| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الأربعاء 6/6/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس


 

قاطع آذان السباع والأنترنيت

ناجي نهر

فى حاضرنا المتطور جدآ والخالي من السباع  ثمة من يبقى مصرآ وبلا خجل بانه قالع آذان السباع  !!! متناسيآ بغباء مهين تعارض ما يدعيه مع إرادة الله  - س -  الذي علم الأنسان مالا يعلم  ,ومتجاهلآ تأثير الزمان والمكان على عملية التطور الشاملة فى كوكبنا ,هذه العملية  السرمدية التي لا تتوقف لحظة واحدة ففي توقفها سيكون الموت الزئآم للجميع ,هذه العملية التي  يشكل الأنسان رأس رمحها بأمتياز , ولكن الأكثر سوءآ وضررآ فى عقيدة قاطعي آذان السباع ليس فى إصرارهم على تجاهل حركة التطور بل وفى تقديس الماضي والجمودعليه وتكفير من لا يتفق معهم فى هذا المعتقد وذبحه من الوريد الى الوريد ,غير مبالين بما تسببه معتقداتهم من إرباك وتدمير لمسيرة الأنسان التنموية المادية والروحية , وربما يكون المثل الشعبي بوصفهم  قد أصاب كبد الحقيقة  ((  ليس كل من صخم وجهه حداد ,وليس كل مدعي مناضل  ))  كما أن هناك جملة من الحقائق الإخرى يتجاوز قاطعي آذان السباع على تشويهها وتجييرها بأسماء من لا يستحقها ,منها إطلاق مفردة العالم على بعض غلاة الطفيلية من تجار الأديان !!! تلك التسمية التي لا يستحقها غير العلماء المكتشفون لأسرار الحياة وعلومها وقوانينها بما يخدم التطور التكنلوجي ويمكن الأنسان من صنع حياة أفضل له ولأجياله  ,العلماء الذين إستأثروا الموت دفاعآ عن مكتشفاتهم العلمية  ,التى لم تكن لتسر تحالف الكهنوت وتجار الأديان فى كل زمان ومكان , العلماء الذين ظل الموت يلاحقهم من جلاوزة التخلف والجريمة لكنهم ثبتوا وظلوا يناضلون صابرين حتى تم لهم النصر المؤزر بفصل الدين عن السياسة  فرفعوا بذلك مكانة الدين وقدسيته وسمى شأنه وتطهر من أرجاس السياسة وإلاعيبها ونوازعها وشهواتها وجرائمها وأساليبها الأنانية على إختلاف مقاصدها وشرورها !!! ,وتم تحرير الأنسان من قبضة إولئك المجرمين الذين كانوا يتاجرون بأسم الله ويعيثون فى الأرض فسادآ ورذيلة وظلمآ وإستبدادآ ,وسوف يصبح أكثر إجرامآ  منهم من يصرعلى المتاجرة بالدين ومن يراوغ أو يدعي بغير حقيقة  فصل الدين عن السياسة أو يقف حائلآ أمام تطبيقها  تلك الحقيقة التي اكد واقع الحياة فى غرب الأرض على صحتها ونجاحها المذهل من خلال ما يتلمسه العدو والصديق من سعاد ة تلك الشعوب  وتقدمها وتمتعها بحقوقها وحرياتها على الوجه الأكمل .

وينطبق ذلك على  شعبنا المظلوم فى العراق الذي لا حل ممكن لأزمته وإيقاف جريان دمه المستباح وبلسمة جراحه النازفة إلا بأتخاذ مثل هذا القرار الجرئ والعادل قرارفى  -  فصل الدين عن السياسة  -  وقطع الطريق الملتوي على الأنتهازية وإبطال سحرها وشعوذتها الذي إستمر أكثر من خمسة عشر قرنآ ,وبرغم وضوح هذا الطريق ونتائجه الباهرة فى رسم مستقبل الشعوب وسعادتها لكن الذي يخشاه الناس فى دول العالم الثالث أن يظل هذا الهدف حلمآ بعيد المنال .

وهناك فى الواقع ثمة حقائق إخرى يتجاهلها الأنتهازيون أيضآ قد تكون واحدة منها أنصع من كل الحقائق وأعمقها وأكثرها شيوعآ تلك التي يعترف بصحتها الجميع  والتي تؤكد بأن الله  - س -  قد خلق الحياة الدنيا مرحلة تأهلية للأنسان لكي يتعلم فيها ويدخل بعد نجاحه في إمتحانها  الجنة بعقل علمي متحرك ومتنور ومتحضر ونقي من كل شائبة ,فالجنة ستكون مثوى المتنورين الصالحين المسالمين المؤثرين على أنفسهم والمحبين لله ولعباده أجمعين من دون تمييز أو تهميش ,أما النار فستكون مثوى الذين ظلموا وقتلوا وتفاخروا بأجناسهم وأعراقهم وبطوائفهم وقومياتهم ومعتقداتهم  وأنتحروا كما تنتحر البهائم المتسابقة على إفتراس الجثث الحية والميتة بسبب عقولهم الجامدة والجاحدة والمتوحشة فبئس العقول وبئس ما فعلوا وبئس المصير أيها الناس يا شعوب العالم الثالث المهانة ويا شعب العراق المستباح  ,إنها اليوم لمعركة حامية الوطيس بين الحق والباطل وبين الأرهاب الدولي والمحلي وأصحاب الحرية والسلام  ,ولا عذر لمن يتخلف عنها ,معركة يشتد أوارها يومآ بعد يوم بين النور والظلام والحداثة والتقدم والعلم والشعوذة , وهي معركة واضحة المعالم والرؤى ولا تحتاج الى مزيد من الأجتهادات والفتاوى المربكة التى أرهقت  عقول وأجساد أبناء شعبنا وحرمتهم من أبسط حقوقهم وملذات حياتهم الأنسانية على مدى قرون ,معركة سيكون فيها سلاح المناضل العقل والحوار الشفاف وغير الملوث بموروثنا المتخلف فى النفخ والصلخ  ,الذي دائمآ ما يكون أكبرحجمآ من حجومنا الواقعية  والذي كثيرآ ما دفعنا الى الكذب والخداع لتبرير سؤ حماقاتنا وعجزنا عن تنفيذ وعودنا  .

يا شعبنا الأبي العزيز يا شاباتنا ويا شبابنا حرروا عقولكم وإراداتكم من الشعوذة والخداع وإنتبهوا ,فلقد وجد مفكروا الرأسمالية مرة إخرى ضالتهم فى الدفاع عن أستغلالهم وعبوديتهم للشعوب فى إنعاش الأيديولوجيا القومية والدينية وما يصاحبها من ممارسات شوفينية وطائفية دموية متخلفة معتمدة على سياسة فرق تسد سيئة الصيت وأوكلوا تنفيذها الى عملاء بارعين فى الشعوذة السياسية الميكافيلية من الأنتهازية المحلية التي أبدت كعادتها إستعدادها لهذه المهمة المشينة ,وواجب  المناضلون التصدي لهذه المخططات بوعي الناس المتحضرين  ,وإلا فسيبقى الجوع والأضطهاد والموت يلاحقنا فى كل زاوية وسنبقى ندور بأنتظار وعود ساستنا فى حلقة مفرغة لها أول وليس لها آخر ,فليس أمامنا سوى مواصلة سعينا الحثيث الى توحيد صفوفنا وتظافر جهودنا من أجل إنتشال شعبنا ووطننا من الكارثة المدمرة التى تطوقه من كل زاوية والأسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطني من المؤمنين حقآ وفعلآ بالعملية السياسية وبدولة القانون والديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني والتي إذا ما أحسنا إختيارها ستكون قادرة على سن دستور مؤقت واضح ومختصر وسهل التنفيذ تسن من خلال مضامين بنوده  قوانين تحرم وجود المليشيات من كل صنف ونوع وتحارب التخندق الطائفي والشوفيني وتكون قادرة على تغيير نسبة القوى لصالح الثقافة التقدمية وأنصار الحداثة والتجديد الذين سوف لا يتركون لأى كان فرصة إختزال العراق بعشيرة أو طائفة أو قومية أو حزب  ,وسينهضون نهضة الأسد الجائع لأنجازمشاريع الماء والكهرباء والمجاري والزراعة والصناعة ومشاريع التنمية المختلفة وإجتثاث الفساد أمام أعين الشعب  لكي يطمئن وتعاد له كرامته وحقوقه , وفى تصوري أن إنجاز مثل هذه المهمة قد تكون صعبة التنفيذ بأمكانات شعبنا المتعب لوحده , سيما وهو متزعزع الثقة بالسياسة والسياسيين وربما البعض من أفراده وشرائحه قد تلوث عقليآ بفيروسات وجراثيم لا إنسانية ولا أخلاقية أخذ عدواها من ثقل الكوارث و من هنا وهناك !!! مما يستوجب تفعيل منظمات القوى والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني  فى خارج الوطن وفى المهاجر المختلفة التي تتوفر فيها ظروف نضالية أفضل تؤهلهم الى العودة ثانية الى قيادة النضال من هذه المهاجر , وبأمكان الأكاديمية العربية فى الدانمارك لما يكتنف جنباتها من عقول نظيفة وذكية ومخلصة من الطلاب والأساتذة أن تكون سراجآ وهاجآ لتفعيل الوعي والممارسات الحضارية لتهيئة  ما يفيد من البحوث والدراسات والسلوكيات والثقافات الحديثة التى تسا عد شعبنا ومناضليه من الأرتفاع بمستوى متطلبات العملية السياسية وأسباب نجاحها  .

أن ظاهرة تعدد المليشيات الطائفية فى العراق وتسلحها  بمختلف الأسلحة يؤشر علامة التخلف فى العملية السياسية والعودة بنا الى ثقافة الجاهلية الأولى وهو ما لا يمت الى الدين أوالتحضر بصلة ,لكنه يشيربوضوح الى ألاعيب الأنتهازية وأساليبها فى تفريق الصفوف ,فهي غالبآ ما تتناسى بأنها مهما تغلفت وتبرقعت وتشعوذت وإجترت من بدع وأضاليل تافهة ومملة فلا يمكنها أن توقف عجلة الحياة ,فقد وعى شعبنا تلك الأساليب جيدآ وقيمها جميعآ وبلا إستثناء وحكم على أكثريتها  كتيارات تكفيرية إراهابية مجرمة ومتخلفة ولايرجى منها نفعآ وثمرآ للشعب وجل قادتها إميون بيهميون معادين لحرية المرأة وحقوقها بالوقت الذي لا يستطيع خيرهم مهما ضغط دماغه  أن يكتب مقطعآ أو ينتج عملآ مفيدآ للناس مثلما تكتبه وتنتجه مناضلات العلم والحرية  من أمثال المناضلة الباسلة فاتن نور أو المناضلة المصرية نوال السعداوي أو الدكتورة البحرانية الشيخة أمل ووزيرةالتعليم الكويتية نورية الصبيح والمناضلة ميسون الدملوجي  وغيرهن مما لايحصى من المناضلات الآئي حملن مشاعل الحرية والتقدم فى مختلف زوايا العلم  ,ولم يبقى أمام  هؤلاء التكفيريون المرتعبون من وعي المرأة سوى أن يحزموا حقائبهم ويولوا الأدبار  فالنساء قادمات  قادمات قادمات  لكنهن لا يقطعن أذآن السباع كما تعودالمدعون من الرجال  !!! بل يحملن أسرار الأنترنيت وفنونه .