| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

نرجس الشلاه

 

 

الخميس 13/5/ 2010

 

هكذا نزفت الحلة

نرجس فالح الشلاه

إلى شهداء ألعراق (الذين سقطوا يوم أمس في أنفجار معمل ألنسيج إلى أرواحهم ألطاهرة التي أزهقت ........)

بعد ليلة مليئة بنسمات شط ألحلة وكعادة أهل ألعراق خلال ألصيف،النوم في ألسطوح للتخلص من حرارة فصل ألصيف والانقطاع شبه التام لتيار ألكهرباء. وعند بزوغ أول خيط لشمس الحلة، تلك الفتاة اللبقة الدافئة الطيبة بثمرها.أستيقظنا ،وعلى هديل الحمائم المفعم بالحياة توجه سكان مدينتي إلى أعمالهم .

نعم:- كل فرد يراوده طموح يود انجازه لخدمة بلدنا الجريح. بلدنا الذي يئن من كثرة الجراح، بلد استبيحت فيه الحياة، عراق ام عراك؟! ، والضحية إنسان ولد في هذه البلاد. حال تعود العراقيون عليه. فداخل أجسادنا حياة كاملة وما زلنا نعبر جسور الأحزان التي نراها يوميا بألم كبير ، ودعنا أهلنا، أب يعد طفله بان يحضر له الفاكهة التي يحبها عند الظهيرة. وطالب متوجه إلى جامعته ،فقد بدأ العد التنازلي لأيام قلائل له وينال شهادة تخرجه. وفتاة تتصل بأهلها صباحا فهي تسكن الأقسام الداخلية لتطمئنهم بأنها بخير وهي ألان تذهب إلى مقعد دراستها لتعود في نهاية العام وهي تحمل شهادة نجاح وتحصل على ثمرة غربتها عن أهلها. وصلنا إلى محل أعمالنا. العامل في معمله،الطالب في مقعد دراسته لم ندرك ،ان هناك ذئب يتربص بنا ليقتل نفوسا بريئة ، ذئب انتظر عودتنا لنمر من مكان وضع خوفه وفخخ سياراته الحقيرة وذهب بعيدا. ونحن في حافلات العودة وإذا بغيمة سوداء غطت سماء الحلة ، غربان سوداء نعقت في السماء، بدأ إطلاق للنار كثيف ، سيارات إسعاف تمر مسرعة كلمح البصر وتنقل جثث أبرياء وجرحى، دماء طاهرة سالت أمام معمل نسيج الحلة، تفجير إرهابي استهدف الحياة.عيون الشباب،رجال،نساء شاهدت تلك الجثث، شاهدت بعيناي الحلة وهي مفجوعة بأبنائها الشهداء، حلتي أيتها الجريحة، يا من أستباحوا دماء أبناءك. يا حبيبتي تألمت عندما رأيت نساءك وقد رفعن الأيادي على الوجوه،وجثث تلمم داخل قطع قماش صغيرة، وحافلات مليئة بالطلاب والموظفين أصبحت سوداء، هل هذه هي حياة الإنسان؟!، وماذا فعل هؤلاء الأبرياء؟! لقد عادوا من مقاعد دراستهم ومن وظائفهم وقد مروا في تقاطع نادر وأمام باب معمل النسيج؟!. ماهي جريمتنا أود لو أعرفها؟!، لماذا أبتسامة بلدنا لا تبقى طويلا، ولماذا هذه ألآهات واللوعات داخل نفوسنا؟! ، بلدي ، حلتي ، هل سيستمر نزيف أبناءك ،وضحكات أعداءك؟! كم شهيد سقط يوم أمس؟! وكم يتيم خلفه ارهاب حقير؟! وكم طالب ينتظر أيام لتخرجه وهناك أحلام تراوده فذهبت أحلامه سدى نتيجة سفاح شرع قتلنا . هل ذنبنا إن هويتنا هي العراق؟ أم كتب أن نموت بهكذا بشاعة وتستباح حقوق الإنسان؟! هل وهل.............

سنعود غدا نمر من أمام باب معمل النسيج ونشاهد ما خلفه الإرهاب . ونعود إلى مقاعد دراستنا في ألجامعة بعد ان فقدنا الأصدقاء. سنمضي في مسيرتنا ، فهذه هي الحياة . فحصيلة ضحاياك ياعراق أصبحت الالاف والالاف. يا بلدي لا احبذ ان تدخل موسوعة غنيس لعدد النجوم التي تتساقط كل يوم.

نعم:- سنمر بألم كبير يا (تقاطع نادر) * ونحن نرى لافتات سوداء تنعى ألشهداء ألأبرياء، نمر في ذلك الزحام وحزن ينتابنا على نوارس الحلة الفيحاء فأرواحهم هناك تستصرخ أين أختفت الإنسانية أيها الناس؟!أأصبحت في وادي النسيان ؟


* تقاطع نادر:- تقاطع في مدينة الحلة يربط الحلة بالديوانية وكربلاء والنجف..

الحلة:- يوم الاثنين الدامي الذي سقط فيه العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى.و عندما شاهدت اثناء عودتي من الجامعة مناظر لن انساها طيلة حياتي...


10-5-2010م عصرا

 

 

 

free web counter