| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

الخميس 29/4/ 2010



مناضلة رحلت بغير وداع

د. ناجي نهر

انها كبرى شقيقاتي ، تأثرت بجوهر الأفكار الأنسانية فأضحت من جنودها الأوفياء الذين لم ولن يترددوا لحظة عن وهب حياتهم من اجل ان يحيا الناس أحراراً سعداء . ولقد كثرت مآثرها النضالية وتضحياتها وتكلل اكثرها بالنجاح ، فمن مآثرها المنقوشة فى الذاكرة انها انقذت حياتي فى واحدة من تلك المآثر الخالدة حينما احست بأن الخطر يداهمني من كل جانب ومكان .. ولم تفعل ذلك لكوني اخاها بل كان ذلك ضرورياً بعد ان وأدت الرجعية العالمية والبعثيون الأشرار ثورة 14 /تموز/58 الواعدة فى انقلابهم الأسود عام 963/م ، ثم تمكنوا بعدها من القضاء على حركة حسن سريع الباسلة والتي صدر بعد فشلها حكم الأعدام غيابياً عليّ رمياً بالرصاص واينما وجدت بسبب اسناد الثوار قيادة الدروع لي عند نجاح حركتهم. وذات صباح يوم من أيام آب اللاهبة من تلك السنة المشؤمة وجدتها شامخة امامي كالقائد المحنك وهي تحمل طفلها بين يديها بينما كان يقود الآخر زوجها وأمرتني بالتهيؤ السريع للحركة فقد اعدت العدة لأصطحابي فى رحلة انقاذ محفوفة المخاطر من اجل الوصول الى مكان أكثر أمناً ، وقد كانت بحق خلال تلك السفرة المفزعة لبوة متوثبة للأنقضاض على كل من يريد بي شراً فاستطاعت بتكتيكاتها الذكية انقاذ حياتي من عدة محاولات قاتلة حتى وصلنا ريف الكحلاء الجميل واستقبلنا الشجعان من الرجال والنساء بأهازيج السلامة والأنتصار وزغاريد الفرح فتنفست هي الصعداء وما هي الا لحظات حتى انتصبت بين الجموع مزهوة بنجاح مهمتها وهي تحمل بيدها سلاحاً خفيفاً وأرتجزت قصيدة نثرية حماسية اختتمتها بهوسة شعبية [ اشحد اليكرب للغالي ].

وبهذه المناسبة الأليمة سأقول لفقيدتي العزيزة قري عيناً يا حبيبتي فالمرض الذي تمكن من ايقاف نبض قلبك الأنساني العظيم لم يك بأمكانه ايقاف هذا القلب لولا تعدد النوائب والفواجع الموجعة التي هدته ضلعاً بعد آخر واضعفته طوداً بعد طود فبؤساً لهذا المرض اللعين ،واسمحي لي ان اذكرك بأنني كنت كما تعلمين الخاسر الأول بفقدك ولم يبق لي من عزاء سوى تحيتك وتهنئتك على سجاياك وخصالك النادرة التي ستبقى منهجاً ومشعلاً ونبراساً للمناضلين فى درب الأنسانية الشاهق كالرمح نحو التغيير الأفضل والذي لا يمكن لأي كان من ايقاف مسيرته مهما حاول الجهلاء ذلك ، فمبادئك وتضحياتك محفوظة فى ذاكرة كل الأخيار الذين سيتكاثرون مع تكاثر المحن ومع سمو الوعي واعاهدك ثانية بانني سوف لن استسلم لقهر الزمن وقساوته ما حييت.
 


 

free web counter