كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأحد 26/10/ 2008

مناجاة طفلة لأبيها القتيل  (1) ناجي نهر الطفلة هي ( ريتاج ) ابنة اخي محمد نهر العالم المجرب فى هندسة بناء وصيانة مصافي النفط والحائز فى هذا الأختصاص على أعلى الشهادات العالمية فقد تفرغ منذ شبابه وانكب بكل حرص ومسؤلية على دراسة وتطوير اختصاصه لما فيه منفعة العالم وتقدمه . لقد ابتعد هذا المناضل كلية عن كل ما يشغله عن عمله واختصاصه وعن مختلف الصراعات الأثنية والعقائدية وعن المحاصصات السياسية والمغانم الأنانية والمصالح الخاصة مهما كان لونها وثوبها وسخر ما يملك من طاقات خلاقة لخدمة مهنته المنتجة للخيرات . وبرغم ما عرف عنه من سجايا طيبة واخلاق فاضلة وصفات فريدة لم ينجو من رصاصات جبانة غادرة تمكنت من تمزيق قلبه الكبير واوقفته عن العطاء وحرمت الناس من عطاءه الثر وتجاربه المكتنزة بالعلم . إن المجرم الذي قتل وسيقتل العلماء بأساليب وأشكال عبثية مجنونة انما يبرهن بعمله الأخرق هذا على اصراره فى تحدى قيم العدالة والأنسانية المنصوص عليهما فى قوانين السماء والأرض , لكن الأنكى والأمر من كل شئ ان هذا المجرم يظل طليقآ يسرح ويمرح على مرأى ومسمع من أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية القاصرة عن ملاحقة الجناة وكشفهم ومقاضاتهم حتى هذه الساعة ,ولكن سوف لن يضيع حق ورآءه مطالب . لقد اختار محمد لأبنته اسم ( ريتاج ) وهو اسم لأحد ابواب الكعبة حيث كان متعلقآ بهذه البنت كتعلق المتعبدون بألأماكن المقدسة فهي آخرالعنقود و نكهتها متميزة بلذتها وجمالها . لقد كانت ريتاج تبادل ابيها هذا الحب وتزاداد به تعلقآ كلما نمى وكبر وعيها . كان محمد يحمل ريتاج على كتفه حينما فتح باب منزله للقاتل حيث تدفق دمه المسفوح على جنباتها فتطهر حبها لأبيها تطهيرآ لا تشوبه شائبة جعلها تصمد امام الكارثة ولم تكترث لهول الفاجعة برغم سنها الذي لم يتجاوز الرابعة بعد , فقد كانت تبدو أكبر من عمرها وعيآ ونباهة وكانت تصغي لوصية والدها المذبوح وهو يحتضر , فقد اوصاها بالنضال الدؤوب ضد الجريمة المنظمة والأرهاب المتوحش وعدم الخوف اوالتردد عن كشف القتلة ومن يقف وراءهم . لقد ترددت عن كتابة هذه المناجاة كثيرآ خشية من مؤثراتها السلبية فى وعي ريتاج الصغيرة والمدللة , لكن اجوبة كوكبة من علماء النفس الذين استشرتهم شجعتني على المضي فى وصف هذه المناجاة على اعتبار ان ريتاج عاشت حالة مصرع ابيها بتفاصيلها ثم ان وصف تلك الحالة لم يكن مصطنعآ من احد وانما هو وصف لواقع حدث فعلآ وتأثرت به ريتاج سلبآ مما يستدعي تغيير ذلك التأثير السلبي عليها الى الأيجابي من خلال استخدام مفردات تحثها وتشجعها على البسالة والنضال وتدفعها الى الثبات والصمود بوجه العاصفة ومواصلة الكفاح لكشف الجناة وتشجيع اخوانها وذويها وأعمامها واخوالها الأكبر سنآ منها على السعي الجاد بهذا الأتجاه . ان اختيار ريتاج لمهمة المناجاة سيكون مفتاح الحل الفعال لعقد الجريمة المتنوعة الخيوط , فريتاج فى واقعها المعاش تأبى ان تنام ليلآ الا على سطح المنزل لتتمكن من رؤية النجوم ومراقبة السماء ووصف الشهب المحترقة وكأنها رصاصات كاتم الصوت التي اخترقت قلب ابيها فتراها تصرخ بوجه السماء محاولة تمزيقه وتدميره لو اهتدت الى ذلك قدرة وسبيلآ . ان ريتاج وامثالها من الأطفال المفجوعات بذويها بأمس الحاجة الى الرحمة وشد الأزر من اي كان ممن يمتلكون بصيصآ من المثل الأنسانية افرادآ او حكومة او قوانين عادلة . من كل ما سبق وبالذات من وصية ابي ريتاج وخلف اسرارها المذهلة بدأت تظهر صور ومضامين هذه المناجاة بأجلى صورها البسيطة والحزينة . . : - بابا محمد يا محمد                              ريض خل اعاتبنك بويه علمتني ما أنام الا اعل صدرك          وما أغفى الا اعل دكات كلبك تاليها يا بويه اسبحت من فيض نحرك       جا وين العدالة ؟؟؟ جنت تحملني اعل جتفك                   من فتحت الباب للغدار جانت جفوفك عاليات                      صاحن يا ريتاج اشصار ابوج  ميبالي بحياته                       بس يريدج سالمة بنيتي يا ريتاج  أعلم بما يحزنك ويشقيك           واعلم عمق جروحي التي ليلآ تناجيك فآهاتي تفور واخشى منها ان تؤذيك                فديتك يا وردتي العبقة وسأبقى افديك وافديك أبتي سأبقى اناجي السماء كما أوصيتني          وطبعي لا يلين جزعآ وخوفآ كما عهدتي وسأمزق السماء والأرض                         وما فيهما لو أردتني وكشف النقاب عن الجناة                          سيكون أقصى مطامحي                             فنم قرير العين يا منيتي أبي كالحسين كان أبيآ                         وكالمناضل صلب العود نديآ وكاحنان الأم رقيقآ ووفيآ                     فدم الشهداء سيبني وطنآ زهيآ  بقيت بعد أبي وحيدة قلقة من المصير                 فساعة حياتي قد انكسر بندولها وتكاثر شؤمها وتسابقت علي احزانها                 فقد تمزق جسد ابي امام ناظري                            ولكنني سأتعلم من بسالته القوة والصمود لن استسلم  لن أستسلم  ولن استسلم                 ولن استسلم وسأقابل الغدر بالثورة وسوف لا أقر مطلقآ بمفردة الفرار                    وعزمي سيقاتل ملايين الأشرار فهيهات هيهات لا أنا ولا امي واخوتي                نركع او نتراجع او نولي الأدبار فى دواخلنا نار                                          فى دواخلنا نار علمني وقتي الراح شم ريحة الجاي                   سد ابني كبل الفيض وتنطر الماي بويه تحت الضلع والله وجعتك                        او للموت ما تخلص حسرتك محمد  يا بويه محد حضر ونتك                      (حزنانه الدنيا وعج بيها) (هوسة) بويه يامردن ابجف السبع             والسبع منك هاب لاجن عدوك نذل عاجلك               برصاصته لمن فتحت الباب         هوسوا مجتمعآ فارسات وفرسان شيوخآ واطفال                                  يا الآفة                    (اشلون الكاع اتضمك يا الآفة)   يتبع - -