| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نمر سعدي

nesaady@gmail.com

 

 

 

الأحد 16/111/ 2008



كلامٌ أخيرٌ إلى ويليام والاس

نمر سعدي

عالياً عالياً مثلَ نَسرٍ يطلُّ على ما وراءِ القممْ
تحدَّ الألمْ

وكن ذاتَ ذاتكَ . كن أنتَ أنتَ . ولا يتغيَّرُ فيكَ مصبُّ الينابيعِ
تلكَ التي في أقاصي الضلوعِ
وكن واحداً في دبيبِ الجميعِ
لما يعشقونَ . نبيَّاً لنصفِ الزمانِ الفقيرِ . بلا حبقٍ كيْ يُغلِّفَ إنجيلَهُ ....
وسراجاً على ليلِ أعداءِ روحكَ
ليسَ يضيءُ سوى قلبِ شيطانهم بدموعٍ ودمْ

عالياً . لا تطأطئْ لهم كبرياءكَ . لا تحنِ قلبكَ يا سيَّدي – حذوةٌ لحصانكَ أشرفُ من دُرِّ تيجانهمْ – وارتفع في مدارِ بهائكَ حتى ولو علَّقوكَ كأضلاعِ صاريةٍ في الجحيمِ مُكسرَّةٍ . كهلالٍ يموتُ على مهلهِ دونما سببٍ . كنهارٍ قتيلِ الخطى . كأصابعَ عثمانَ . قمصانَ يوسفَ في ليلِ يعقوبَ . عطرِ زهورِ الأناجيلِ . أنثى تشمسُّ زينتها في الهواءِ القليلِ . دمائي مُضيَّعةً في الفصولِ وحافيةً مثلَ أقدامِ نيلوفرٍ ....

قلبُ لؤلؤةٍ حيَّةٍ أنت في نارهم . خفقانٌ لعنقاءَ لا تترمدُّ أوصالها . شارةٌ رفعوها على بابِ مملكةِ الجنِّ – لندنَ – لا تترَّجلْ . فما زالَ ممَّنْ تحبُّ دمٌ فوقَ جمر السيوفِ لعينيكَ يصهلُ . لا تترَّجلْ وقاتلْ إلى أن تفيقَ الجماداتُ من نومها / موتها / عشقها / سُكرِ برزخها .......

لا تقايضْ بروحكَ لا ترمِ سيفكَ . قاتلْ لتُمحى الفواصلُ . قاتلْ . ولا تتذَّكرْ سوى لونِ عينينِ تنعتقانِ وتفتتحانِ السواحلَ . قاتلْ . لكي لا تموتَ الجداولُ في جسدِ الأرضِ أو تختفي من عروقكَ أو تتحولَّ لا شيءَ لا شيءَ . أمنيَّةً صدأتْ في الرمادِ وأغنيَّةً لا تُفسرُّ إلاَّ بمعنى الغيابِ .........

فأنتَ امتدادُ السماءِ التي أغلقوها . امتدادُ السماءِ . امتدادُ السماءِ . وصوتُ البحارِ الغريبةِ . أيقونةُ العنفوانِ . إنفلاتُ المراحلِ والإحتمالاتِ من جاذبيَّتها . أنت سرُّ الطبيعةِ .
سحرُ خميرتها . طهرها المتوارثُ في كلِّ رابيةٍ . قلبها وارثُ الإنعتاقِ النبيلِ . هوى يتناسلُ منها . إنتحابُ البحيراتِ فيها . وما تحملُ الأبديَّةُ من ألقٍ .......
أنت في حِلِّ عشقٍ غريبٍ لحرِّيةٍ لا تُنلْ تحتَ شمسِ الحياةِ إلى أن تجفَّ بحارُ الدموعِ إلى أن تشفَّ وصايا الدماءْ

في قتالكَ . مثلُ جمالكَ يا سيَّدي . وحمٌ للنساءْ
إلى لا ابتداءٍ . إلى لا انتهاءْ

لا حياةَ مع الظلمِ . يا من صنعتَ بموتكَ حرَّاً نقيَّ السريرةِ
من لوثةِ الصمتِ أبهى وأزهى حياة
يورِّخُ رأسُكَ في كُلِّ تاريخِ إنجلترا لاندحار الطغاة .


أيَّار 2008




 

Counters