| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الجمعة 31 /8/ 2007

 

 


ما المقصود بالأعلام الصالح والأعلام الكالح


ناجي نهر

,سيجيب هذا الموضوع على مضمون العنوان أعلاه وسيوضح بشكل مركز جدآ الأسباب التى تجعل من الأعلام المعاصر إعلامآ صالحآ تارة و كالحآ تارة إخرى ,وفيما سبق تناولنا بعض الجوانب الرئيسية فى تعريف الأعلام وتنوعه وتطوره ومبادئ عمله العامة والخاصة وشروط نجاحه وعلاقته بالعلوم الأخرى وعلاقته بعلم الأتصالات والصحافة والأعلان بشكل خاص وبكل التطورات المذهلة على وسائل نقل وإيصال المعلومة وعرضها للمتلقي مقرية ومسموعة ومرئية ,والأعلام كغيره من المحسوسات تطور فى عصرنا هو الآخر ونمت مؤوسساته وشركاته العملاقة المتخصصة التى تضم مؤسسات الصحافة الكبرى ووكالات الأنباء العالمية ومؤوسسات الدعاية والأعلان والفضائيات وإذاعات الأخبار والتلفزيون والأنترنيت ووسائل مدهشة إخرى تشمل تطورات تقنية رقمية صلبة وسائلة وأثيرية تتحكم وتعتمد فى تطورها على فيزياء الضؤ والميكانيك وفيزياء النفس مما تم شرحها سابقآ .
تؤكد الحقائق الملموسة عبر التاريخ الأنساني أن الأعلام فى بداية الحيا ة الأنسانية وخلال مرحلة المشاعية البدائية كان إعلامآ صالحآ ومعبرآ بصدق عن واقع الأنسان وظروفه فى تلك المرحلة الطويلة والبسيطة التي سبقت أكتشافه الزراعة وإمتلاكه الأرض فما أن إبتلي بإكتشافهما حتى إكتشف معهما طعم الملكية الخاصة الحلو وتعاسة الأستغلال البغيض وحب المال والبيوت والقصور وإلأستيلاء على الحكم بخديعة الأقربون من أبناءه وآل بيته وعشيرته ومن يعيش معه وسرقت جهدهم وكدحهم وقوة عملهم ولتبريرالجديد من صفاته الرذيلة لا بد من إكتشافه إعلام طالح يناسب القيام بهذه المهمة البائسة .فالملكية الخاصة إذن هي إم الكبائر ومصدر البؤس الأنساني على وجه الأرض وقد توازى تطور الأعلام مع نموها وتطورها ,ومع ذلك بقى من الأمور المربكة والمعقدة جدآ على الأنسان التمييز والفصل بصورة دقيقة بين الأعلام الصالح والأعلام الطالح وقد تعذر على الباحثين والمفكرين وضع الخطوط الحمر والفواصل بينهما ,ذلك لأن الأعلام قد يكون صالحآ لبعض الناس وكالحآ للبعض الآخر ,وقد واجه الأنسان منذ نضوج عقله هذه الأشكالية وإستطاع التغلب عليها وحلها بحكم عادل ,باللجؤ الى قانون - الأكثرية والأقلية - فالذي يجلب الخير والسعادة للأكثرية فهو صالح وبعكسه فالذي يضر باكثرية الناس فهو طالح ,وفيما بعد فقد أصبح هذا القانون بمثابة وحدة قياس عامة وقانون إجتماعي شامل للأكثرية الساحقة ,إنسحب على جميع الممارسات الأجتماعية والسياسية وكافة الظواهر المتعلقة بتنظيم حياة الناس وتلبية إحتياجاتهم الحياتية وشروط تطورها السليم : كالأنتخابات البرلمانية ونظم بناء الدولة ومؤسساتها الديمقراطية ومؤوسسات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات والمؤوسسات القضائية المستقلة ومنظمات حقوق الأنسان وجميع العلوم الفلسفية و كافة العلوم التكنلوجية وكل ما له من فوائد على تطورحياة الأكثرية فى جوانبها المختلفة .
وإستنادآ على فلسفة قانون الأكثرية والأقلية طيب المذاق الذي مر ذكره يمكننا إعتبار المسميات والعناوين التالية تعريفآ واضحآ للأعلام الصالح : -
فإلأعلام الصالح غدى كل عندليب يصدح بسعادة الأنسان وكل علم يسعى الى تطور حياته ويلبي حاجاته ,وكل مناضل باسل يذود تحت ضغط قناعاته المختارة عن المثل الأنسانية فى التضامن ووحدة الكفاح من أجل الحقوق الخاصة والعامة للناس بلا تمييز ومن أجل العدل والمحبة والسلام بين الشعوب ,مستلهمآ بأستمرار ضرورات الحداثة والتغيير ونبذ الجمود وتقديس الثقافات الماضية التي باتت معرقلة لحركة الحياة اللولبية ذات السهم المنفلت الدائم الأنطلاق نحو الأمام ,إنه كل ودود شفاف يسعى الى جمع الشمل والتواشج والوفاق ,وكل مغرد بأسم الوطن ووفيآ له ووفيآ لقدرة الأنسان المكافح الذي يجبر الخواطر ويبلسم الجراح ويشفي الغليل فى ترانيمه بالشوق الى مزيد من العطاء والأنتاج الذي لا تخمد جذوته ولا يتوقف تقدمه ,إنه الأعلام الصالح كشمس الضحى واضحآ وكنقد الناقد المقتدر هادفآ وكالشاعر الموهوب بالروائع قاذفآ وكالفنان بجمال الحياة متناغمآ وكالمثقف لذيذآ ومفيدآ ومبدعآ وكالمفكر والباحث العبقري مكتشفآ وكالسياسي الأمين صادقآ ومضحيآ ,إنه المرأة الملاك التي زرعت على جبينها بذور الحرية والمساواة ومن اللآئي لا تستطيع شعوذات الشياطين إستدراجها وإرهابها وإلهائها وعرقلتها عن قيادة الأجيال نحو مكانة الأنسان وسمو الأوطان .
لقد أصبح وجه الأعلام الصالح فى عصرنا معبرآ عن حضارة الأمم والشعوب وعنوان هويتها التقدمية ومقياس ثقافتها الأنسانية ومهندس صناعتها وتقنياتها المكتشفة بعقول علمانية جدلية متألقة مصنعة للخير بأيدي عمال وفلاحين وحرفيين مهرة وكادحين زرعوا فى نسيج أدمغتهم المتمردة المستباحة مفاتيح فك سلاسل القيود لكل الناس المظلومة المتطلعة الى شحذ الهمم والعمل الصالح الموحد المقتدرعلى إزالة الضيم المتراكم داخل الضلوع المهشمة والعقول المتوثبة نحو صنع غد أفضل ، وقد شاهد الناس بأم أعينهم أن الأعلامي الشريف كان فى مقدمة الفصائل الزاحفة نحو إمتلاك إرادتها .
أما الأعلام الطالح والكالح فهو طالح وكالح من إسمه وفعله وسيبقى حتى فى تعريفه طالحآ وكالحآ ومتعبآ ,ولعمري فأنا أعجب لبقاء هذه المزعجات تؤرق حياة الناس وتنغص عليهم سعادة عيشهم ولماذا تبقى نسبتها على الواقع الملموس أعلى من نسبة الصالح والمفيد والجميل الذي ينعش القلب والعين والروح ؟؟!! فتعالوا معي لنرى بعض أشكال الأعلام القبيحة ونحصي بعض زمرها العنيفة ,فلا يوجد على ظهر كوكبنا من هو أجرم وأعنف من ممارسات أسياد العولمة الأحتكارية المعاصرة التي تحاول بما تملكه من ترسانة أسلحة مبيدة إيقاف مسيرة الشعوب السلمية نحو الوصول الى أهدافها ونيل حقوقها المشروعة مسخرة لتبريرإجرامها إعلام بائس منحط وصحافة رخيصة مبتذلة قادرة على تشويه الحقائق وتزيفها وإًصدارالفتاوى فى تبرير وتحليل إفتعال الحروب المهلكة التي تنشر البؤس والدمار وخراب الأوطان وهدم الديار وإبادة الحرث والنسل والمآسي المروعة والتوحش المرعب وألفناء الشامل ونهب الثروات وتكبيل الحريات وطغيان الفوضى والقرصنة والتلوث الأخلاقي والجريمة المنفلتة .
إن الأعلام الكالح يستند على ثقافة ميكافيلية عنصرية بغيضة ومنهجية دنيئة شعارها الأوحد فرق تسد لتفريق الصفوف فى الشعب الواحد والبلد الواحد والمكان الواحد وفى كل مساحة وزاوية من الأرض .
إن الأعلام الطالح مدافع أمين عن ملكيات الأنتاج الخاصة وإستغلالها البشع وقهرها وإستبدادها ونزعتها الشرهة للتحكم بالآخرين وإذلالهم وتهميشهم وهو إعلام منحازلهذه الفئة الباغية المتسلطة ولا أخلاقي ومعدوم الرحمة والضمير والأنسانية .
إن الأعلام الكالح إعلام فاسد كالناس الذين يسخرونه للتعبيرعن نزاعتهم الفاسدة , فشبيه الشئ منجذب إليه فهذا الأعلام الكالح هو إعلام مأجور يهتدي بهدى وأفكارمن وظفوه لخدمة مصالحهم ويلهج بالعرفان والثناء لمن مكنوه من العمل والشهرة وليس أمامه غير تبرير سيطرتهم ونفوذهم وتحكمهم برقاب الناس وأموالهم ومهمته حجب رؤية سيول الدماء المتدفقة من جرائمهم ومخططاتهم الشيطانية عن أبصارهم وجعل آذانهم وقرة لا تسمع غيرالجانب الذي يفرحهم ويدفعهم الى عبادة من أعطاهم من رحمته مقاسات مختلفة المكاييل تناسب شهواتهم وأطماعهم . وأعطى لأعلامهم القدرة المزدوجة على التخريب والبناء فى آن واحد ,كمن يقتل البرئ ويمشي فى جنازته ويزرع الفقر والجهل والموت فى كل مكان ثم يرفع فوق توابيت الموتى شعارات التقدم والتطور والتحرير .
الأعلام الكالح لا يحلو له غير ثقافة أسياده الكرماء الذين يغدقون عليه ويغرقون أبطاله بالمال والجاه والأنس والطرب كيفما يشاؤون بشرط أن يكونوا مهادنين ومتسترين على سفالاتهم بمهارة وأن يكونوا من الذين تخلو أنفسهم من الحياء ومن المكثرين من النفاق والخداع والأكاذيب التى ما أنزلوا بها من سلطان .
كما يعتبر الأعلام الكالح من أفضل معلمي الشعوذة والعمالة والخيانة والأنتهازية وقراء التعاويذ والوعظ والصعلكة فهو كالغراب الأغبر والضبع الأجرب ينشربين الناس الفزع والريبة والنميمة وعدم الثقة والأحباط والأتكالية والتطفل والترهيب والترغيب والأخبارالمشؤومة القابضة للنفوس والمكدرة للخواطر .
إن الأعلام الطالح ظاهرة رأسمالية بائسة متعجرفة متهطرقة معممة بعمائم فاسدة وعقل غير شريف وقبعات شقية معلمة بالجريمة التى تدفع بملايين الفقراء الى الكوارث وضياع الأمل والتسكع فى الطرقات وذرع الشوارع زحفآ على الأقدام من أجل لقمة عيش للبطون الخاوية ,فمثل هذا الأعلام الخبيث سيكون,إسمه ثقيل وعقله ذليل وفعله عليل وخطابه غير جليل وعلى كثرة صفاته الحقيرة وتنوعها ألف دليل ودليل .
ومع هذا وذاك فسأقسم لهذا الأعلام الكالح بأغصان الزيتون ودماء الأطفال المذبوحة وحقوق النساء المهدورة وأشلاء الشهداء المضرجة بأنه سيقف صاغرآ فى قفص الأتهام ليحاكم أمام ممثلي الشعوب المنتصرة عما إقترف من جرائم ودمارللأوطان والديار وسوف يرى زوال صولجان أسياده ومموليه وكيف رموا فى مزابل التاريخ وإحذره من أن يكون عاتيآ لهذا الحد وأن لا يكون لجوجآ مترعبلآ مستعجلآ مصيره الأسود , فثمة أسرار كثيرة ستلاحقه لا مجال لذكرها الآن .
وبالتأكيد فأن الأعلام الصالح سيسود عاجلآ وسيجنب ضلوع المستضعفين رفسات الأعلام الكالح الجبانة ويجنب الأنساية وجع الرأس والشرور المتنوعة . ,وفى ختام هذه الحلقة ثمة أخبار بثتها وسائل الأعلام المختلفة جديرة بالأطلاع : -
1 - لو أن مشلولآ لم يصبح بطلآ فى العدوي فهو المسؤول !!
2 - لو أن كلبآ معضوضآ من صاحبه فهو المسؤول !!
3 - لو أن شيخ الأزهر سيعلن إنتماءه للحزب الشيوعي المصري عاجلآ فهو المسؤول !!

- يتبع -