| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الأربعاء 3 /10/ 2007

 

 


الأعلام المعاصر وادواره  الصالحة  والكالحة

ناجي نهر

-  كيف سنواجه الثورة العارمة فى العلوم  والتكنلوجيا ؟ ؟  -
ينبغي قبل الإجابة على هذا السؤآل التوقف أمامه إجلالآ لمضامينه وأبعاده السرمدية المعدومة الحدود والتدقيق جيدآ بآهلية وكفاية ما نمتلكه من معارف وخبر وتجارب وتجميعها أمام أبصارنا والضغط بأصابعنا لفترة مناسبة على مكامن الأحاسيس فى رؤوسنا لكي نندفع بمسؤولية وحماس  للألمام  البسيط بماهية وتشعبات وسعة هذه الثورة وأخذ الأحتياطات الممكنة لأستقبال ولاداتها البارة وثمراتها الطيبة .  

إن هذه المهمة من السعة و الضخامة والعظمة والأهمية مما يجعل التصدي لها خارج إمكانات الأفراد والجماعات  والدول منفردة بل ستكون من مسؤولية جميع الناس شعوبآ وحكومات ومن سيتخلف عنها سيبرهن على قساوته وإنعدام الرحمة والأحساس الأنساني فى عقله ووجدانه نحو سلامة الأحياء والجماد الذين يعيشون فى كوكبه أو على سلامة ذات الكوكب الذي يعيشون عليه  .

إن هذا السؤآل والأسئلة المتفرعة منه هو اليوم محور تفكير الكثير من الباحثين والمفكرين على إمتداد المعمورة حيث تقف البشرية برمتها على مشارف عصر جديد يتميز بما يشبه الطوفان العلمي والتقني وسقوط الحواجز بين الحقيقة والخيال ,وحيث لا يمكن أن ينجو من هذا الطوفان إلا من يجيد السباحة العلمية أما المتخلفون المشعوذون السلفيون والكسالى الأنانيون الطفيليون  فسيكونون هم أول الغارقين ,وستجرفهم امواج هذا الطوفان المبارك الى مستقرهم المظلم غير مأسوف عليهم آمين يارب العالمين .

وستكون أسلحة الناس الطيبون فى هذه المعركة المصيرية حضارية و بالعلم والسلم لوحدهما فهما أمضى الأسلحة وأكثرها تأثيرآ وفعالية .

ففي هذه المعركة سيتغير المألوف والموروث بسرعة فائقة وغيرمتوقعة كسرعة الشياطين وسوف يزيد من فعاليتهما وقوتهما  سلاح التواضع للأنسان المعاصر وإعترافه الجرئ  بتخلفنا وكوننا ما زلنا فى مرحلة ما قبل زمن تطور المعلومة ووسائل إنتاجها وتقنياتها المعاصرة .                           

لقد فرضت التطورات التقنية الساحرة فى وسائل الأتصلات الرقمية الألكترونية خلال العقد الأخير متغيرات غير متوقعة تخاطب حواس الأنسان ومداركه عبر تنوعها وتعددها وسرعة تطويرها وفرضت عليه أنماطآ من التفاعلات والأنفعالات والسلوكيات المتباينة والمربكة خاصة لغير الأنسان العلماني بشكل أعم  ,فهذه  الثورة العلمية والتقنية قد إنفجرت بمنجزات عجيبة أسقطت فيها حواجز التاريخ والجغرافيا ولم يبقى من الحقيقة شيئآ مختفيآ سوى أن تسترد الجماهير حريتها وتمسك بزمام إرادتها بقوة لتكنس الوسيخ وتجرف الأوهام والسخيف وتهد الحدود وتكسر القيود وتزيل المعوقات من أمامها وحينئذ ستنفتح أمام الجميع أبواب المعرفة الهادفة وأسرار الكون والطبيعة وتنتفي حاجة الناس الى الوكلاء والأولياء والسلاطين المصنعين بأيدنا !!!.

إن عصر الشاشة سوف لا يتعبنا بواقع إفتراضي أو خيالي ,فقد أضحى كل شئ تحت إصبع الأنسان وجهاز التحكم الصغير المنقول بيده (  ريموت كنترول Remote Control   ) والترجمة العربية الحرفية لجهاز الريموت كنترول من الأنكليزية هو تنوع الطلب بمعنى ان هذا الجهاز الصغير يقول للأنسان  لبيك ياخالقي يا أيها الأنسان العظيم  فأنا بين يديك إطلب ما شئت وسأنفذ لك كل ما تطلب فى الحال (  إطلب وتدلل يا عيني  )  ناهيك عن عجائب تطورات الكومبيوترات الصغيرة والخفيفة بحجم الهاتف النقال والتي تؤدي بالأضافة الى وظائفه وظائف جديدة ومهمة لصحة الأنسان فهي تلبس  ملامسة للجسم لتعوضك فى البرد القارص عن مشقة لبس وثقل بلوزات الصوف المخلوطة بالقنب الثقيل وقوط الصوف الخشنة التي تلبس تحت الملابس ملامسة للجلد فتحكه حكآ ظالمآ كقاط  ابو حسام المالموي الذي يكلفه أكثر من ساعة فى لبسه ونزعه وبالمنساسبة فأبو حسام هو المناضل الفلاحي المعروف عبد الواحد كرم من محافظة العمارة فى جنوب العراق ومغترب حاليآ فى السويد هذا البلد الأسكندنافي الشديد البرودة الذي لا يمكن لعراقي نحيف ووسيم كأبو حسام أن يصون جسده بقاط صوف واحد فى شتاءالسويد المتجمد !!! , ولكن في هذه الكوبيوترات الملبوسة مجسات شيطانية تنظم الحرارة المطلوبة لتدفئة الجسم فى الأصقاع الباردة وتبرده فى المناطق الحارة ( خل يضرب أبوحسام ومن هو برشاقته فالخير قادم عليهم . ) وبالأضافة الى التدفئة والتبريد  ,فأن هذه الكوبيوترات تسمعك ما تشتهي من أغاني الطرب والرقص الشعبي والغربي وتخلق لك جوآ من ألمرح والسعادة المنشطة وتنظم لك المحادثات المختلفة مع الآخرين بالصورة والصوت والتقاط ما ترغب من صور وبأمكانك إستخدامها فى المطبخ وغرف النوم والحديقة والسيارة والدراجة وأي مكان تريد وهى على الدوام تناديك بشفافية ونعومة ولطف (  عيني أغاتي أبو فلان و إم فلان بس إطلبوا واذا تعبانين  بس حركوا إصابعكم علينا ( وسنعرف ما تشتهون وما تريدون فنحن نقرأ الممحي وما بين السطور !!! ) كما ونزف لكم بشرى أخرى  ,فأنتم من اليوم سوف لا تحتاجون الى الذهاب الى المختبرات لفحص (  الدم والخروج والبول ) فالكومبيوترات  الموضوعة فى المرافق الصحية ستقوم بذلك وتعطيكم النتائج الدقيقة بلحظات !!! . اما فى المجالات المتطورة الأخرى كالطب وجراحة التجميل وتبديل الأجزاء المعطوبة من الجسم  ففيها ما يفرحكم كثيرآ وستضاعف أعماركم ,لكنها تحتاج مجالآ أوسع وسنطلعكم عليها فى وقت آخرومعذرة عن ذلك .                                                                            

سيطلق المختصون إعتبارآ من هذه الساعة على الألفية الثالثة (  ألفية الأنسان والكلب الآلي  ) الذان هما الآن قد إجتازا مرحلة التدريب على القيام بأعمال الأنسان الروتينية ودخلا مرحلة التفوق عليه فى مجالات مختلفة ولذا فأن المداليات الذهبية للسنة القادمة /  2008 /م  ستكون من نصيب فريق كرة القدم الآلي الأمريكي الذي عجز فريقه الأنساني لحد الآن من إحرازأي نصر فى مجال كرة القدم على الفرق العالمية المنافسة ,وكذلك وبحسب  تقديرات المختصون من أن السنوات القليلة القادمة ستشهد تكاثر تفريخ الأنسان الآلي فى كل زاوية ومنحدرمن زوايا المعمورة وإن أفراخ هذا الآلي ,سيخرجون من بطون إمهاتهم أباليس حاذقون وكفؤون ومبدعون فى إختاصاتهم وسيحتلون المراتب المتقدمة فى مجال الخدمة فى الفنادق الحديثة وفي مجال التمريض والعناية بالمعوقين وكبار السن ويخشى البعض من نموهم المتسارع وتكاثر أعدادهم بأكثر من مخلوقات  الله  - س -  وينصح آخرون بأفضلية الأنظمام اليهم منذ الآن لأنهم طاهرون وجاءوا لخدمة البشرية وإعادة تعليمها  بأساليب جديدة وحديثة لسجايا قد فقدها البعض كالحب والوفاء والصدق ,وإنجرفوا الى هوة أخلاقية سحيقة ,تاكلبوا فيها على الأثم والعداوة والبغضاء متذرعين ومتدرعين بأسلحة شوفينية وطائفية وفئوية ضيقة متخلفة لاتناسب سمة العصر الجديد الذي يعيشون بكنفه .

ولكن ما يفرح الناس كما يتوقع المتتبعون لمجريات الواقع والظواهر المتداخلة فيه  ويبشرون من خلال قرآئتهم له بأن العقود الثلاثة القادمة ستتمكن من حل العقد الرئيسية المسببة لمشاكل الأنسان وتنغيص حياته وإستغلاله  ,فسوف يصنع الأنسان الآلي توازن القوى الدولية  والمساواة والعدل والتآخي ويقضي الى الأبد على إستبداد وإستغلال الأنسان لأخيه الأنسان ,وستتغير مفاهيم الناس ومعتقداتهم وفق الواقع الجديد الذي سوف لا يحتاج  فيه الناس الى دفاع القاعدة وطالبان وحماس و أحزاب الشياطين المدعية زيفآ بدفاعها عن العدل الألآهي المفقود وحقوق وواجبات الخلق المهدورة فالناس بعد ما لمسوه من جرائمهم المتوحشة يرفضون هذه المزاعم ألكاذبة  ولا يحتاجون الى فتاويهم عن الحلال والحرام وتشريعاتهم المتناقضة ,فحتى الحروب القادمة سوف لا تحتاج الى البشر المفخخ  لأنهاستدار من خارج ساحة المعركة  وستعالج  بواسطة التكنلوجيا الرقمية عن بعد ,وستحسم الكلاب الآلية مختلف المواقف المعقدة وجميع القضايا المختلف عليها بدقة متناهية وبالحقائق الدامغة  .

يتبع