدسه وتشريع مراجعها الدينيه وان تعارضت مع التطور
قوة اجتماعيه رجعيه .
تنفي الاخر فهي قوة شموليه مطلقه لامكان للاخر فيها اذا تعارض معها .
لاتخضع الا الى مرجعياتها الدينيه .
الحريه تتعارض مع الطائفيه الا بحدود ما تقره تشريعاتها .
الاعلام فيها منحاز لايدولوجيتها .
ثقافتها احادية الجانب ذات نزعه استعلائيه .
ولأها للطائفه .
التحالفات السياسيه لاحزابها تكون لصالح طائفتها فقط .
تحسم الخلافات الناشئه عبر الحروب .


المصادر
- المشروع الوطني الديمقراطي
- العرقيه،الفدراليه،وفكرة المواطنه الطائفيه في العراق بقلم رايدر فيسار باحث في المعهد النرويجي للشؤن الدوليه ورئيس تحرير الموقع الالكتروني الخاص بالعراق .
- جريدة الصباح (موقع الكتروني) صفحة مجتمع وطني.الوطنيه واشكالية الهويه السياسيه، درويش حسين العادلي .
- التوظيف السياسي للفكر الديني .هادي محمود..بحوث ومقالات..سلسة قضايا فكريه .
- ركائز الديمقراطيه ..الف باء الديمقراطيه..نويل مبيض استاذ فلسفة العلوم السياسيه..مونريال كيبك كندا



 

free web counter

 

أرشيف المقالات