| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                             الجمعة 3/5/ 2013

                                                 

الجيش ليس سورا للوطن

د. ناجي نهر

بكل اسف ، يعاود بعض الكتاب مديح الجيش كونه سورا للوطن وحاميا لمصالح الشعب ، وهو ليس كذلك مطلقا ، وقد سبق لي ان قدمت دراسة مسهبة وموثقة بخمسة اقسام دراسية تثبت وتؤكد عدم صحة مثل هذه الاقاويل والمزاعم السفسطائية ، وقد نشرت تلك الدراسة على صفحة موقع الحزب الشيوعي العراقي الغراء ، حيث دأب المستفيدون من وجود الجيش وتسليحه، منذ سالف العصر والزمان ، اكالة الثناء والمديح والاكثار من الاشعار والاناشيد والتراتيل المشيدة باسم الجيش بمناسبة وبغيرها ، وايهام الناس خلسة وكذبا بان الجيش (سور للوطن)، وعليهم احترامه والتضحية فى خدمته والانتماء اليه وتقوية ساعده برغم اضراره وكونه بحقيقة الامر الملموسة ليس حاميا للوطن او مفيدا للاكثرية او مدافعآ عن حقوقهم ، او حاميا لاوطانهم ، وانما العكس هو الصحيح ، فهو قاهر لارادة الشعب وقامع لمطالبه وحارسا امينا لمصالح الحكام الظلمة والمتجبرين ليس غير. .

لذا سيكون من الواجب الانساني ان تهب شعوب الارض ومناضلو الكلمة الحرة المؤمنة بحقوق الانسان ومعهم العمال من صانعي الاسلحة بانواعها و الفلاحين الذين يشكلون اكثرية منتسبي الجيوش من الجنود والمراتب ليصرخوا عاليا بصوت مدو واحد معلنين تمردهم على صناعة الجيوش المهلكة للحرث والنسل ، والمفرطة بثروة البلد ، ليفضحوا كذب وخطل هذه المقولة الانتهازية ، فيقطعوا بذلك دابر الذين يفكرون فقط بمصالحهم الانانية على حساب مصالح الآخرين وجوعهم وسرقة اموالهم ، ومن هنا سيقع فى خطأ فادح (حد الاجرام) من يتصور او يفكر لحظة ما ، بان (الجيش سور للوطن او مدافع عن الوطن او مدافع عن الشعب او مدافع عن اي كان غير الدفاع عن مصالح الذين صنعوه وسلحوه بمالية مسروقة من خزينة الدولة ، لكي يدافع عنهم وعن مصالحهم ويحارب اعدائهم) فالجيوش بلا استثناء خلقتها مصالح الطبقات الحاكمة من اجل الدفاع عن حياتها وثرواتها ومصالحها ، اما الشعوب المغلوبة على امرها فهي ضحايا ووقود وآلة مطواعة للجيش وحروبه الفتاكة اللا مبررة . ولقد اثبتت التجارب ان الجيش ما هو الا اداة قمع الفقراء بيد الطبقة المستأثرة بالسلطة ، وسوط يلهب ظهور الشعوب المقهورة والمنهوبة ثرواتها ، ومن اجل اسكات صوتها بقرقعة السلاح والنار ، وبيان شدة البأس الاجرامي لصولجان حكامها .

الجيش (ليس) سورا للوطن ليتخلصوا ويخلصوا كل المستضعفين وكل الفقراء من قذارات الحكام الفكرية وصناعاتهم التقنية العسكرية المهلكة لمجمل موجودات كوكبهم النفيسة ، فالواجب الانساني يدعو شعوب الارض لان تهب بشعار ومطلب واحد هو لا للجيوش ولا لصناعاتها المهلكة ، لكي يتخلصوا من هذه الآلة القاتلة التي يستعين بها الظلمة على شعوبهم .. والى الابد.




 

 

 

free web counter