| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                             الأربعاء 24/4/ 2013

                                                 

ابا سعد ايها العزيز وداعا 

د. ناجي نهر

دعوني اسأل الناعي اولا : احقا مات المناضل الباسل حامد ايوب ابو سعد فى احد مستشفيات هولندا ومن الذي استطاع ايقاف هذا القلب الكبير؟

فلقد توقفت ساعة امام صورته الجميلة المنشورة على موقع الحزب الشيوعي، حيث فاجأني نعي الحزب له ، وحقا قد صدمت عندما فتحت موقع الحزب ، ووقفت مذهولا جامدا امام صورته الجميلة ، فغبت عن الوجود لحظة متابعا شريط الحياة الذي مر امامي بسرعة فائقة بكل احداثه المأساوية الهائلة ، وقبل ان استفيق من هول الصدمة هزني بقوة ولدي الذي كان يجلس بجانبي قائلا صبرا يا ابتي انه طريقكم ، وقد وصفته لنا فى كل احاديثك وكتاباتك.

قلت له صحيح يا بني ، لكن هذا الرفيق كان مميزا بحق ، فقد عشت معه دهرا من الزمن السعيد والمضني ، وقد عملنا سوية ، وضمتنا المعتقلات والسجون سوية وقضينا سنينا عجاف فى سجن نقرة السلمان كان فيها طودا شامخا ، وكان يقضي طوال يومه بالدراسة وبالعمل المتواصل فى خدمة الكادحين ، وكان شامخاً امام الاعداء ومواصلا نضاله فى الليل بالنهار ، فلم يتأفف او يتهرب من العمل مهما ثقل عليه  او ازدادت خطورته وتداعياته ،وكأنه لم يعمل ، وكان عمله يتحلى بالتضحية النادرة والشجاعة والوفاء الخالص للشعب وطاعة الحزب ومشاركة مناضليه واصدقاءه , فكيف لي ان انساه وهو الذي ابى برغم مرضه الا ان يستقبلني فى محطة القطار فى لاهاي هولندا ، عندما ذهبت له قبل سنتين للاطمئنان على صحته. 

ولذا يا بني ولعظمة صفات الراحل وطيب سجاياه ، فانا لن اعتقد ان بضع كلمات ستكون كافية او قادرة على نعيه ومواساة رفيقة دربه واولاده الاذكياء ، فهذه الكلمات الحزينة لن تكفي لاطفاء جمرة الفراق الابدي ولن تعوض خسارة فقده ، او التخفيف من هول صدمة رفاقه الذين عرفوه وعملوا معه ولكن ليس باليد من حيلة ، فليس من الموت مهربا او مفر.

 كما لن يسعني فى النهاية الا الاعتراف بالحقيقة المرة على مضض وانعي فقيدنا العزيز مع الناعين. 

وبكل اجلال وخشوع اتوجه لزوجته الاخت العزيزة ام سعد وابنائه الاعزاء سعد واحمد ومهند وكل رفاقه واصدقائه ومحبيه بتعازيّ القلبية الصادقة ، متمنيا لهم القوة والصلابة في مواجهة هذه الخسارة الكبيرة .

واعاهدهم بان الراحل ، الرفيق حامد ايوب سيبقى خالداً في قلبي وضميري ما حييت .






 

 

 

free web counter