نرجس الشلاه
الثلاثاء 30/6/ 2009
بدون عنوان
نرجس فالح الشلاه
صعب إن لديك طموح كبير،وهناك شخص أخر يحاول بفأسه تدمير طموحك، والألم الأكبر يمشي بقدميه فوقه غير مبالي بتعبك ولن يحترمك.
أوصدت باب غرفتي ،دخلت في خلوة مع نفسي، لم أدرك انه بمجرد إن أوصد تلك الباب،الخائنة ستبحر بي إلى عالم الآلام والعذاب،هاهي دمعتي أعلنت خيانتها من جديد. صرخت عاليا بمجرد إنها انهمرت على وجنتاي:_
ماذا تريدين مني ؟ أتريدين قتلي ؟ فقد قتلتي الأمل في نفسي،أخذت ابتسامتي، كيف خدعتني وجعلتني اصرخ، واصرخ حتى ربضت أرضا؟!
أجابتني:- لم أخدعك، أنا تحملت الآلام معك فوجهك المبتسم أصبح وجها يسوده الشقاء، وقلبك الناطق بالحياة أضحى قلبا لليأس، وروحك الجميلة اليوم تنزف أهات ولوعات ، لا تؤذي نفسك أكثر.
نعم:- أحلامي وفرحتي مرت كضباب ولم يبقى منها سوى الذكريات ، فعيني التي كنت أرى فيها جمال الربيع وزهوره، لم تعد ترى إلا الأزمات ، نفسي التواقة إلى المجد والعلو لم تشعر إلا بالتعب والعذاب ، وإذني التي كانت تستمع للسيدة فيروز بأغانيها الجميلة صباحا، اليوم هجرت تلك الأغاني، سيدتي أتعلمين ماذا حدث مع احد عشاقك ؟ (ليلي ضنى صبحي أسى عيني على الدنيا سراب رحماك، هل انتهى أمري)،غريبة في وطني، وأنا لست بمغتربة، بدأت ( أخاف ، أخاف لا العمر يجري) الآن علمتي بألمي اتركيني. إن النفس المتألمة والمليئة بغصات العذاب تجد راحة عند الانفراد وحدها. ماذا تريدين ؟ هاهي الدنيا هصرت ظهري وجعلتني أتلاطم مع العواصف العاتية تريد قلع جذوري، رمتني من قمم الجبال وهاهي تضحك على ضحيتها الآن، حطمتني مثلما تتحطم الأمواج عند الوصول إلى الشاطئ، عمياء أنا أتخبط لأتلمس الجدران، وأنت تريدين زيادة وجعي وألمي ، أجيبيني لماذا أنت خرساء؟!
أجابتني: - لا تعالي نقف كنخلة شامخة لا تهاب الريح، هل نبقى خاضعين إلى الظلم محدقين إليه ؟! الله وهبنا الأمل لماذا نجعله رمادا ؟! أنا أخاف أن تبقى هذه الذئاب تنهش بلحمك فلا تصلي إلى قمة الجبل حيث المستقبل ينتظرك بجماله، أنا الناطقة بروحك ولست بخائنتك. صمت لدقيقة وبقيت شفتاي ترتجفان مثل زهرة ذابلة ، صمت عبّر عن غصة بداخلي وتنهدات ألمي وضعف قلبي لما يحدث معي.
أرجوك اتركيني، كفى دموع، الم، عذاب، حسرات، ارحميني أنا إنسان ، سئمت منك.
فلا تعودي لي مرة أخرى وصدق المتنبي عندما قال:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
أما ما قاله:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
النجوم لن تكون لنا، في هذه الأرض الجرداء ، أرضنا أعلنت شعارها (لن نحترم طموح الإنسان). فيا دمعتي فارقيني إلى الأبد. ويا احبتي إن كنت احلم الرجاء أيقاضي.
الحلة 25/6/2009