| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

الأثنين 9/11/ 2009



جمعية الأنسان المتحضر

د. ناجي نهر

فكما هو معروف فقد تدرجت عملية تطور الحياة صعودآ من خلال العمل المادي المنتج ,ومنذ زمن ليس بالقصير ظل العامل المنتج يجد السير نحو اكتشاف افضل السبل والوسائل لأدارة هذه العملية التطورية ,حيث تنقرض الوسائل القديمة المتكئة على اساليب ووسائل تنظيمية سياسية وجماهيرية اوجدتها السلطات الحاكمة لتمشية مصالحها الأنانية الذاتية والتسلط الفردي قديمآ وقد حان الوقت لتحل الأدارة المؤسساتية المنبثقة من مصالح الجماهيرة الغفيرة المنتجة بديلآ عنها .

لقد انبثقت جمعية الأنسان المتحضر التي نحن بصدد النضال من اجل ان تكون واحدة من مؤسسات المجتمع المدني المتحركة والفعالة فى دولة الديمقراطية المؤسساتية الحديثة المرتقبة حيث يتطلع المناضلون ان تسود هذه الجمعيات فى بلدانهم وفى العالم كنظام عالمي جديد ,فبسيادتها وترسيخ آيديولوجيتها المادية العلمية المبرمجة للتطور , سيطهر الوعي من الشواثب الضارة وسيجد الأنسان المنتج التفسير الأصوب لسمة العصر وسيتمكن المناضل العلماني المعاصر من تحقيق هدف التغيير الآيديولوجي المرتقب والخلاص الى الأبد من الآيديولوجيا الخيالية الميتافيزيقية الأنتهازية المتخلفة المربكة والمعرقلة للتطورالتي طالما يتعكز عليها الحكام المستبدون فى العالم الثالث بخاصة.

يناضل الأنسان المتحضر لتحقيق فرض وجود جمعية الأنسان المتحضر فى دساتير الأنظمة الديمقراطية كواحدة من مؤسسات المجتمع المدني السياسية الفاعلة فى مختلف الأتجاهات وكرد فعل على تخلف الأحزاب السياسية من تحقيق اهدافها بسبب هيمنة قياداتها على حرف ستراتيجياتها وبرامجها عن المرسوم وارتخائهم تحت انغام المسميات البطولية المنومة التي يمنحها لهم المنتفعون منهم بحق وبغيره وثانيآ بسبب ان مؤسسات المجتمع المدني اثبتت جدارتها فى الدفاع عن مصالح الجماهير بأكفء وانجح من الأحزاب الشمولية الأثنية والعقائدية بخاصة .

لقد حقق التوجه العلماني الذي استخدم فى دول الديمقراطيات الغربية خلال القرن المنصرم نجاحات ملموسة فى ترسيخ المبادئ الأساسية للديمقراطية واضحى ذا اثر امضى من غيره فى دفع عملية التطور نحو الأفضل وتم تطبيقه بنجاح تحت شعار لا ديمقراطية بدون علمانية .

ومن هنا اتضحت اهمية الحاجة لمؤساسات الأنسان المتحضر فى دول ومجتمعات العالم الثالث بخاصة حين يكون العمل جادآ ومسئولآ فى تفعيلها وتضمين دساتير الأنظمة الديمقراطية الحديثة اوالمرتقبة مبادئها .

ان تفعيل مؤساسات الأنسان المتحضر كما هو مبرمج لها بطلان وحسم لكل الجدل الدائر حول تواجد المسميات الأنتهازية الوهمية الشوفينية [القومية والعقائدية] وانتفاء الحاجة الى وجود الأقاليم والطوائف المذهبية المؤدية الى تقسيم البلاد وخلق التمايزات بين المواطنين ،ففي التطبيق السليم للديمقراطية يتجسد القضاء المبرم على استغلال الأنسان لأخيه الأنسان وتحقيق الحل المفيد والمرضي لكافة المشاكل المفتعلة ،فلا القاب ولا كنية ولا وجود لهوية او مصالح فئوية لغير الأنسان المنتج وموطنه الجغرافي .

ان جمعية الأنسان المتحضر مؤسسة عالمية تهدف الى تعميم بناء الدولة المؤسساتية المدنية الديمقراطية على نطاق العالم بأسره,وهي دعوة الى كل العلمانيين والقوميين ومختلف المناضلين المنظوين تحت خيمة الأحزاب الشمولية الى اعادة قراءة تاريخ النضال الأنساني لمعرفة المحرك الأساس للتطور وتناول تقويمه من جديد من خلال قوانين حركة المادة وانتهاج المنهج العلمي فى القول والسلوك بوسائل جديدة مناسبة للزمانكية ,والتخلف فى ذلك سوف يساوي بين عقول من يدعون العلمانية وبين العقول السلفية،وسيكون من العار ان يطالب مناضل ومثقف متحضر بتطبيق الشريعة أو اية آيديولوجيا سلفية قبلية وطائفية وعرقية ,فالأنسان الحضاري له هدف محدد فى احلال العلم الموثق بالحقائق الملموسة بدلآ من الخيال المربك ولا ينفعه غير الواقع الحضاري المتقدم للوطن الذي يعيش فى كنفه . .

وبتصوري ان نجاح عملية التغيير الآيديولوجي العلماني المرتقب بمجموعها وبما يلزمها من خطط واجراءآت منهجية نظرية وممارسات تطبيقية متوقفة بالأساس على وحدة العلمانيين النظرية والتنظيمية ,ومستوى تضحياتهم وخلفيتهم المعرفية النظرية والعملية والتنسيق التنظيمي الفاعل فيما بينهم وبين الجماهير ,بخاصة اولئك المناضلين المبتلية شعوبهم بطغيان تيجان وعمائم حكام العالم الثالث الذين بددوا وما زالوا يبددون ثروات شعوبهم على حماية انفسهم وانظمتهم فحسب . إن المثقفيين يسعون بفارغ الصبر لميلاد جمعية سياسية فاعلة فى دولة الديمقراطية المؤسساتية الحديثة المرتقبة او اية مؤسسة تجمع تياراتهم الفكرية العلمانية على وفق المقومات الأساسية لمختلف الأفكار المادية العلمانية وتمتلك مقومات وشروط توحيد الفكرالعلماني على وفق قرآءة جديدة يمكن ان تحقق الوحدة الفكرية النسبية بين المثقفين ,او اي تنظيم جديد اكثر عدالة ومساواتية واكثر حركة وتغيير فى هيكلياته التنظيمية والفكرية وشخوصه القيادية على وفق تغير حركة الواقع الموضوعي المعاش فى الزمانكية المحددة .

ولذا فقد بادرت شخصيآ منذ ربيع / 07 بطرح فكرت مؤسسة الأنسان المتحضر على بعض المناضلين العلمانيين كتلبية للمهمات النضالية الجديدة وكأداة ووسيلة لتحقيق هدف التغيير ووفق الهيكلية والأسباب والأهداف التي تضمنها منهج جمعية الأنسان المتحضر فلاقت صدى واسعآ بينهم شجعني على التعريف بها وطرحها بشكل اكثر مقبولية للتطبيق و اكثر تكاملية مع الأفكار العلمية المعاصرة ،وبرغم الوقت القصير لعمل هذه الجمعية فى ارلندة ومحدوديته فان نتائجه كانت مشجعة فى توحيد الخطاب العلماني وفى تبادر الأفكار والمستجدات وتحليلها وتعميم نتائجها ومعالجاتها ووصاياها.


جمعية الأنسان المتحضر
مقر التأسيس - دبلن آيرلند فى 17 / اكتوبر / 07-
الأسباب الموجبة والأهداف والمزايا التنظيمية والمنهجية :

- الأسباب الموجبة:-
أ - تعد مؤسسة الأنسان المتحضر كأداة ووسيلة جديدة ارقى من مؤسسات المجتمع المدني فى دولة الديمقراطية المؤسساتية الحديثة لتحقيق هدف التغيير المرتقب من خلال توحيد تنظيم المناضلين العلمانيين ونشر أفكارهم وتعميم تجاربهم النضالية وترسيخ المفاهيم الأنسانية بين الجماهير المحلية والعالمية وتعميم تجربة بناء الدولة المؤسساتية الديمقراطية فى بلدانهم والعالم بأسره بالأستفادة من سمو الوعي العلماني المتحضر بين غالبية الناس واستغلال تطور الثورة المعلوماتية بأقتدار .
- ان الأنظمام للعمل النضالي من خلال هذه الجمعية طوعي ومجاني وانساني بحت 100%.
ب - تعد جمعية الأنسان المتحضرهي القائد لمرحلة وسطية بين بناء الدولة المؤسساتية العلمانية الديمقراطية والأنظمة الأرقى اللاحقة كالأشتراكية التي لاقت احزابها فى الماضي تعقيدات فى التطبيق بسبب حرق المراحل الزمنية وغياب التوعية العلمانية التي اصبحت فى يومنا تطورآ ابداعيآ يشمل المضامين والضرورات الأنسانية الملحة المادية والروحية وليس تطورآ تقليديآ كتقليد تأسيس الأحزاب السياسية الروتيني المفرغ من الضرورات الأنسانية والمسخر فى غالبيته لتحقيق مصالح ذاتية كانت سببآ فى ابعاد الجماهير وفقدان ثقتها بتلك الأحزاب .
فقد تبين من التجارب الحديثة ان منظمات المجتمع المدني قادرة على الوصول الى اعماق الجماهير ومعرفة حاجاتها الضرورية والعمل على تلبيتها بافضل واسرع من الاحزاب السياسية.
ج - تعد جمعية الأنسان المتحضر البديل المناسب عن مرحلة التحرر الوطني المنقرضة التي استطاعت الرأسمالية تفكيكها واحتوائها وتسفيه زيف شعاراتها القومية الوهمية .
د - ان هذه المؤسسة مما تعد الأداة والوسيلة التي بواسطتها ينتشل العالم الثالث من تخلفه وتحرره من طغيان الأنظمة الشمولية البطرياركية الأوتوقراطية الأقطاعية الكونيالية الملكية الوراثية الحليفة والعميلة للأحتكارات الرأسمالية ,وسيكون لتعضيد عمل هذه المؤسسة ودرجة الألتزام بمنهجيتها التطورية هو المقياس الدقيق لتقييم ممارسات حكام العالم الثالث ومدى جديتهم فى تطبيق الديمقراطية والمبادئ الحضارية على ارض الواقع .
ه - تقتضي ضرورة النضال من اجل ترسيخ مكانة الأنسان كقائد اوحد لعملية التطور ان يعيد المناضل العلماني قراءة مفهوم الدولة المؤسساتية الديمقراطية الحديثة وان تتم بعد قناعته بمبادئ هذه المؤسسة براءته الجريئة من براثن الدولة القبلية القومية الطائفية المتخلفة وتشمير السواعد للعمل المسئول على سمو وعي الأنسان المنتج وديمومة حياته بأمن وسلام وحفظ كوكبه من التلوث والكوارث المدمرة .
و - لقد تسبب التطور التقني فى انحسار التركيبة الطبقية للمجتمعات المعاصرة فى طبقة واسعة من المنتجين وحفنة من المحتكرين الرأسماليين وخدمهم وبأمكان مؤسسة الأنسان المتحضر تحقيق أهدافها بالتضامن مع النقابات والأتحادات النسائية والعمالية والفلاحية والشبابية والطلابية وكافة منظمات المجتمع المدني الأخرى من اجل تكسير ركائز الظلم والأستغلال واشاعة مبادئ المساواة والأخاء والسلام .

المنهجية: -
1 - يهتدي المناضل المتحضر بأفكار ومنهجية المدرسة المادية العلمية الواقعية التنويرية الحديثة وبالأعتماد على نتائج تحليل مضامين اشكال المادة فى حركتها الجدلية وترابطها وتأثيراتها المتبادلة ومتغيراتها الكمية والنوعية وصولآ الى قراءة صحيحة للواقع الموضوعي والحقائق النوعية النسبية فى الزمانكية ,وما ينطبق على اية مادة من عمليات اجرائية وتحليلية هادفة للتطوير ينطبق على المجتمع كمادة اساسية قابلة للتطوير أيضآ .
2 - يحترس المناضل المتحضر من الوقوع بفخ المدرسة الأنتقائية العشوائية والأقتباسية النصية والأفكار والمنهجيات العسيرة التطبيق او التي لا تنطبق على الواقع المعاش ولا تتناغم مع الظرف الذاتي والموضوعي وتناسب القوى الصاعدة والنازلة ومختلف تكتيكات السياسة الناجحة والممكنة التطبيق على وفق ما تفرضه الضرورة الملحة فى حينه لذا فالمناضل مطالب باستمرار بتقويم اعماله اليومية واعادة قراءة المتغيرات الكمية بهدف التهيء للتغيير النوعي المرتقب آخذآ بالحسبان ان الرأسمالية هي الأخرى تجدد انماط واساليب شعوذاتها بما يتناسب والمتغيرات النضالية الجديدة .
3 - تعد جمعية الأنسان المتحضر مؤسسة اممية سياسية متحدة تسعى لتحقيق أهداف انسانية والى ديمومة عملية التطور الأيجابي وصيانة الأنسان وكوكبه من الضياع والمحافضة على تراثه ونشره بوسائل سلمية مشروعة فى ربوع الأرض بما وسعت وبهوية الأنسان المنتج للخيرات اينما وجد على وفق تفسير معنى المواطنة الجديد الذي يعد الوطن هو مكان تواجد الأنسان فى الزمانكية لأي سبب كان [ دراسي ، لاجئ ، زائر تجارة وغيرها ] و تتطلب حقوق المواطنة من المواطن الأخلاص للبلد الذي يعيش فى كنفه بشكل دائم او وقتي تجسيدآ لمبدآ المساواة التامة بين الناس .
4 - تعد مصادر الوعي الغيبية الميتافيزيقية ومدارسها المختلفة الأخرى نافعة فى الوقت الحاضر فقط من اجل تحفيز الحوار الشفاف مع الآخر ليس الا وبهدف تطهير افكار الآخر بأسلوب علمي متدرج من رجس الأثنية والعرقية والغيبيات الوهمية المربكة واللاواقعية والنصية الجامدة والمعقدة للحياة .
5 - يعد العمل المفيد وفق منهجية مؤسسة الأنسان المتحضر هو مصدر الوعي والتطور والعامل الأساس وشاهد العصر على مكانة الأنسان وقيادته لكافة عمليات التطور الفكري والتقني .
6 - الأنسان المتحضر قائد رسالي مثابر ومتألق برؤية تحليلية ميدانية علمية قادرة على قرآءة الظواهر المختلفة واستثمارها الفوري بأمانة وصادق وفى خدمة تقدم الأنسانية .
7 - الأنسان المتحضر متطوع لعمله الرسالي عن قناعة تامة وملتزم بضرورة النضال المثابر من اجل اهداف رسالته الأنسانية بلا احلام يوبيلية واوسمة وادعاءآت كاذبة .

الأهداف :
1 - يسعى الأنسان المتحضر الى التغيير الأفضل بشكل مطرد بهدف رفع الوعي العلمي المتحضر وترسيخ مفاهيم الحرية والمساواتية والديمقراطية .
2 - المساواة التامة بين المرأة والرجل فى الحقوق والواجبات كوحدة واحدة منتجة وفاعلة فى مختلف المجالات الفكرية والعملية .
3 - ترسيخ مفهوم الشعوب تصنع التاريخ بالحوار العلمي فقط ,وتبقى الشعوب هي وحدها تختار النظم المناسبة لعصرها واشكال تنسيق علاقاتها مع شعوب العالم طرآ وفق مصالح متوازنة وعادلة وواقع خالي من الأستغلال والخراب وتحيز الأعلام وبما يناسب عملية التطور فى الزمانكية .
4 - سيكون تبادل التجارب العملية والتفاصيل الفكرية الفلسفية والآيديولوجية لهذه المؤسسة متلاحقة ومتزامنة ومتناسبة مع تفاصيل البرامج المرحلية العملية لعملية التطور وبتصوري ستكون بسيطة وسهلة الفهم والأستيعاب وستغتنى بالجديد مع انسيابية العمل فى الزمانكية .

وبالأمكان تغيير اسم الجمعية المذكورة الى اي اسم سياسي آخر مناسب ومؤهل لقيادة المتغيرات الأجتماعية فى البلد المعين وقادر على تحقيق أهداف الجمعية المعلنة وسيكون مستوى العمل منصبآ بالدرجة الأساس على دول العالم الثالث ففى انتشالها من الشعوذة وتوعيتها بالعلم سيكون انتشال للعالم وانسانيته من الخراب والدمار . - وستسعى جمعية الأنسان المتحضر بتصميم مسؤول على توفير الأمكنات المادية لوجود فضائية ناطقة بأسم العلمانية ,حيث لا توجد حاليآ مثل هذه الفضائية فى ربوع كوكبنا المترامي الأطراف .

- ان العلماني مناضل موضوعي قادر على نشر افكاره العلمية من خلال وسائل مختلفة منها منظمات المجتمع المدني التي نحن بصدد بيان اهمية تفعيلها فى الدولة المدنية الديمقراطية وليس من خلال ترويض افكاره ودمجها بالأفكار السلفية الآيلة للأنقراض كما يتصور البعض متناسيآ ان العلماني صاحب رسالة هادفة للتغيير والحداثة وليس محاصص توفيقي .

ومن جديد نتطلع لمزيد من الآراء والتفاعل الشفاف مع هذه الجمعية واغناء المضامين الفكرية والصياغات العملية النضالية فيها.. مع المحبة والتقدير...

المراسلات : najynahar@yahoo.ie
 


 

free web counter