| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                             السبت 9/2/ 2013

                                                 

8 شباط الاسود وتشييع جنازة المناضل شكري بلعيد

د. ناجي نهر

يبدو لي ان 8 شباط الاسود ،يوم اسود ،ليس فى العراق لوحده بل فى كل ربوع الدنيا ، فقد تجددت علي جرائم هذا اليوم واحزانه ،من خلال مشاهدتي على التلفاز لتلك الجموع الغفيرة الهادرة التي جاءت لتشيع جنازة المناضل التونسي (شكري بلعيد) الذي استشهد على الفور حال خروجه من بيته بثلاثة رصاصات غادرة من اسلامويين قتلة ملئوا الدنيا بفتاويهم الشاذة دما ورعبا وفسادا.

فلقد اسكت القتلة صوت بلعيد لانه كان صوتا شجاعا شرسا هادرا مدافعا عن الحقوق المنتهكة والمثل الانسانية المعفرة بالظلم والجريمة ،فجاء تشيعه بمستوى صوته ونضاله المتميز .

فهكذا هو المناضل فى كل مكان ، يدفع حياته بكل سخاء ثمنا لضريبة نضاله وتضحياته من اجل المظلومين ، وانا اشاهد موكب التشييع المذهل المعبر عن المستوى العالي لوعي الشعب المشيع ، وعظمة اعتزازه بمناضليه ، كانت دموعي تنهمر بغزارة وبتلقائية ، لم يك باستطاعتي ايقاف سيل انهمارها ، كل ما حاولت ذلك ازدادت انهمارا ، لا بل واجهشت بالنحيب والعويل بصوت عال , فقد ارتسمت امامي مجازر 8/ شباط الاسود العراقي عام 1963 الذي كان هدفه الاساس اغتيال ثورة 14/ تموز الواعدة وتصفية مناضليها بوحشية عروبوية اسلاموية بعثية لا مثيل لبشاعتها فى التاريخ .

ومع استنكاري لبشاعة اساليب القتلة فى تصفية معارضيهم تصفية جسدية ايا كان نوعها غير اني وبشكل تلقائي ، اخذت اقارن بين اساليب القتلة فى تصفية معارضيهم ، فهناك التصفية الفورية بلا عذابات كما حدث فى الاستشهاد الفوري للمناضل الجسور شكري بلعيد ، الذي توقف قلبه عن الخفقان بحب الشعب بلا عذابات ، عندما فاجأته ثلاثة رصاصات غادرة ، وبين استشهاد سلام عادل المفجع تحت التعذيب والوحشية التي مورست ضده ، فالشهيد سلام عادل ورفاقه قطعت اجسادهم اربا اربا، وتعرض هو ورفاقه لابشع صور التعذيب وأفانينه ، وما جرى لهم من تعذيب حاقد ومتعصب كان يفوق التصور ويفوق قدرة الانسان و الاحياء على التحمل ، ومع ذلك كان طودا شامخآ لم يتفوه بكلمة تفيد العدو وتضر الصديق ، او واحدا من المناضلين او من عامة الناس.

فلا ادري لماذا تلجأ هذه المجاميع الارهابية المجنونة ، نحو التصفية الجسدية ، فى التخلص من شبح معارضيهم وافكارهم الانسانية ، وهم يعلمون ، ان اثر افكار المناضل التطورية ستبقى حية ومتجددة فى كافة المجتمعات ، ولم يك باستطاعة الشواذ من ايقاف حركة التطور ، فالقافلة تسير ولا يهمها عوي الذئاب المتوحشة.
 

free web counter