| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

نرجس الشلاه

 

 

الأربعاء 24/11/ 2010

 

أمل - ورصاص طائش

نرجس فالح الشلاه

في ليلة إختلفت عن كل ليالي العراق،غيوم توارت من السماء،قمر ساطع بنوره،حمل مرسال الامال لقلوب غطتها ألآلآم ، فقبَل الأرض التي تتمشى عليها تلك الحسناوات، فإنحنى القمر أجلالا لثمانية عشر محافظة في العراق،فهمس في أذن أربيل حيث الشمال ولوح بيده للفاو في جنوب العراق،فأبتسم الفرات وألتقى مع دجلة عند أبي نؤاس،وبغداد وما أحلاها بغداد وهي تحتضن كل الأحباب ،كيف لا وهي الحضن الدافئ للعراق ؟!.سبحان الله ما أبهج صور هدوئك ياعراق!.

في تلك اللحظات الخالية من الرصاص وأزيز الطائرات الذي تعودنا على سماعه حتى في ألاحلام لأول مرة تعم لحظات للهدوء في بلدي .غرقت في بحر ذاكرتي وأنا أتصفح ما تعلمته في أيامي.

منذ صغري كان فضول يراودني لأسأل والدي لماذا يهتم بالكتب ؟ ولماذا خصص مكان لها في بيتنا ؟ كان جوابه دوما إنها ثقافة النفس والروح، ثقافة المجتمع، يا إبنتي تعلمي بالثقافة تحيا البلدان، قد يفقد شخص ما تعليمه ، يمكنه تعويض ذلك بمهنة لكن أن فقد الثقافة فقد كل خصال الحياة الشريفة ، وأصبح يتلاطم مع الحياة كالأعمى، تذكري ذلك دوما.

والدي صدق بتلك الكلمات ،لكن أين الثقافة الآن ؟ ولماذا شبابنا يرمون بالصحف والمجلات في حاويات المهملات؟ أتغيرت القوانين وأصبح من يقتني كتابا منبوذا في المجتمعات ؟!لا أعرف لكن يا والدي مازلت أحتفظ بكتاب الأيام الذي أهديته لي تعلمت منه كيف تنتصر الإرادة على صعوبات الحياة .

سكينة إنتابت مخيلتي لبرهة بعدها أعلنت ثورة داخلها تذكرت نخلة بيتي تلك الشامخة ، لذيذة بتمرها ، تعلمنا منها عدم التعالي على الآخرين ، مازلت أستظل بظلها ، كيف أنسى أمي التي غرست بذرة للحب بلدي، فأثمرت شجرة للقيم، كانت ومازالت تردد دوما على مسامعي الدروس التي تعطى في المدارس وعلى مسامع التلاميذ يضعها أساتذة إختصوا في تلك المجالات، بينما دروس الحياة مؤلمة في أحيان ومفرحة في أحيان أخر يتعلم منها فقط الشرفاء.

كلام والدتي عين الصواب دروس الحياة مختلفة فكم ظالم ذبح بحقده طموحات الشرفاء ؟ فهم يحبذون الغدر ولا يرغبون بتحليق النوارس البيضاء في السماء، يصولون ويجولون في الأرض حتى طمست كل قيم الإنسان وأصبحت أراضينا جرداء وكثرت فيها الفئران وبيت تلو بيت يتهاوى لحسرات أبنائه، فدمروا عقول العلماء وصلبوا كل من يحاول أن يحمل غصن للزيتون ويعيش شريفا في الحياة ، والدتي كل شيء تغير في زماني لكني أنا كما تحبين تلك النرجسة البيضاء ومازال قلبي ينبض أملا ، ومازلت أؤمن بغد جديد يحمل بنسائمه كل القيم مادامت سماء قلوبنا خالية من الغيوم ونعيق غربانهم الماكرة السوداء.

إدخلي بسرعة رصاص طائش يعم المكان.

إستدركت ، والدي يناديني ، دخلت وأنا أتمم عندما نحلم بغد جديد ملئ بالأمل فالرصاص يحاول تدمير أفكارنا.

كم مؤلمة ومضحكة هذه الحياة!!!!!!.

 


الحلة 10-10-2010

 

 

 

free web counter