| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نرجس الشلاه

 

 

 

الأثنين 22/6/ 2009

 

أنا أسفه

نرجس فالح الشلاه

أعلم أنك تألمت لما جرى....إلى ذلك المثقف والدي الغالي.

في يوم كان الدجى يلملم وشاحه السرمدي من على هذه الأرض،زهور تتفتح لترى الحياة.
في هذه الأجواء ومع بداية الربيع ولدت. ودعت ذلك الجدار الدافئ الذي عشت فيه .تمنى الجميع أن تكون حياتي ربيعا ،ردد والدي على مسامعي منذ صغري عبارات القيم، التسامح،....رسخ صورة لحلم في مخيلتي ،كبر حلمي معي لم يفارقني لحظة تحمل الآلام والمعاناة معي .

حلمي كبير لا تسعه البحار اكبر من أحلام النوم .وصلت إلى المكان الذي ستبرز صورة الحلم بألوان الطموح والقيم الجميلة التي تربيت عليها لااقول حلمي بل رسالة والدي في الحياة،فرحت،رقصت،حلقت عاليا مع الطيور ،علمت إنني ساجني ثمار تعبي قريبا،لكن..........
ااااه من "لكن" غصة بداخلي وحسرة في قلبي وحقد على أولئك الذين حاولوا أن يصلبوني لأنني احلم ومستعدة لتحقيق طموحي،غصة لااحد يشعر بها،لماذا دموعي تذرف يوميا؟الست إنسان خلقه الله وبداخله طموح وأمل بالحياة؟لماذا دموعي خدعتني ولم أواجههم؟ياوالدي كيف تريد أن أنسى وانظر إلى الأمام وأنا أشاهد من سرقني وأبقى أمامه خرساء؟ أأصبح إنسان القيم غير مقدر بهذه البلاد؟والدي عندما نظرت بعيني وإنا أجش بالبكاء هل رأيت ذلك القلب الجريح وهو يئن؟ألمي كبير والجرح أعمق أن يوصف بكلمات أتعتقد إنني سأضمد جراحي يوما ؟كم من الليالي قضيتها بدون نوم وأنا استمع لعبد الحليم وهو يغني"موعود معاي بالعذاب موعود ياقلبي موعود ودايما بالجراح موعود ياقلبي ولابتهدأ ولا بترتاح في يوم ياقلبي"وابكي وإذا بحاسة سمعي تأخذني لأغنية ثانية" في يوم في شهر في سنة تهدأ الجراح وتنام وعمري جرحي أنا أطول من الأيام" ابكي وابكي فلا مكان لضحكتي، أصبحت سرابا.والدي لماذا المثقف بين مطرقة الظلم وسندان الظالم ولا يتحدث عن ظالمه؟ أينعقد لسانه أم يستنفذ حبر قلمه خوفا من ظلم اكبر؟ايييييه أيوجد ظلم اكبر من الظلم الذي رايته وماهي تهمتي؟والدي اعلم انك سميتني بهذا الاسم لتكن حياتي ربيعا وفرحا،وحلمك أن تراني تلك الزهرة العطرة "الرهيفه" مثل ما تقول. للأسف وأقولها بمرارة الآلام ليت إنني لم أحفظ هذا البيت وأنت تردده:_

سبقوني أناس كان خطوهم
                            وراء خطوي ولو امشي على مهل

أنا أسفه يا والدي قد لا احقق حلمك في هذا المكان وفي بلد أصبح يقدس ويهاب الجهلاء.



الحلة - 19/6/2009 عصرا






 

free web counter