| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

الثلاثاء 3/11/ 2009



الأصطفافات الأنتخابية الجديدة مؤشر للتخلف!!

د. ناجي نهر

بتصوري جاء الحكم والتقييم بأن الأصطفافات الأنتخابية الجديدة مؤشر للتخلف,كنتيجة لقرآءة مظاهر ملموسة فى الواقع العراقي لما بعد مرحلة السقوط وكالتالي : -
- سيادة الصوت الطائفي والشوفيني المتخلف الموحى به من خارج العراق وارتفاع هذا الصوت فى كافة مؤسسات الدولة واعضاء البرلمان .
- انعدام الأستقلالية والأرادة الممنهجة لدى الناخب والمرشح وانعدام حرية القيادة السياسية والتمايز الصارخ بين المواطنين فى الحقوق والواجبات وانعدام الخدمات وفرص العمل فى دولة تعد اغنى دولة فى العالم فى حيث تناسب الثروات مع التعداد السكاني ,مما ادى الى فقدان ثقة المواطن بالعملية السياسة المعاشة وقياداتها.
- لا يمكن بناء الديمقراطية بغير فكر ديمقراطي سائد وبغير ديمقراطيين مؤمنين بضرورة سيادته ومتفاعلين معه كأساس متين لبنا ء الدولة الديمقراطية المؤسساتية .
- ما زال فرسان السياسة الضبعية محافظون على جلودهم و ما زال اصرارهم على بقاء نسبة تمثيل المرأة غير متساوي مع الرجل [ابوالشنب ] فالثقافة الذكورية السائدة تأنف تحول العملية السياسة الى ثقافة حضارية بفسح المجال امام المرأة من خلال زيادة تمثيلها ونفوذها الخلاق الذي برهنت عليه من خلال تضحياتها وتألقها فى كافة الميادين على النطاقين المحلي والعالمي .
- اضحت السياسة فى العراق ليس فناً للممكنات بل فناً للمستحيلات وللتحايلات الأنتهازية واللااخلاقية ,حيث يعمل السياسي لطائفته وقوميته وعشيرته من خلال ضيق افق محدود ومتخيل بأن حاجات طائفته تمثل حاجات طوائف المجتمع العراقي بكافة مكوناته الطبقية والعرقية .
- لم يتلمس المواطن وجود قائمة متميزة ببرامجها ومنهجيتها العلمية الحضارية وتوصياتها المشخصة لعلل العراق الأجتماعية واساليب معالجاتها الحضارية الشافية كما شخص ذلك السيد اياد جمال الدين حينما وضع اصبعه على الجرح المحتقن ووصف علاجه الشافي بدراية وتصميم السياسي المحنك والمخلص [فصل الدين عن السياسة] احتراماً للدين وقطع الطريق على الأنتهازية ,ذلك الطريق المهلك والمعرقل للتطور والمتسبب فى الويلات ونزف الدماء البريئة التي ما زال جريانها يؤرق المخلصين .
فلذا تكون الأستفادة من التجربة الغربية ضرورة ماسة لا غنى عنها ,فتلك التجربة التي نجحت الشعوب الغربية فيها من اجتياز طريق الدماء والتخلف بنجاح بعد نضال عسير ودامي استمر عدة قرون حتى تم لها دحر الفكر الكنسي وفصل تدخله فى شؤون الدولة ,فاستقر حالها بعد ذلك الفصل بحياة سعيدة وبعيدة عن آلام الماضي العقيم وارباكاته وتعقيداته غير المبررة ,وتمكنت من خلال نجاحها فى فصل الدين عن السياسة من بناء الدولة المدنية الديمقراطية المؤسساتية بنجاح مطرد . .
- برغم تشخيص الضرر والمطالبة المستمرة لم تعدل نصوص الدستور العراقي لحد الساعة بما يغنى ويشير الى توجه ساسة العراق نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية المؤسساتية الحضارية وسن قوانين ملزمة وميسرة لهذا التوجه الجرئ وتنظيف العراق من الطابور الخامس والعملاء من اي نوع وجهة كانوا .
- ولحين معالجة هذه الشروط والثغرات ,سيبقى العراق ينزف دماً وجوعاً وتخلفاً لزمن قد يطول .. فلا تبتئسوا يا اعداء المرأة والديمقراطية فلا زلتم فرسانها وكل ما يكتب ويقال مني ومن غيري,انما هو مجرد استنتاجات عابرة وملحدة لا تأثير فيها على مراكزكم السياسية ومصالحكم الأنتهازية .!!
افلا تقرأون يا ساسة العراق الكتب العلمية بدلاً من الكتب الصفراء فتاريخ الأنسانية الحضاري يحكي ويوثق للناس العلم النافع والعبر المفيدة ,فقد برهن العلم ان افكار المدرسة المادية العلمانية ظلت فاعلة وصحيحة ومطورة للفكر والتقنيات وشامخة النتائج ومتماسكة وسهلة الهضم والتطبيق وغير قابلة للقسمة بسبب ان العلم ينتج معلومة متكاملة نسبياً وغير مجزأة وتعالج حاجات انسانية ضرورية لذا ظلت هذه المدرسة [المادية العلمانية] طاهرة الثوب متجددة الشباب يعتمد روادها الرزق الحلال من جهدهم العلمي ومن عرق جبينهم فقط ,بينما جاوز تعداد انقسام المدرسة المثالية الطوباوية المعقد الألف والنصف مدرسة خاضعة الى ملايين الأجتهادات وأبتلى روادها بأمراض الهرم والشيخوخة ومختلف الأمراض الأجتماعية والفكرية والوف النعوت والمثالب المخزية التي اضحى اشرفها يتردد بأستهجان ساذج ونعوت مكروهة ثقيلة على السمع كالتخلف والأبتزاز والأستغلال والقرصنة الذاتية وتقديس المصالح الأنانية الفردية ومفرداتها الكاذبة ...
- لذا كان وسيكون تعريف الناخب والمرشح المخلص هو ذلك الذي ينضح عملاً وعلماً مفيداً للفقراء المنتجين للخيرات ويستوعب بدقة مكانتهم وحقوقهم وواجباتهم .
- وعلى ضوء قراءتنا لمنضدة الرمل العراقية وما التقطنا من ملاحظات ونقاط ضعف معرقلة لتغيير واقع العراق المأساوي ,دعونا نتعرف على هوية الأصطفافات الأنتخابية الجديدة وايها اقرب ولو بنسبة ضئيلة الى طموح الفقراء والى الخير والتقدم العام ؟؟
أ - أصطفاف كتلة علاوي المطلك كتلة طائفية بعثية مفتعلة ومصنعة بأستعجال وغير منسجمة تم التوافق عليها فى اللحظة الأخيرة عقب مشاجرات صاخبة وتبادل اتهامات وقحة ومن المؤكد سيشم الجميع رائحتها الكريهة بعد اعلان نتائج الأنتخابات والأنتهاء من الغرض المقصود منها فى حصد الأصوات المطلوبة ...

ب - أصطفاف كتلة الأئتلاف الوطني كتلة ايرانية خالصة وخليط انتهازي طائفي متخلف يهدف الى جمع اكثر ما يمكن من الأصوات للمحافظة على سمعة مرشحيه من الأنحدار الأجتماعي نحو المزبلة ... وحيث تلتصق بقيادته تاريخيآ وصمتي عار لا يمكن للزمن غسلهما او غفرانهما ,فلا ارغب بأثارة المواجع والكلام عن جريمة جد عمار وفتواه فى تكفير الشيوعيين واستباحة دمهم فالعراقيون يتذكرونها جيدآ لكني سأتكلم عن بعض نتائجها المدمرة فى - اغتيال ثورة 14/تموز الخالدة عام 58/م - واعدام قائدها عبد الكريم قاسم بالمشاركة مع الأكراد الشوفينيين المتنفذين حتى اليوم والمتحالفين بالأمس مع قادة حزب البعث الميكافيلي الطائفي بتخطيط وبمساعدة واسناد مباشر من الأستعمار العالمي , فمنذ تلك الجريمة الشنعاء توالت المحن والفواجع على شعبنا لحد الساعة .. ويبدو من تصريح عمار ان هذا الحلف الثلاثي غير المقدس ما زال حيآ يرزق وما زال يعمل بأجندة ايرانية واستعمار عالمي بذات الأتجاه ,

ج - أصطفاف كتلة ابو ريشة العشائرية القبلية التي تعد اشنع واخزى وصمة عار سوداء فى تاريخ العراق الحديث فهي مخيفة جدآ ومتخندقة فى وجه الحضارة الأنسانية والديمقراطية الفليح المنتظر ,ففي ظل السماح لسيادة افكار هذه العقول المتخلفة بعد سقوط الطاغية اعيد العراق الى عشرة قرون الى الوراء وتم احياء حكم العشيرة والقبيلة المتخلف وبرز الى الواجهة ,ابو ريشة وامثاله من الذين لا هم لهم من هذا الأصطفاف غير الحصول على الأمتيازات المادية التي يحصل عليها نائب البرلمان العراقي والتي لا مثيل لها حتى فى امتيازات الرئيس الأمريكي واللوبي الصهيوني ...

د - أصطفاف كتلة دولة القانون بقيادة المالكي فيها بصيص من الأمل النسبي اذا ما تحلى صاحبها بالموضوعية والمنهجية العلمية والشجاعة والصدق والوفاء فى تحقيق أماني الجماهير العريضة وحلمها بسيادة دولة القانون وتفعيل العمل بمنهجية الدولة الديمقراطية المؤسساتية المرتقبة على احر من الجمر ,والغاء مصطلحات الفيدرالية والأقاليم والأبتعاد عن أصطفاف كتلة الأئتلاف ومنهجيتها الأيرانية ,ففى التطبيق العلمي والأنساني للديمقراطية توجد الحلول الناجعة لمعالجة مختلف الأزمات والأشكالات والتقدم المأمون لشعبنا ..

وبالتأكيد فان الشعب العراقي الأبي والمجرب بالوفاء لقادته المخلصين سيقف طودآ شامخآ مسانداً القيادة التي تحقق له طموحه المشروع وسيضحي من اجل صيانة مكاسبه بالغالي والنفيس كأي شعب مناضل آخر. .
ولكن لا بد من التأكيد من ناحية اخرى على أن لعبة السياسة معقدة وبحاجة الى من يجيدها من ساسة العراق المنحازين الى مصالح شعبنا الأبي الذي انهكته مختلف التجاذبات والمطامع الخارجية والداخلية والمصالح الأقليمية والدولية .

ولكن ستبقي الأشكالية الأساسية امام طموح شعبنا المرهق وقيادته المخلصة تتمثل في تلك الأشكالية التي تحاك وراء الكواليس لأبقاءه متخلفاً مستسلماً بعيداً عن المشاركة الفاعلة التي ربما ستكون من نتائجها الموجعة فرض سياسة الأمر الواقع التي ستضيع في جنباتها فرصة وضع اسس الدولة الديمقراطية المؤسساتية وسيضيع فيها لأمد قد يطول امل المخلصين فى التغيير الحداثي . .
 


 

free web counter