| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الخميس 21/6/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


- الهالات - الدينية والدنيوية
نحن صنعناها ولم نزل !!!


ناجي نهر

ولهذا فالعراقيون الذين قبلوا بحكم الملالي قد أعادونا الى نقطة صفر الحضارة الأنسانية ,عصر صناعة الآلهة وأكلها مع الزلاطة أو بدونهأ !!!!!!! .
إن المرجعية فى الدولة الديمقراطية هي الدستور والقانون والمؤوسسات المدنية والجماهيرية والشارع وليس الأشخاص والطوائف والأحزاب والعروق والأجناس ,ولكن حينما يغيب الأصل وتعم الفوضى تظهر المرجعيات الفردية والفئوية والعشائرية والقومية والدينية واللصوصية وغيرها.
- ولذا بات على الشعوب المظلومة أن تتعلم بسرعة فائقة قوانين واسباب كل ما تراه من ظواهر طبيعية أو سياسية أو إجتماعية ففي كل ظاهرة تتحكم قوانين طبيعية متناسبة مع خصوصيتها وصفاتها إكتشف بعضها ولا زال البعض الآخر ولكل علة سبب ولكل ظاهرة على إختلاف أشكالها ومضامينها عوامل خلق وحاضنة وظروف ذاتية وموضوعية تساعد على نمو تلك الظاهرة داخل رحم الحاضنة لحين موعد ولادتها بدون تدخل أحد وخارج إرادة الناس ووعيهم ورغباتهم ,ولكل ظاهرة: - فترة حمل ، ومخاض ، وولادة ، وعناية ، ونمو ، وفتوة وشباب ، وثمر لذيذ أو علقم ,ثم تأتي بعد ذلك تداعيات تقهقر تلك الظاهرة وإندثارها شيئآ فشيئآ ,وهذا القانون ينطبق على كل المحسوسات بما فيها الأنسان الذي سوف يمر بهذه الدورة الحياتية أيضآ فهو بعد الفتوة والشباب والثمر ستأتيه الشيخوخة وسيعتريه تقهقروضعف فى قوة الأبدان وما فيها من تقاعس وأمراض وحناديل وعناديل من هنا وهناك لم تك بالحسبان ولم تك ظاهرة للعيان ,وفى آخر ألمطاف يؤخذ كأية ظاهرة الى الموت الزؤآم ويقبر ويطويه النسيان الذي يعتبر مرة رحمة وإخرى نقمة على الأنسان ، وما بين موت الظاهرة القديمة وطلائع الظاهرة الجديدة يبدأ الصراع بين المتشبثين بالقديم لأرتباط مصالحهم به وبين المستبشرين بالجديد لعله يغير من واقعهم المنحط نحو الأفضل ,ويتخذ هذا الصراع بين الفريقين أشكال متناسبة مع الوعي وتوازن القوى فى الزمان والمكان المحددين .
وفى هذا الخصوص لا بد من الأشارة الى خطأ شائع حول مفهوم الأكثرية والأقلية فمن هذا النموذج الذى تناولناه الآن سنتعلم أن الذين كانوا ولا زالوا يدافعون عن إحياء القديم ومتشبثين بما يتعلق به من ثُقافة وآيديولوجيا كانوا وسيظلون على خطأ فادح الضرر برغم أكثريتهم العددية فى أول أيام موت الظاهرة الماضية التى أضحت فى عداد الأموات وقبرت ,وعلينا أن نفرق بين زمنين ,فالظواهر الجديدة حينما تولد ويبدأ وقت نهضتها وتطبيقها بما فيها رسالات الأنبياء والرسل فسوف لن تجد لأفكارها ومنهج دعوتها الأصلاحي مكانآ فى وعي الأكثرية برغم صحتها ,بل سيكون عدد الملبين لدعوتها قليلآ واحيانآ لا يتعدى الشخص الواحد لكنهم سيتكاثرون بالتدريج وسيستطيعون من ممارسة الظاهرة وتعميمها وإدخالها حيز التطبيق حينما يستطيعون تغيير نسبة القوى .
- ففى عالمنا القائم يمكن القول بأن أعداد الناس الذين آمنوا بظاهرة التطور و بتقارب مفاهيم وأفكار الظاهرة الحضارية المعاصرة ونظريات الحريات اللبرالية وما يسمى بالحقوق الفردية قد أصبحوا الآن يشكلون هم الأكثرية وقد إتسم عصرهم بهذه الظاهرة التى كان قد تناولها قبلنا بالسجال الطويل الأمد والحوار المباشر فلاسفة ومفكروا عصر النهضة : - كانط وجون لوك وفولتير وجون ستيورت وغيرهم .
وحتى كان البعض من إولئك الباحثين يعود بهذا الصراع من بداياته أى بعد سقوط صولجان الأقطاعية وتحلل ثقافتها الأستبدادية الكهنوتية التى إندثر أثرها تمامآ فى غرب الكرة الأرضية وحل اليوم بديلآ لها أفكار الديمقراطية اللبرالية وحقوق الأنسان الفردية التى تمتعت أفكارها بنجاح و بجاذبية لا تنافس أهلتها الى أن تتربع على عرش حضارة العصر بأقتدار وإمتياز .
- وكما أرجو من هذا التوجه المعرفي أن لا تفوتنا حقيقة أن التطور لا يقصد به تطور ألأفكار والنظريات فقط بل والآيديولوجيا التطبيقية الشاملة للفنون والآدآب والموسيقى والسينما والمسرح ومظاهر العصرالحديث بكاملها من ملبس ومأكل ومسكن وكل ما تتضمنه من حاجات مادية وروحية للأنسان يشترط بتناسبها طرديآ حاجاته ومع توافق متقدم ومنسجم مع معنى ومفهوم الحرية والمساواتية السائدة والتأكيد على حرية الفرد وحقوقه والفرد الآخر وحقوقه المتساوية والمتناغمة مع تطورالمجتمع الذي ينبغي أن تتلاشى فيه الفروق بين حقوق الأفراد والدولة ومؤسساتها المدنية والجماهيرية المختلفة .
- فهل سنخضع مثل هذه المتغيرات الزمانية والمكانية المتطورة تلقائيآ وبمثل هذا المستوى الى فقه وتشريع الحلال والحرام ؟
الجواب : نعم ولا :- نعم كون الفتوى الفقهية والشرعية بالحلال والحرام تستند بالأساس على مدى الضرر والنفع الذي سيلحق بالأنسان من التغيير ,وبما أن قانون الحياة الكونية يستند على الحركة والمتغيرات التي تفرزها ووجوب أستعداد الأنسان للتعامل مع الجديد للأستفادة منه بأعتبار أن القديم أصبح ضارآ وفاقد المنفعة وبات الجمود عليه يسبب إعاقة لمسيرة الأنسان الذي علمه الله - أس - أسرار الحياة وقوانين حركتها لذا سيكون رفض التغيير هو - الحرام - لأن هذا الرفض سيلحق الضرر الكلي بالأنسان كفرد والضرر الكلي بمسيرة الأنسانية بكاملها , وأما جواب هذا السؤآل بلا فيجئ على خلفية كون أن قوانين حركة الحياة ومتغيراتها أصبحت معروفة من أكثرية الناس بما تحققه من فوائد ملموسة ولذا فأن الأنسان لا يحتاج بخصوصها الى أجتهادات متخلفة من هذا وذاك فى الوقت الحاضر , لكن وجب على الأنسان الألتزام بالقانون الإجتماعي والإنساني بتجديد وتقييم وعيه بين فترة وإخرى لئلا يتخلف عن تطور عصره .
- والسؤآل الآخرهو لماذا يقبل بعضنا بتغيير بعض حاجاته ويسعد بتغييرها ويقاوم تغيير الحاجات الأخرى ويدخلها المحاكم بحجة مخالفتها لقضايا الأخلاق والشرف والماضي التليد , خاصة تلك المتعلقة بحقوق المرأة ؟ !!!
والجواب : هو أن ليس هناك من سبب ,غير جهل الشعوب العربية بحقوقها والتعصب الأعمى للموروثات وإستغلال حكامهم لهذا الجهل من أجل المحافظة على مصالحهم وإمتيازاتهم ,وإذا ما أردنا تجاوز هذه الأشكالية فعلينا قبل كل شئ أن نعود الى الفقرة اعلاه الخاصة بالظواهر وقوانينها لنتعرف بعلمية أسباب ولادتها وموتها ثم إندثارها ونستوعب حقيقة أن لكل علة سبب ,فكلنا يعلم أن تطويل اللحى قديمآ كان بسبب التأخر بأكتشاف موس الحلاقة ,ولبس العمامة أو الكوفية وعقالها كان للوقاية وتجنب تأثيير هبوب الرمال الصحراوية العاتية وإقتصار وسائل المواصلات على السير على الأقدام أوالحمير والجمال والخيل من أجل الوصول الى بيوت الشعر المتناثرة هنا وهناك , أما اليوم فسيارات الروز رايز والكديلاك والعمارات الشاهقة والحدائق الغناء والطرق المعبدة وما الى ذلك من المتغيرات , التى قلبت المقاييس وغيرت الأسباب ,والتي بات معها ما يستوجب تغيير العمامة والعقال بالقبعة الصغيرة السهلة الأستعمال والصحية لأنها مثقبة لكي يخرج من ثقوبها بخار الرأس الضار ,وبات علينا كمثقفين وحضاريين دحر ثقافة من أفتى بعيب هذا التغيير وإعتبره ثلم للشرف !!!! كما بات علينا أيضآ أن نكون على وعي علمي بمحاججة المشعوذين على قبولهم بتغيير بيوت الشعر بالقصور العالية أو غرف السكن المتلاصقة داخل ناطحات السحاب الأماراتية وغيرها من المتغيرات ولم يقبلوا بغيرها من تلك التى نجد فى العودة الى بعضها اليوم صعوبة كبيرة بسبب عدم تجانسها مع المتغيرات الجديدة التي لا تتناسب وسمة العصر ,فلا نستطيع اليوم على سبيل المثال أن نفتي على المصريين وغيرهم بالعودة ثانية الى لبس الطرابيش أو على البغداديين بلبس الجراويات التي إندثر عالمها ,فلكل زمان دولة وانسان . كما ينبغي علينا كذلك تجنب ثقافة التهويل والمبالغات ,فقد علمتنا التجارب والعلوم الأجتماعية الحديثة أن نتائج مبالغاتنا ومغالاتنا فى تقديس ماضينا بهذا الشكل المزري هو وصمة العار الكبرى فينا وتدل على جهل أكثرية شعوبنا العربية وعلى إستغلال حكامنا الخونة لهذا الجهل وإمعانهم فى تكرارعمليات غسل عقول المواطنين بأساليب حقيرة ولا إنسانية كان من خلاصتها ان بقينا جياع ومستغلين برغم ضخامة ثرواتنا ,بينما انحدر معظم حكامنا الأنجاس الى الجحيم حيث تكدست على رؤوسهم جبال من ألنعال .