| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                             الأربعاء 24/10/ 2012

                                                 

غني الظاهر وداعا

د. ناجي نهر

  ترعرع المناضل الباسل غني الظاهر في بيت صغير متواضع بشكله وحجمه يتوسط مدينة الهندية (طويريج) حتى تكاد البيوت المجاورة تغطي معالمه البسيطة وتحجبه عن الرؤيا فلا يرى ، لولا مكانة ساكنيه الاجتماعية والنضالية والعلمية المتميزة بالسمو، كجزء من تاريخ العراق السياسي ، وواحد من مضرب الامثال فى مقارعة الظالمين والدفاع عن المظلومين وتحقيق امانيهم المشروعة. 

فقد كان ساكني بيتكم صغارا وكبارا نساءا ورجالا مناضلون بامتياز وتواضع، وكأن بذرة النضال وجينته نبعت من وسط هذا البيت الجليل ، وجعلت من ساكنيه مناضلين اشداء ، فانخرط بكر العائلة الفقيد غني الظاهر بجحافل النضال مدافعا عن ثورة 14/ تموز/ 58 الخالدة وهو لم يزل يافعا ، قد سبق وعيه سنين عمره التي لم تتجاوز العشرين  ، فاضحى قدوة نضالية واعية اقتدى به آل بيته وجل جماهير مدينته الكادحة.   

غير انه وفي ذروة الهجمة الرجعية التي اعقبت مكاسب ثورة تموز فى شهورها الاولى ،اضحى المناضل غني الظاهر كغيره من المناضلين هدفا مشخصا لاعداء الثورة الذين كانوا يخططون للاجهاز على ثورة 14/ تموز ووأدها وهي لم تزل ندية العود.

التقيته وافواج من المناضلين فى سجن العمارة المركزي منتصف عام 1959 محكوما هو ومن معه بالمؤبد والاعدام ،عما كانت تسميه الرجعية حينذاك بقضية (الهندية) ، او قضية المحمودية والموصل والبصرة وكركوك وغيرها ، حيث كان مخطط الرجعية مفبركا ومصنعا بعناية تامة، فكان مخططهم لم يكتف بايقاف مناضل بمفرده عن النضال دفاعا عن اهداف ثورة تموز الانسانية، بل كان يستهدف المدن بجماهيرها وبمناضليها ، من اجل سلب شحنتها الثورية فى الدفاع عن مصالحها ، ثم اسقاط الثورة وتدمير اهدافها، وقد تم للرجعية ما تريد لاسباب معروفة. .      

غني الظاهر: ايها المناضل الصادق، لقد فاجئني نعيك على موقع الحزب الشيوعي، وسحب من عيني ما تبقى فيها من دموع ، وحملني من الوجع والاسى ما لا طاقة لي عليه وانا فى عمر متدني.. فقد كنت انت والمناضل الجسور ضاري علي الدليمي من اقرب الناس الى قلبي وسأحتفظ بقيمكما النبيلة بذاكرتي ما حييت.. فوداعا ايها الاحبة..

 

free web counter