| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

السبت 25/8/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


هل من تحسن قريب فى واقع العراق يرتجى ؟


ناجي نهر

بمقتضى قوانين الطبيعة وحركة تطور المجتمعات فالتحسن حتمي ولا بد منه ,أما القياس وفق قوانين العولمة الأحتكارية وثقافتها الأستغلالية الأستبدادية الأجرامية المستهترة ووجهها القبيح وممارساتها اللاإنسانية ضد الدول والشعوب التي تخلفت عن ركب الحضارة وتحول قادتها بمحض إرادتهم !! الى عبيد وجندرمة لحراسة مصالح مستغلي شعوبهم ، فهذا التحسن لا يبدو قريبآ وممكنآ فى الزمن المنظور بسبب إنفراد القطب الأمريكي الأوحد بتقرير مصيرالعالم وتمكنه من تغيير الحقائق ودفع السلوك الأنساني نحوالتوحش والجريمة المنظمة من ناحية ,ومن ناحية أخرى فأن الظروف الذاتية والموضوعية المطلوبة للتغيير الأفضل فى العراق عير مؤآتية وغير مستكملة الشروط بعد .
فهل يتحمل الشعب العراقي وقواه السياسية وزر واقعه المأسآوي هذا ؟
نعم بهذا القدر أو ذاك : - فالشعب لم يغير ما بنفسه من أمراض وثقافة جاهلية متخلفة بعد ولم يمتلك قراره بإرادته الحرة وبما يتناسب مع حضارة العصر ,أما قواه السياسية فهي الأخرى قد إبتعدت فى أكثريتها عن قرآءة واقع الحياة ومتغيراته كما ينبغي وإرتضت لنفسها غالبية قواها المنتفعة بشقيها الأنتهازي الديني والقومي خدمة المحتل والقبول المذل بشروطه المهينة .
ففى الأنتفاضة الشعبية الكبرى فى شعبان عام 1991 كاد النظام الدكتاتوري العفلقي أن يسقط لكن بوش الأب أعاد له الحياة بسبب عدم تمكن وكالة المخابرات المركزية آنذاك من تهيئة البديل المضمون عنه ,ولكن حينما تمكنت تلك المخابرات من توفيرالبديل بعد أحد عشر عام من العمل والتحري والتجارب والسيناريوهات والدراسات الكثيرة المتنوعة ,سارعت بالأيعازالى سادة البنتاغون أن يتفقوا بشكل نهائي مع غالبية قوى المعارضة للنظام المقبورأنذاك ووقعت معها فى مؤتمر لندن سئ الصيت الذي إنعقد مطلع عام 2003/م صك الأحتلال الجائرلبلدها وكان من أهم بنوده الموافقة على إسقاط النظام الصدامي بأحتلال العراق عسكريآ وتسليم الحكم الى رموز تلك المعارضة الموقعة على ذلك الأتفاق ,تسليمها الحكم بشكل جماعي بدلآ من تسليمه الى فرد تخشى منه أن يهز ذيله بوجهها كما فعل صدام , وللحقيقة والتاريخ يمكن الجزم بأن غالبية القوى السياسية المعارضة التي نراها اليوم تتصارع بعنف على المغانم كانت مشتركة فى مؤتمر لندن وموافقة على أحتلال العراق عسكريآ ما سوى الحزب الشيوعي العراقي الذي حذر بقوة من مغبة وتداعيات هذا الأحتلال ونتائجه الوخيمة المدمرة التى توقع أنها ستنزف الدم العراقي من جميع مساماتها ,وقد أصاب بتلك التحليلات كبد الحقيقة المستندة على تجارب نضاله السابقة مع العم سام ,ولكن ما نسمعه ونراه اليوم من ضجيج مفتعل وعويل كاذب من بعض الذين تسلطوا على العراق الجريح المسجى بينهم نازفآ ، ما هو إلا محاولة مفضوحة لتبرير الممارسات القرصنية والأجرامية المتوحشة التي إرتكبوها هم ومليشياتهم المسلحة . وكما يبدو للمتتبع من مجريات الأحداث الدامية المرئية والمقرؤة على منضدة الرمل العراقية التي تشير بوضوح الى إن تغير حال العراق المأساوي بات مرهونآ بالعمل الجاد والهادف من أجل إحداث تغيير سريع فى وعي الأكثرية وتمكينها من إستلام إرادتها وحريتها لقطع الطريق على الأنتهازية المتاجرة بالدين بالأستفادة من تجارب الشعوب الأخرى من غيرها والتى عانت مثلنا و لم يستقر أمرها إلا بفصل الدين عن الدولة وإستلام الشعب زمام قضيته بيده مباشرة وهذا ما سيرفع من شأن الدين وقدسيته عاليآ ,وهو ما يجب أن يسعى له كل مواطن غيور على أمن بلده ومستقبله الحرالسعيد ,وهو ما سعى له بمسؤولية عالية الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه وسيستمر على هذا العمل الصالح حتى تتوج رسالته بالنصر ,واليو م فأن الحزب الشيوعي يبرهن مجددآ على التمسك بقدسية رسالته الأنسانية من خلال طرحه لبرنامجه السياسي وشعاراته المرحلية الصائبة المنبثقة منه ومواصلة العمل المثابر لتحقيق أهداف الشعب وتخليصه من محنته المرعبة مما ينبغي على كل المخلصين لهذا الشعب المظلوم الأهتمام الجدي بهذه الرسالة الأنسانية والشعارات الصائبة الملبية لحاجات الأنسان المعاصر والممكنة التطبيق بسهولة ويسر , وأصبح معترفآ به من العدو قبل الصديق بأن مسؤولية تطبيق هذه الرسالة وإنضاجها كي تثمر الخير والسلام للشعب والأنسانية هي التي حتمت على الحزب الشيوعي العراقي القبول بالمشاركة فى العملية السياسية وتحمل تبعاتها وأتعابها المعقدة .
ولكن المأساة تكمن ,بأن هذا النمط من العمل الهادف والمسؤول للحزب الشيوعي وبقية القوى الخيرة الأخرى سوف لا يحضى بقبول إستراتيجيي واشنطن واللوبي الصهيوني العالمي الذين يمتهنون بخسة ,سياسة فرق تسد ومنهجية المحاصصات الطائفية والشوفينيات القومية ويشجعون على بقائها فى السر والعلن لأنها سر سيادتهم وتحقيق أهدافهم ونهبهم بلا مقاومة ورقابة وبسهولة وبلا منغصات من القوى الشعبية والسياسية المخلصة,ولذا ينبغى أن لا يتوهم البعض أن ديمقراطية ما من التى يطمح لها شعبنا مهما كانت درجة عمقها وشكلها ستتحقق على أيدي المحتلين ,كما ان هذا النمط من العمل المخلص سوف يلاقي مقاومة عنيفة من قادة المحاصصات ومزوري الأنتخابات وأصحاب الحكم والنفوذ الأنتهازي وسراق قوت الشعب الذين يفتعلون الأزمات المختلفة بأسم الحقوق والواجبات من أجل إجهاض المشاريع الهادفة أو تدميرها ,ولأن العجيب فى أمر هؤلاء السادة وأسيادهم أنهم ينسون بسرعة قياسية ما آل إليه أمثالهم من الحكام الذين تجبروا وإستهانوا بغيرهم وتركوا رأي الشعب خلف ظهورهم متناسين أن التناقضات والأزمات حينما تستفحل ويشتد أوارها وضغطها على الشعوب فسوف تلد المتغيرات بأنواعها والظاهرات لأجتماعية المختلفة والأصطفافات النوعية الجديدة للقوى وستلد مناضلين وستلد أفكار وخطط وأهداف جديدة وآليات تنظيمية وتطبيقية مبدعة قادرة على التغيير .
ومن هنا فقد حان للواهمين أن يدركوا أن لا عملية سياسية حقيقية فى ظل الأحتلال وهيمنته ووجوده ,وأن يدركوا أيضآ أن تجار الحروب الأمريكان إنما نقلوا معركتهم مع الأرهابيين التكفيريين الى بلادنا خوفآ من إنقلاب الرأي العام الديمقراطي الحقيقي المتأصل الجذور فى نفوس ووجدان شعوبهم المؤمنة بالديمقراطية ,تلك الشعوب التي برغم بعدها عن اوار المعارك ومحنها وخسائرها المدمرة لكنها تستهجن الحروب وتقاومها ببسالة وبلا هوادة ,كما وحان للواهمين أن يتعلموا سمة عصرهم الديمقراطي وإحترامه للأنسان بأعتبارة القيمة الأسمى والقدرة الأعلى فى خلق الحياة وعلى أنصار الأنسان ومثله الأخلاقية والجمالية أن يسعوا جاهدين ومجتمعين لتوفير المناخ الملائم لتحريك هذه القدرة فى مجالها الأبداعي الخلاق فالتغيير لا يأتي بقدرة خاصة بل بتوفر عوامل وشروط ذاتية وموضوعية متبادلة التأثير ببعضها ,كما وحان للواهمين أن يتعلموا أن من سمات عصرنا نبذ الفردية فى إتخاذ قرار يهم المجموع العام والتمسك المسؤول فى القيادة الجماعية عن طريق ممارسة إسلوب المكاتب ( مكتب رئيس الدولة ومكتب رئيس الوزراء ومكتب الوزير ومكتب الحزب ومكتب المؤسسة ومكاتب القوى السياسية المتحالفة فى تجمع سياسي مرحلي يتناوب على قيادته بين فترة وإخرى قادة القوى المتحالفة فى تلك القائمة , كما وحان للجميع أن يتعلموا أن حل الصراعات المختلفة بين الناس مهما كانت دوافعها ونوازعها وأهدافها الخاصة والعامة ومهما كانت ثقافة المتصارعين وأفكارهم فأن ثقافة العصر تحرم على الجميع حلها بالقوة والعنف حتى وإن إدعى البعض بأن الله قد أمر بها وحاشاه أن يأمر بذلك .
إن الأفكار والمشاريع التى تدون على الورق كثيرة ومتشعبة وهي مهما كان حجمها ووزنها المادي والمعنوي لا تساوي شيئآ وتبقى صفرآ على اليسار إذا لم تجد الأذان الصاغية والعقول الذكية المتحركة ألمبدعة المطبقة والسواعد الكريمة المجاهدة بسخاء ومسؤولية .
وأخيرآ فسوف لا يساورني أدنى شك من أن مناضلي العراق بما يمتلكونه من إرث نضالي وتجارب قاسية سيتجهون نحو عمق الحقائق وسبرغور المسيرة السياسية والأجتماعية وتقييم حركة الواقع العراقي بمسؤولية ونشاط منذ سقوط الدكتاتورية فى 9 / 4/ 03 وحتى اليوم وسوف لا يتخلفون عن سبر غورالمخططات الجهنمية الأنكلوأمركية الصهيونية واللوبي المالي الأحتكاري العالمي وإستراتيجياتهم وسيناريوهاتهم القرصنية المتغيرة والمربكة والأستهانة بقدراتهم الشيطانية التي إستطاعت الأطاحة بالمعسكر الأشتراكي الجبار ,كما وأنني سأبقى على يقين بأن كل الجموع المناضلة ستتوحد و ستتصدى ببسالة نادرة لهذه المخططات بجدارة وذكاء ولا تكشف ظهرها للعدو أكثر مما يجب فلا زالت الأساليب المبتذلة والدنيئة له في تصفية أجساد المناضلين الطاهرة والعقول المجربة تمارس على قدم وساق ولا زالت التوقعات بحرب أهلية أكثر دمارآ قائمة الحدوث وبالأمكان إشعالها فى أية لحظة ,كما لا زالت تمتهن وتسفه المعاني الحقيقية لمفردات الحقائق فى الحقوق والواجبات والعدالة والمساواة والديمقراطية والسلم والحرية وتنتقص من مكانة المرأة وقدراتها العظيمة وتنتقص من مسميات المناضلين نساءآ ورجالآ وتسرق منهم تضحياتهم ومآثرهم ,فليس من الأنصاف بشئ إطلاق تسمية العلمانية والتقدمية وصفاتهما السامية على القتلة واللصوص وفجاج الجريمة المنظمة مهما تجبروا ومهما كبرت وإختلفت عناوين وظائفهم .