كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

السبت 26/12/ 2009

هذا ما حصل نرجس فالح الشلاه   الى ارواح الشهداء الذين سقطوا في انفجار الحلة يوم 24/12/ 2009 تعلمت منذ صغري عند شروق الشمس،هذا يعني اسدلت الستارة عن الظلام وبدأت الحياة،حياة مليئة بالابداع،الطالب ،العامل،الموظف،......الخ. كل منهم متوجه الى عمله،الوطن يترقب ما ينتجه ابنائه خلال اليوم،الطيور بهديلها تعزف لحن الارادة،الزهور تتمايل فخرا بيوم جديد،وتمتلئ الانهار بالنوارس،الابتسامة سمة الوجوه ، فتتكاتف السواعد للبناء، فضجيج الحياة يصل صداه الى كل البقاع. لكن ادركت الان.الشمس عند شروقها في بلدي تعلن دم وموت،موت و دم ،كلمتان لاستباحة حياة الناس،اصبحنا نهاب الخروج من بيوتنا،خوفا من ارهابي شرّع قتلنا بعبوة او سيارة مفخخة،صوت الحياة استبدل بصفير سيارات الاسعاف وهي تنقل جثث الابرياء،البارود طغى على الاجواء،الزهور اصبحت اكاليل توضع على نعوش الشهداء،الوجوه شاحبة مليئة بغصات الالم والعذاب،سواعدنا تتكاتف لتحمل نعوش الابرياء،وشخيب الجرحى وصل الى اعماق البحار. ياوطني احتضن ابنائك بدفئك الان،وافتح عينك لتشاهد ارواحهم التي استبيحت،بدمائهم كوّنوا انهارا حتى تغير اسم دجلة والفرات ،ما ذنب هذه الارواح؟ ولماذا شرّعوا قتلهم؟! جراح ابنائك يا بلدي اييييييه من الجراح،عميقة وصعب وصفها بكلمات وصدق من قال: لا تشكو للناس جرح انت صاحبه       لا يؤلم الجرح الا من به الم متى نحلم ،نسير في شوارعك،ننظر لمياه نهريك وهي خالية من جثث ابنائك ونرفع رؤوسنا لسمائك ونراها خالية من غيوم وغربان سوداء؟؟. أ ياتي يوم لا نرى فيه لافتات سوداء تنعى الابرياء؟ فننهض في الصباح بدون ارهاب؟. صدى جلسات قتلة ابنائك وصل الى المحيطات،وانت ما زلت في صمتك، يا وطني كفى صمتا،ارواحنا تهدر في كل ثانية،نريد ان نغير فكرة الهجرة والاغتراب لبقية البلدان. الوطن يوفر الامن والامان لابنائه. متى توفرها لنا يا وطني؟ متى؟ ليتك توفرها الان. 24/12/ 2009