| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نعمة السوداني

 

 

 

الأربعاء 27/3/ 2013

 

يوم المسرح العالمي 27 اذار

ماذا عسنا ان نقول : كل عام وابناء المسرح بخير

نعمة السوداني *

كم نحتاج للفرح والسعادة والامل نحن العراقيين ؟؟ اين نحن من المسرح في العراق :

يقول الراحل سعد الله ونوس ان فكرة الموت هي البذرة التي نبت منها المسرح..
المسرح هو المصل الاول الذي اخترعه الانسان ليحمي نفسه به ضد مرض القلق ...

لذلك فاللقاء الحميمي بين المتفرج والممثل بين المتفرج والمتفرج بين الممثل والممثل بين الصالة والمتفرج بين الخشبة والمتفرج هو عبارة عن احتفالية , هو طقس جميل هو نثر للسعادة والفرح في نفوس الناس .
المسرح يزيل كل الالام والقلق النفسي ويعطي متعة وترفيه ويضيف سعادة للنفس البشرية وهي حالة نقيضة للحزن

نحن العراقيون اكثر الشعوب بحاجة الى الفرح لما من ويلات كبيرة مرت علينا .

من جانب اخر :

يسعى المسرح العراقي الى محاربةالتخلف والجهل والامية التي تسكن في الكثير من عقول الناس بسبب الظروف التي مربها المجتمع العراقي بين الحياة والموت ومن اضطرابات وانفجارات و من تقتيل البعض للبعض , لذلك فانه اليوم يكشف اعداء المسرح وما يروجون اليه من اشاعات باطلة ستزول عاجلا ام اجلا ,فهناك من يروج بانه حرام وباطل وما هي الا قوى ظلامية تحاول ان تعبث في ذلك الفرح والاحتفال .

ان عدم الاهتمام بالمسرح هو الجهل بعينه .
ان ابعاد الجمهور عن المسرح بهذه الاباطيل هو الجهل بعينه .
لابد من الاهتمام من قبل الحكومة بالمسرح كي ترتفع هيبتها به ..لان المسرح وطن .. وايمان , وقيم عليا ..المسرح شيء مقدس , المسرح مدرسة نموذجية , لذلك اقول على الجميع ان يقفوا اليه اجلالا واكراما .

وظيفة للمسرح ...
دعوة الى كتابنا العراقيون ....

ان المسرح منذ نشاته الاولى كان يطرح اسئلة فلسفية كبرى , ولانه المحرض الاول للجمهور على البحث عن هذه الاجابات لذلك يشكل علامة بارزة في حياة الشعوب . المسرح يسعى الى تقديم وظيفة اجتماعية بالاضافة الى بحثه عن ايجاد الدلالات الفكرية والجمالية لحياة الشعوب التي تتناسب مع طبيعة المواضيع والشخصيات الناقلة للموضوع وهو ايضا بعد طقسي في العرض .

المسرح يتحدث عن قضايا يعرفها المتفرج ليست بعيدة عنه , يخاطبه كي يجلعه يمارس دوره النقدي , وان يتعلم القدرة على مساءلة الذات . ان الاعمال الجيدة التي تلامس الهموم الانسانية اينما كانت هي التي تتاهل للانطلاق عبر الاثير, والنص الجيد هو الذي يلامس الروح وشغاف القلب في جمال بنيته الدرامية والفكرية , يكتب الكاتب ( النص الادبي ) محليا ثم ينطلق عالميا بسبب هذه الجودة في تقديمه (كنص عرض) تتلاحم فيه وجهات نظر الكاتب والمخرج والممثل والمتفرج .

كما في تشيخوف وعالميته لاتكمن في كونه روسيا انما عبقريته التي منحته القدرة على وصف الروح الروسية بطريقة يستطيع كل البشران تتماهى معها , نحن اليوم الى خطاب ادبي يحمل وصف الروح العراقية التي تالمت كثيرا .كي يجتاز به المحلية وينطلق لفضاء العالمية من دون جواز سفر.

يلعب المسرح دورا مهما في تغيير الواقع الماساوي التي تمر به الشعوب المضطهده , لذلك نعتبر وظيفته مهمه جدا و كبيرة في نشر الوعي السياسي والاجتماعي وهذا ما يؤدي الى تفعيل مطالب الناس من اجل حياة جديدة في عروض مسرحية تتناول اسقاط كلما هو متخلف بالدكتاتورية او السلطوية الى اخره , ان عملية التحريض هذه ضد الواقع السيء وملابساته تاتي نتيجة التراكمات من دون ايجاد حلول , ومن ثم يحرك الفعل الثوري للناس .

قال برتولد برشت في ذلك :
المهم ليس تفسير العالم بل تغييره .

ان نجتمع اليوم هنا . في 27 اذار يوم المسرح العالمي .ويجتمع اخرون في اماكن اخرى , من اجل سهرة فنية ,من اجل تهنئة البعض للبعض الاخر ,وكل منا يحمل افكارا واحلاما وهواجسا, وقلقا عن مستقبل العلاقة مع الحياة مع المسرح, نلتقي كي نبدد الالم ونجدد السعادة ,

المسرح هذا الجنس الادبي المفعم بالحياة المفعم بكل الفنون الموسيقا والتشكيل والرقص والشعر والغناء سيبقى معتليا عرشه ومكانته التي ستبقى مرموقة ضد ما يخطط له خفافيش الليل التي سياتيها ضيائا قويا وتموت قلقا .

المسرح رسالة كونية :

لاشك ان المسرح هو مصدر سعادة وترفيه والهام بالاضافة الى كونه تعليمي ومعرفي و لذلك هو الوحيد الذي يستطيع عبر رسالته الانسانية ان يوحد مختلف الثقافات والحضارات والشعوب في العالم ..
ونحن نعلم في كل يوم من ايام السنه هناك عرضا مسرحيا يعني لنا ديمومة الحياة .

لاشك ايضا بان المسرح يشكل اهم البدائل في ترسيخ المحبة والسلام والتعايش البيئي الانساني وباستطاعته ان يحل جميع الازمات والصراعات الكونية , عبر لغته العالمية المشتركة كما فعلها المخرج العالمي بيتر بروك في عمل الماهابهارتا الذي اشرك فيه ممثلين من فرنسا وانجلترا وتركيا واليابان وايران والمغرب وبولونيا وايطاليا وجنوب افريقيا والسنغال واندونيسيا والهند ...مختلف لغات وجنسيات العالم في عمل واحد . لغة واحدة ناقلة لخطاب السلام والمحبة بين الشعوب . حشد هائل من الممثلين.. انه كرنفال وحفل مؤثر .. انه مسرح الامم المتحدة . لغة مشتركة جديدة. المسرح يدافع عن الثقافات العالمية ويقدمها لنا باحلى قيمة انسانية .

المسرح هو من يعالج اثار الحروب والدمار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بين الشعوب وطوائفها وتشكيلاتها العرقية والاثنية من خلال التحشيد الفني والثقافي للجماهير وتحريضهم للحق ولبناء وعي وثقافة جديدة ويساهم في تقديم مساعدة لكل ضحايا الحروب ومشعليها .. المسرح هو الخيار الاول في العالم لضمان السلام .
 



* ناقد مسرحي



 

free web counter