| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

الأثنين 5/4/ 2010



الساسة العربان يفتعلون التعقيد
الأٍسباب والمعالجة

د. ناجي نهر

بتصوري اصبح منذ الآن من حق ابناء الشعب عامة رفض القبول بافكار تدعو للحيرة والأرباك من اي كان بخاصة ممارسات السياسي المتسببة بأرتكاب جرائم مختلفة او تبرير عرقلة التقدم والتغيير تحت اية حجة ، فقد وفر التطور العلمي للجميع [المواطن البسيط والقائد السياسي المخلص] فوائد الوعي الموضوعي ومكاسب امانة المسئولية والتضحية فى خدمة الناس بعضهم لبعض كما وفر (التطور) لهما ما يسهل تنفيذ مشاريع برامجهما المعقدة والكبيرة ،ولكنهما [المواطن البسيط والقائد السياسي] اذا ما تلكئا او خانا عهد ومسئولية التطور فأن اول واهم الأسباب فى ذلك :

1- تدني وعيهما وعدم استفادتهما من التجارب المريرة الماضية وقصورهما فى الألمام الجيد بالأختصاص النظري والتقني وفى فهم مفهوم (التغيير) بمعنى التجديد وهو قانون شرطي ملزم للتغيير التزم بتنفيذه جميع اصحاب الرسالات عبر التاريخ بعد ان اصبح القديم متعفناً وضاراً كأية مادة قديمة متعفنة وضارة ينبغي التخلص منها واجتثاث اخطارها بسرعة حفاظاً على صحة الناس واستدامة تألق وعيهم وديمومة تقدمهم ، وما عدا تلك الأسباب فهي الخيانة العظمى لمصالح الشعب والوطن عن عمد وسبق اصرار .

2- القصور المفتعل فى فهم سياسيونا الأشاوس لمعنى (مفهوم التغيير) واساسياته وتفاصيل ثقافته شكلآ ومضمونآ وابتعادهم عن جادته الفسيحة والمنارة بما لا يحصى من الأسرجة والشموع المتوهجة بدوافع خفية ولغاية فى نفس يعقوب وترويجهم بديلآعن ذلك لثقافة متخلفة تستند على عبادة الأفكار وقدسيتها وثباتها الأزلي.

ان التغيير ثورة كبرى فعلية لتغيير الواقع القديم جذريآ وليس اجترار مصطلحات طفولية لا معنى لها ،وهو ثورة تحويلية لتحويل القديم الى فلكلور كما تحولت انظمة الملكية فى اوربا الى فلكلور منزوع السلطة والتأثير وكما تحولت سلطة الكنيسة وابنيتها الى هياكل اثرية ليس غير، وهو بالتالي قانون لا يسمح للمتخلفين بالتحايل والعودة الى امتطاء كراسي الحكم من جديد .  
3-  ان تخلف الوعي يعني فقدان المنهجية العلمية وتدمير قانون توزيع العمل وفق الأختصاص كما يحدث فى تدخل رجل الدين بالسياسة ، وهنا أقترح على السلطة القادمة من اجل الخروج من مأزق (الأختصاص) بنجاح العمل على سن قانون توحيد الأزياء فى مؤسسات الدولة وفى البرلمان بخاصة تخلصآ من تعدد الأزياء [العمائم الملونة والعقل والجراويات والحجاب وغيرها] ، فقد بات من اشنع المهازل القبول بهذه الثقافة التراثية المتخلفة والتمسك بها الى الأبد .

ان من افدح اخطاء السياسي كارثية هو انتظاره موافقة واجماع الرأي على التغيير الذي قد يطول زمنآ يسلب من الشعب خلاله فرصة التغيير الأيجابي لسنين ،فجراء ذلك الأنتظار اصبح التندر على سياسينا شائعآ بما يشاهد من صراع مصلحي بينهم واهتمامهم بالتوافه وتغليبها على المهمات وحاجات الشعب الضرورية وبما يكشف عن انتهازيتهم السياسة وتدني امكاناتهم الأختصاصية عن اية قناعة موضوعية .

4 - لا يمكن القيام بالتغيير العصري فى ظل احكام الدين واجتهاداته المتضاربة مما يحتم على الكتل الكبيرة التي وعدت بفصل الدين عن الدولة ان تبر بوعودها للناخب وتنفذ بلا تردد او تأخير ما وعدت به فتقطع بذلك دابر الأنتهازية الدينية وحليفتها الرأسمالية الأحتكارية التي تحاول أنسنة الأديان، وتحويلها من أنظمة فكرية اطلاقية تنطوي علي طاقة تدميرية وتخريبية باسم الدفاع عن المطلق المبهم، إلى ممارسة انسانية مجتمعية تطورية لأعادة بناء الحضارة الأنسانية على أسس علمية جديدة متناسبة مع ثقافة العصر ، فمن الأهانة بكل المقاييس وعلى كافة الأصعدة ان يخرج طفل معمم لا يعرف العربية وينظر بشزر واستخفاف للكبير والصغير ثم يصدر اوامره الى المجتمع والساسة جميعآ بما يجب فعله وطاعته ، متناسيآ ان الأمانة فى تحمل مسئولية التغيير تعني المشاركة الجمعية بالقرار والأعتراف بقدرة الآخر والحزم فى التطبيق وخلق ادواته وتكتيكاته واساليبه المتناسبة مع ثقافة العصر والتحلي بأقصى درجات الشفافية والبسالة فى انتهاجها وتطبيقها وتفعيل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والزامها فى توعية المجتمع بمفهوم الديمقراطية وبقوانين التطور وضروراته الجديدة. 

ان فضح انتهازية وانانية بعض الساسة على تشجيع ابناء الشعب البسطاء على التشبث بالآيديولوجيا القديمة واجب وطني وانساني عام ،فبقاء الآيديولوجيا القديمة بالنسبة للانتهازيين هو مما يعد الركن الأساس فى المحافظة على مصالحهم وصولجان انظمتهم ومكانتهم الأجتماعية ، فلولا سيادة هذه الثقافة المتخلفة لما بقى حزب الأخوان المسلمين فى مصر برغم عفونة اعماله وضرر آيديولوجيته على الفقراء والمضطهدين ولما بقت تنظيمات القاعدة فى اليمن والسعودية برغم اجرامها ولما بقى ما يسمى بالدكتور الكبيسي محاضرآ وواعظآ فى فضائية ابو ظبي وهو شاهرآ حذلقته ونازلآ على الأديان الأخرى بأقذر الكلمات واحطها سفالة اخلاقية ودينية ولما بقيت منغصات واشكالات معقدة هنا وهناك .

5 - سيداتي سادتي ساسة العراق الأشاوس الله يستر عليكم ويديم عليكم نعمه رفقآ بالشعب المظلوم ببلاءكم وخداعكم وتعقيداتكم المربكة واسمحوا لي ان اذكركم بان عصرنا الرقمي بتقنياته المذهلة وديمقراطيته المؤسساتية ووسائل اتصالاته واعلامه لهو حلال للمشاكل مهما تعقدت وميسر لتنفيذ مختلف المشاريع السياسية والأجتماعية والتنموية والثقافية النافعة للناس بطرق وادوات واضحة المعالم وسهلة التطبيق وبغير لف ودوران ،فمصداقية كل  الساسة ستتجسد فى التطبيق والممارسة من خلال سعيهم لترسيخ الثقافة الديمقراطية والنظام المؤسساتي المدني من عدمه وقد ثبت بما لا يقبل الشك من خلال تجارب الشعوب الناجحة ان جمعيات فلاحية على سبيل المثال خير من عشائرية وراثية وان تفعيل دور النقابات المهنية والمنظمات الشبابية والطلابية والنسائية وجمعيات حقوق الأنسان خير من العرقية والشوفينية والطائفية وتقسيم العراق الى اقاليم وامارات ، وان الأكتفاء بهوية العراق لوحده تغني عن التنابز بالألقاب والتفاخر بالمسميات الممجوجة [ابو رشة وابو كلاو والصدري والبطني والحكيم والبليد والبرزاني والطالبان والتكريتي والسامرائي والجلبي والأعرجي والمستقيم والعريض والطويل والقصير والرفيع العاني والسمين الراوي  والعيساوي والجعباوي والساعدي والمصلوخي] وما انزل الله بها من سلطان .

كما ليس من المعقول ان يبقى سياسيونا الأشاوس يجترون الديمقراطية بلا تطبيق فيبقى البارزاني او الطالباني او النجيفي وغيرهم امراء على مناطق معروفة من عراقنا بالوراثة والى الأبد متجاهلين العراق الديمقراطي الجديد ، فأين شعاراتهم الرنانة واين وطنيتهم واين صدقهم الديمقراطي ومبادراتهم المساواتية التي تبرهن للشعب على وعيهم واخلاصهم واثرتهم ؟.   

ان السياسي الأنتهازي هو وحده من يحتاج الى المناورات والألآعيب والأغطية المزركشة لأخفاء تلاعبه وخيانته على ما اؤتمن عليه ،وان الذكر الطيب لا يدوم الا للأنسان المناضل والمنتج بأختصاصه من دون ثرثرة .        

المعالجات : -   

ولكون الأمراض مشخصة سلفآ فسوف تتلخص المعالجات بوصفة دواء واحدة لا غير هي زيادة الوعي التغييري وعدم التردد فى تنفيذ مبدأ فصل الدين عن الدولة والأقدام الجرئ على تطبيقه بالأستفادة من تجارب العالم الغنية من حولنا ،  وحماية هذا المكسب الثقافي العظيم بسن دستور علمي مفسر بقوانين واضحة وشفافة ، لا تسمح بالتأويل والأجتهاد المزدوج ولا يدنو منها الباطل والشك لا من بعيد اوقريب ،فاذا ما تحرر العراق بهذا المستوى فسيكون هو المؤثر على تدمير الثقافة الأيرانية والسعودية والليبية المتخلفة وهوالمنقذ لشعوبها من الشعوذة وليس العكس ، فكل شعوب المنطقة ترنو بانظارها الى العراق الذي وضع اول خطوة فى سلم الديمقراطية ولكن الخوف والحذر واجب من اغتيالها ،كما اغتيلت ثورة 14/تموز58/م ، أما اذا جد الجد وتقدم العراق بخطوات اخرى على ذات الطريق فسيقوم العالم الديمقراطي بالتضامن معه وشد أزره وحمايته.

وفى مختلف التقييمات سيظل العمل المنتج وحده هو المقياس على مكانة الأنسان السوي فى خلق الحياة وتطويرها وهو الذي سيكنس من الوجود عاجلآ ام آجلآ مختلف الذين يبتذلون العلم بالدوغماتية واجترار المفردات الفارغة ، فكم كانت فائدة الناس غنية وهم يشاهدون من على شاشة التلفاز برفسور بريطاني فى علم الفلك بعمر لا يتجاوز الثلاثين عامآ وهو يشرح نظريات جديدة فى هذا العلم ستسهل على العلماء من اختصاصات اخرى فهم اسرار الطبيعة التي تحيط بكوكبنا وكانت الأبتسامة لا تفارق وجهه النوراني برغم تحمله مخاطر التضحية بصحته وشبابه وتصميمه على ان يكون شرح تحقيقاته من مجاهل افريقيا النائية وبراكين اثيوبيا الملتهبة بالحمم وسهره اشهرآ فيها مستفيدآ من صفاء ليالي صحراءها الصافية فى رصد كواكبه المطلوبة وتعزيز بحثه بشرح علاقات علم الطبيعة مع علم الجيلولوجيا (طبقات الأرض) وما تحويه الكواكب كالشمس والقمر والمريخ والمشتري وزحل وغيرها من اسرار ومجاهيل وربط ذلك بالمتغيرات المحتملة على واقع الكون برمته وكان بعمله الجبار يجبر اعتى العتاة بالأعتراف بالعمل المنتج والأعتراف بمكانة الأنسان الخلاقة ، اما النموذج المعاكس لهذا النموذج السامي فهو واحد من عربان العراق اراد التفاخر بمواهبه فى كتابة مقال قرأته بالأمس على مواقع الأ نترنت افزعني اسلوبه الهزيل ومضامينه المتخلفة مع العلم ان هذا الشخص كان يشغل رئيس البرلمان العراقي ،فتحسرت المآ على مصير شعبنا ،ولكنني استدركت وقلت فى نفسي ربما يكون هذا المدعي افضل من غيره من المدعين فهو يجهل فن الكتابة فقط فكيف بالذين يحكمون وهم لا يقرأون ولا يكتبون على الأطلاق  ؟؟!!.

وكذلك افزعني شاب معمم آخر بتصريحات طفولية متناقضة منتجة للشك والريبة تؤكد على ان غالبية سياسيي العراق الجديد مسلوبي الأرادة والوعي وان هناك ايدي خفية تحركهم وتدير سرك السياسة من وراء الستار وانهم (ساسة العراق) على اختلاف عنترياتهم ما هم الا بيادق منفذة لتلك السياسات الموبؤة بالمتناقضات ،كما تأكد من تصريحاته على ان ساسة العراق الأشاوس على أستعداد لبيع الغالي والرخيص والدين والوطن واهانة تضحيات الشعب واستغفاله والتلاعب بوعيه من اجل مصالحهم الشخصية وهم على أستعداد ان يفعلوا اقبح الشائنات ويتحملوا عارها وشنارها.  

ومع كل ما هو مطروح على منضدة الواقع العراقي من تعقيد  ينبغي الأعتراف بان مهمة رفع الوعي والتمرد على الثقافات السلفية والتخلي عن آيديولوجيتها القديمة مهمة قاسية وصعبة للغاية وبحاجة الى تظافر جهود الدولة ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والعالمية ذلك بسبب من تباين المدارس الفكرية وتعدد المصالح واختلافها ،وبتصوري فان مناضلي التغيير واحراره سوف لن تحبط عزائمهم الواعية فقد اعدوا العدة لهذا التحول وصمموا على تحدي العقبات واجتيازها ،ولا يراودهم شك فى ان محصلة الكفاح الأنساني ونتائجه النهائية ستصب فى خدمة الوعي التراكمي المؤدي بالنتيجة الى التغيير النوعي (سلميآ) وعلى النطاق العالمي باسره وهو ما سيقطع طريق العودة على الأنتهازية باشكالها وشعوذاتها واحتيالها والى الأبد ، فهذه المرة سيكون تمرد الشعوب علميآ وموضوعيآ وجريئآ وحاسمآ ومفتوحآ ومستدامآ وبلا اشكالات وحدود آيديولوجية مربكة.


 

free web counter