| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                                                      السبت 1/10/ 2011

                                                 

تجديد تشريعات الأرث القديمة ضرورة انسانية

د. ناجي نهر

اولاً :
يعد هذا المقال بمثابة لفت نظر مجلس النواب العراقي وكافة المجالس والهيئآت المشرعة للقوانين فى بلدان العالم الأخرى وحثهم الى اعادة تقويم بنود التشريعات المختلفة وضرورة الأسراع بتجديدها سواء كانت لانظمة دكتاتورية تم قبرها او لأنظمة اخرى ما زالت تحكم وتشريعاتها ما زالت سائدة وتتسبب فى ظلم الناس ومعاناتهم ، ومن بين تلك التشريعات المهمة اعادة تقويم تشريعات الأرث القديمة ومعالجة تداعياتها الضارة بمستقبل الشباب وتحسين عطائهم .
ولكي يكون تجديد تشريعات الأرث القديمة مثمراً وعادلاً يشترط ان يتم تجديدها على وفق اهداف ولوائح ومقررات المؤتمرات الخاصة بحقوق الأنسان وتوصياتها الأنسانية ، وان تكون التشريعات الجديدة هادفة وفاعلة فى تفعيل البنود الخاصة بأغاثة المظلومين بالسرعة القصوى والأرتفاع بالمثل الأنسانية المعاصرة الواعدة الى السمو المنشود

ثانياً :
ينبغي ان تكون الأسبقية للتشريعات الضرورية التي تشمل عملية التطور والتجديد نحو الأفضل بجميع مقومات الحياة دون استثناء وبخاصة تشريع بنود الدساتير والسنن وكافة التشريعات والثقافات الجديدة ومختلف السلوكيات المنظمة للعلاقات الأجتماعية والأقتصادية والسياسية المحلية والدولية.

ثالثاً :
ولأنجاح عملية التغيير ورفع مستوى الوعي لابد من التوعية المركزة والشاملة لكافة مكونات المجتمع قبل البدء بأي تشريع ، لأن رفع مستوى الوعي هو الذي سيلعب الدور الحاسم والأيجابي فى عملية التغيير وهو الذي سيحفز الناس للعطاء النافع ، لذا يتطلب وجود هيئة تشريعية منبثقة من مجلس النواب قادرة على رصد الظواهر الجديدة وصياغة الأهداف النافعة منها واستخلاص تشريعاتها من سبر غور مظالم الناس بغية أنصافهم على وجه السرعة اولاً ، ومن ثم تشريع القوانين الجديدة لأنصاف المظلومين عامة.

رابعاً :
ومثلما يجري فى التغيير الديمقراطي الأيجابي ، ينبغي على ذوي الأختصاص من اولي الأمر دراسة تجارب الناس لأختزال زمن المعاناة لشعوبهم ، ثم للأستفادة من معالجة كافة القضايا المعقدة المتشابهة بعلمية ويسر. ومن الضرورات الملحة للتطور ومن اجل تسهيل عملية المقارنة يتحتم على ذوي الأختصاص من اولي الأمر فهم المصطلحات المتعارف عليها ، وتفسيرها بدقة وانسانية غير قابلة للتأويل والأجتهاد ، على سبيل المثال ماهية مصطلح (شريك الحياة) وما هي حقوق كل من الزوج والزوجة بعد ممات الآخر وايهما هو الأعدل فى التطبيق ولماذا ؟ ، ففي البلدان الغربية ينتقل الأرث الى شريك الحياة الثاني مباشرة اذا لم تنص بغيره وصية محددة للمتوفى منهما ، كما ينتقل الأرث من المتوفى الى المستحقين الآخرين من دون تمييز بين الذكر والأنثى ومن دون الأنسياق العاطفي نحو الأبناء بخاصة البالغين للرشد منهم واولئك القادرون منهم على اجادة الأحتيال واستمراء الباطل وسرط النخلة بسلها.

خامساً :
وبالنسبة لي فلا بد من الأعتراف بانني من اولئك الضحايا الذين لم يكونوا مغفلين عن فهم القوانين السائدة حينذاك ، ولم اشعر بانني قد ارتكبت خطأً ما عندما حاولت حماية اسرتي من الضياع والتشرد ووقيتها من تداعيات التشريعات الدكتاتورية القاهرة التي كانت تحكم على المناضلين واسرهم بالموت والسجن ومصادرة اموالهم (المنقولة وغير المنقولة) ، فاضطرني هذا الواقع الرهيب آنذاك الى تسجيل داري باسم زوجتي ، حماية لأسرتي ، ولم يدر بخلدي حينئذ ان اولادي الذين اوصلتهم جميعاً لنيل شهادات عالية واختصاصات مرموقة فى الطب والهندسة والعلوم الأخرى وزوّجتهم واتممت عليهم نعمتي على اقصاها سيتحولوا الى مجوعة كسالى وسيتعكزون يوماً ما على تلك القوانين اللانسانية ويتسابقون بعد وفاة امهم المفاجئ على المطالبة الملحة ببيع داري عمداً مع سبق الأصرار لزيادة مدخولاتهم الفردية بالضد من رغبتي التي كنت احثهم على تحقيقها ولا اخفيها عنهم وهي هبة ما املك للمؤسسات العلمية والأكتشافات الطبية ورد بعض الجميل للقطر الذي آواني بعد ان شردني الطغاة من وطني وناسي ، وكنت بذلك اود التفاخر بمثلهم واخلاقياتهم ، ومعرفتي بعدم حاجة اي واحد منهم لهذه الدريهمات البائسة لأنهم جميعاً يشتغلون بمرتبات كافية وزيادة ، ولأنني ما زلت لحد الساعة البي لهم كافة احتياجاتهم وطلباتهم عن طيبة خاطر حتى وان كان فيها ضرراً بليغاً عليّ ، فهم يعرفون تاريخي النضالي جيداً ، ويعرفون بأنني قد تربيت فى كنف عائلة فقيرة وتحملت وزر تربية اخوتي منذ طفولتي ، وكنت باراً بوالديّ ، فاشتريت لهما اجمل البيوت ، وقصرت على نفسي لكي اوفر لهما ما يشتهون .

سادساً :
انها حقآ لخيبة امل بالأولاد الذين حوّلهم الطمع الى حثالات واعداء لأبائهم برغم النصح والأرشاد المتكرر وبرغم الأغراء الصادق مني لهم باعطائهم اكثر من حصصهم التي سيأخذونها من الأرث المزعوم شرط ان يسلكوا طريق الوفاء للمثل الأنسانية التي ستنقذهم من الأنحراف عن جادة الصواب. انها حقاً لتجربة كالحة وبشعة ومؤلمة للغاية ولمختلف الأباء وفى كافة المقاييس، ولذلك فهي تستحق من الأنسان السوي والمربي الأجتماعي الدراسة المعمقة والمعالجة الجريئة ، وتستحق من السياسي الذي يشعر بمسؤليته التسريع فى التشريع الجديد لأنصاف المظلومين وجبر خواطر الأباء المنكوبين بسوء اخلاق ابنائهم ، فلا يهم الأباء ما سيخسرونه من نقود بقدر ما يتمنون من دروس انسانية لأولادهم تلقنهم الفضيلة الرادعة المقومة للأخلاق. وبقدر ما تستحق هذه الظاهرة وتجربتها من مخاطر تربوية على الشباب اتكاءاً على ما يجيزه التشريع القديم من احكام تجيز سرقة الوالدين وتبرر التطاول على حقوقهما مسبقاً ، تحت غطاء التمسك الخاطئ بالقوانين القديمة الضارة وغير العادلة ، وبقدر ما تستحق هذه الظاهرة من ضرورة تحذير المناضلين من الوقوع فريسة بين مخالب الأولاد الأعداء ، فيكونوا على ما فعلوا نادمين. بيد انه وبرغم تفسيرات المناضلين الموضوعية بأن هذه الظاهرة ربما تكون ضريبة التربية المدللة للأطفال ، او هي ربما تكون ضريبة على المناضل مضافة ، تحمله اكثر مما تعرض له من سجن واعتقال ، غير انني فى كل الأحوال وكأب مطعون بسكاكين اولادي سأبقى انتظر من القضاء العراقي وعلى احر من الجمر القرار العادل لأنصافي ودحر الباطل.

ولأهمية معالجة هذه الظاهرة ارجو من كافة المشرفين على وسائل الأعلام الأنساني نشر هذه الظاهرة البائسة ومعالجاتها الشافية بما تستحقه من افكار و تشريعات من اجل الحفاظ على الحرث والنسل فهي ظاهرة بتقديري مستفحلة برغم ان بعض المناضلين يترددون من البوح بها لأسباب موضوعية خاصة.

 

 

 

free web counter