كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الثلاثاء 19/2/ 2013

ابو صلاح وداعاً د. ناجي نهر انا وان لم املك الموهبة الكافية للتعبير عن لوعة الفراق الابدي للمحبين ، حتى ولم املك القدرة على نعى موت احد من الناس , لكنها الكارثة تفرض نفسها ، فتدفعني نحو توثيق تداعياتها على نفسي اولا، ثم تداعياتها على المحبين ، فالواجب الانساني وحرمة النضال ومكانته العالية عندي تدعوني ان اشارك الجموع فى اخماد النار المستعرة فى الضلوع ، جراء فقدان انسان طيب الخلق او مناضل معروف ربما لم اكن اعرفه ، فكيف بي وانا اعرفه حق المعرفة، فقد ناضلنا سوية ، وضمتنا سنين العمل والسجون والمعتقلات ، والهبت ظهورنا سياط الطغاة ، ثم عدنا وعملنا سوية بعد سقوط نظام الطاغية فى لجنة العلاقات للحزب الشيوعي ، وكأن شيئا لم يك : انه البطل الباسل و المناضل المقدام (حقي إسماعيل ابو صلاح) احد ثوار تموز 1958، وصاحب الشمائل الانسانية فى سمو الخلق، والهدوء والتواضع الشديد والمؤمن بالانسان وقدرته فى خلق مستقبل زاهر له ولاجياله اللاحقة. ففى شريعتي ليس الشهيد من مات غدرا وقتلا بالرصاص وغيره فقط ، بل وايضا الشهيد كل من هده تعب النضال و انهكت قواه وجع الاعتقالات والسجون و تداعيات التعذيب ، فمات وهو مناضل ضد الظلم والفقر وسلب الحقوق ، وحشر مع المناضلين الذين انهك قواهم النضال ، حتى استفحل عليهم المرض فأوقف قلوبهم النابضة بالعمل الصالح ، والمتعبة جراء الجهاد المخلص الدؤوب من اجل تحقيق واقع افضل لكل الناس بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقية. فكم فرّق الموت بين الاحبة ، وكم من حبيب رحل رحيل اللاعودة ، فثـكلت امه ، وترملت حبيته ، وانكسر صوت بنيه ، وتألمت قلوب اصدقاءه ومحبيه . فيا احبتنا .. يا ايها الناس الطيبون ..  يا اصحاب النخوة والعشق السرمدي والعمل الخير، اخبروني قبل ان ترحلوا متى نقول لهذا الموت العبثي وداعا ، فيموت هو، ويسلم احبتنا والناس الطيبين ، فانا اقسم بنضال المناضلين ، فقد بت لا اقوى على فراق من عرفتهم من الناس ، وليس بوسعي غير ان اقول لرفيقي : المجد لك يا ابو صلاح ولرحيلك المفجع مع قوافل الشهداء ، فلك مني اسمى آيات الحب ، مع اعطر تحياتي ومشاعر مواساتي الحزينة لعائلتك وأصدقائك ورفاقك ، الذين سوف لن ينسوك وستبقى فى ذاكرة الاحياء منهم اجمعين .