| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الأربعاء 18/7/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


نظم العربان والأنترنيت


ناجي نهر 

الأستخدامات الأعلامية لشبكة الأنترنيت  Internet Usere   -  

-  إبتداءآ  ,سيكون من الدقة والأفضلية للمتلقي وصف حجم ونسب الأستخدامات الأعلامية لشبكة الأنترنيت فى العالم بالأرقام , فقد بينت  الخرائط والخطوط البيانية نسب مستخدمى الأنترنيت فى العالم حتى نهاية 2002/ م كالآتى  : -
-   الولايات المتحدة الأمريكية   -  65 0 / 0
-  أوربا الغربية  -  18 0 / 0
-   آسيا  012 / 0
-   باقي دول العالم  05 / 0 

و من هذه النسب يمكن لأي كان وبكل بساطة ويسر معرفة أن التميز الأمريكى فى الخارطة الرقمية العالمية يزداد مع تقدم التطور وحاجة الهيمنة الأمريكية وإحتكاراتها فى السيطرة المطلقة على العالم ,ليس فى السياسة فحسب بل وبالتطور التكنلوجي أيضآ ,ولهذا دلالاته الهامة التى ينبغي على دول العالم وشعوبها الأستفادة القصوى منها ,ومعرفة أسبابها وإستمراريتها لكى تحث الخطى المتسارعة قدمآ من أجل تغيير واقعها  وموقعها فى هذه الخرائط والخطوط البيانية العالمية المتمايزة وغير العادلة .

أما إخواننا العربان حكام العرب الذين يجترون ليل نهار أنهم بناة التقدم والحضارة وإنهم خير إمة إخرجت للناس ,فقد عرفوا  إسم جهاز الأنترنيت من بعض مواطنيهم الدارسين والمهجرين فى بلاد الغرب الذين كانوا يتصلون سرآ بعوائلهم من خلال هذا الجهاز أو كانوا يدردشون مع زملائهم فى غرف الأنترنيت المتعددة الفوائد والعلوم  .

- وتحاشيآ لأرباك المتلقي فى فهمه لمصطلح الأستخدامات الأعلامية ولشبكات الأنترنيت بعيدآ عن المقصود ,يتحتم التفريق بين المعلوماتية الأعلاميةInformations التى هى علم تقني هندسي تطبيقي يتعامل أساسآ مع تكنلوجيا المعلومات ,وبين علم المعلومات  Information Science   الذي هو علم إجتماعي ينتمي الى العلوم الأجتماعية الأنسانية حصرآ ولا ينتمي الى العلوم التطبيقية مثلما يتوهم البعض ,كما أن علم المعلومات  يتعامل مع كافة العلوم بسعة وشمولية وبأختصاص موظيفين فيه وآخرين فى علم المكتبات ,وليس مهندسوا المعلومات الأعلامية ,فكثيرآ ما يحدث هذا الأختلاط والألتباس فى التفريق بين هذين العلمين أكاديميآ ومنهجيآ ونظريآ برغم أن هذا التفريق يبدو واضحآ جدآ على أرض الواقع .

وتشير تقارير التنمية البشرية الخاصة بالدول العربية أن أعداد مستخدمي الأنترنيت فيها واطئة,نسبة الى عدد السكان وحسب إحصائيات عام 2001/ م  فقد وصل عدد مستخدمي الأنترنيت  فى مصر الى ما يقرب المليون ,نسبة الى 70  سبعين مليون نسمة عدد سكانها حسب الأحصائية السكانية فى نفس التاريخ المذكور أي بما يشكل نسبة 01/0  وكانت النسبة فى الأمارات العربية المتحدة بحدود المليون أيضآ لكن هذه النسبة كانت عالية جدآ إذا ما قورنت بعدد سكانها البالغ  أربعة ملايين ونصف تقريبآ ولذا وصلت نسبة مستخدمى الأنترنيت فيها الى أكثر من 017/ 0  وكانت النسبة الوسطية لأجمالي الدول العربية تشكل 0006% ستة بألألف ,كما كانت نسبة مستخدمي الأنترنيت فى اليمن والسودان واطئة جدآ ,  وينبغي التذكير بنسب إخرى , تهم المختصين وخطوطهم البيانية التفصيلية التى تأخذ بحساباتها ما يسمى بمتصفحي الأنترنيت أو مضيفي ومستضيفي الأنترنيت والمشتركين والمتصفحين وغيرهم ,وعلى العموم فأن  الدراسات  المتعمقة فى آيديولوجية حكام العرب المعربانية أظهرت بأنهم يتحملون مسؤلية تخلف بلدانهم  وشخصت تلك الدراسات أسباب تخلفهم بإنصياعهم الى مخططات وعاظهم  المخادعين  وقبولهم تلاعبهم بأدمغتهم وحرفها عن الطريق المستقيم وتخديرها بمختلف الشعوذات والفتاوي التكفيرية وجعلها وكأنها عاجزة عن فهم أهمية شبكات الأنترنيت فى التنمية العامة , و فهم سمة عصرهم الذي يعيشون فيه , إن تظاهر الحكام بالسذاجة بالشكل الذي شاهدناه ,ما هو سوى مخطط متفق عليه بين الحكام وبين وعاظهم من أجل تمريراللعبة على بسطاء الناس وحرمانهم من فوائد الأنترنيت الواسعة . لذا ظل العالم العربي برمته بسبب هؤلاء الحكام متخلفآ عن ركب الحضارة وأضحى اليوم يقف على هامش الحضارة العالمية ,ويأبى الدخول فى تفاصيل المؤشرات العلمية والتكنلوجية والمعلوماتية المختلفة بأنواعها وأشكالها العامة والشاملة  .

-  وعلى النقيض من تخلف البلدان العربية تتقدم الدول الغربية تقدمآ مطردآ وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية USA  قمة الريادة العلمية فى ألكثير من المجالات وبالخصوص فى مجال تكنلوجيا المعلومات والأتصالات  .

إن العرب بحاجة الى تطوير إهتمامهم بالحواسب والشبكات الأنترنيتية وبأستخداماتها الأنتاجية وليس الأستهلاكية فقط  وعليهم أن يعوا كذلك أهمية المعلومة الجديدة  كثروة جديدة وكسلعة إقتصادية مطلوبة ومؤثرة فى تطوير الأقتصاد ,وأن ينتبهوا الى  أن هذا الأقتصاد الناشئ  والدينامي المتسارع النمو  يتزايد حضوره ووزنه فى عالمنا المعاصر يومآ بعد يوم وفى المستقبل أيضآ .

لقد إنتبه الوطنيون التقدميون العرب  وكواكب مناضلة فى العالم الثالث  الى أهمية الأخذ والتطبيق للمنطلقات المعلوماتية والمعلومية فى سائر العمليات وبينوا دورها الحاسم  فى تطور بلدانهم  وطالبوا الحكام الجهلة بتوفيرها لشعوبهم بلا تأخير ,ويلزم هؤلاء المناضلون اليوم التأكيد بصوت أعلى على أهمية إستخدام الشعوب لهذه الألآت  الساحرة ,ومعرفة إستعمالاتها فى القضايا الأستراتيجية والصناعية وفى بنوك المعلومات المشبوكة إقليميآ ودوليآ والتركيز على صناعة تحويل المعلومات والصناعات البرمجية التى لا تحتاج سوى تكثيف العلوم والمعارف والخبر .

إن الأنظمة العربية ودول العالم الثالث المتخلفة عن ركب الحضارة العالمية ,بأمكانها أن تختصر الزمن والجهود بالأستفادة من مساعدة وإمكانات وخبرات المؤسسات والهيئآت الدولية والأقليمية مثل مركز -  روستاس Rostas  -  وهو مركز علمي وتكنلوجي موجود فى المنطقة العربية تابع لمنظمة اليونسكو وكذلك لجنة  -  الأيسكوا Escwwa  -   وهي لجنة إقتصادية لدول غرب آسيا تابعة للمجلس الأقتصادي لدول غرب آسيا التابعة للمجلس الأقتصادي والأجتماعي للأمم المتحدة والتى تمارس نشاطات علمية -  تقنية أيضآ ،  وهناك أيضآ مركز -  ريتسيك Ritsec  -  وهو مركز إقليمي لتكنلوجيا المعلومات  وهندسة البرامج   -  كما توجد مؤسسات عربية بينية متخصصة ومعروفة فى إطار الجامعة العربية و -  الأليسكو Elscw  - وغيرهما  .

إن أساليب  تطوير البلدان المتخلفة وإختياراتها فى إقتناء تكنلوجيا المعلومات عديدة ,وما هو أفضل لهذه البلدان ,الأخذ بتوجيهات الأختصاصين المستندة على الدراسة العلمية والأحتيجات الضرورية والأمكانات المادية وتنوع  الأختيارات اللازمة فى كل حالة .

وهناك ما يشير بحق الى ميزة إيجابية فى تكنلوجيا عصر المعلومات هى  المرونة والتبادلية  بإستخدام مفهوم  التفاعلية والتجاوبية  Interactivity  التى تساعد الدول النامية وتسمح لها بالمشاركة فى إنتاج وتقديم المعلومات وعدم الأكتفاء بتلقينها أو حثها على المشاركة الأستهلاكية فقط  ,ويمكن للدول النامية  إختبار تلك المساعدات  بالتطبيق العملي الملموس لدى  إستخدام إمكانات الأنترنيت  والشبكات الدولية  بصورة إيجابية فعالة والأستفادة من العولمة التكنلوجية والعلمية -  التقنية والعولمة المعلوماتية (  من INF-CS  ) المعلومية  (  من inf-n    )    والعولمة الأتصالية  (  من com.  )  .

ولا شك كما هو واضح من التفاصيل أعلاه  أن هنالك فجوة وهوة رقمية بين دول العالم الثالث والدول المتقدمة  تشمل  : التوزيع العالمي لسوق الحاسبات  وإنتاج البرامج والحاسبات المشبوكة (  المرتبطة بالأنترنيت  )  وعدد ونسب  مستخدمي الأنتنيت والتوزيع الجغرافي العالمي  لهذا الأستخدام  وللتجارة فى وسائله المختلفة ,وفى المقدمة منها  شبكات الأنترنيت  .

ولمواجهة هذه الهوة الرقمية ,ثمة شروط ومتطلبات كثيرة منها :  -

-  إقصاء الأمية الرقمية  (  الحاسوبية /  الشبكية  )
- التركيز على التعليم والتدريب  والتأهيل  رقميآ .
-  إنشاء البنى التحتية الداعمة لخطط ردم الهوة المذكورة وتعزيزشأنها داخليآ وعالميآ .
-  تطوير الكومبيوتر الشعبي  -  السومبيوتر
Alsomputer  -  كما هو جارى فى الهند  وغيرها  .
-  تشجيع القطاع الخاص لما له من دور رئيسي متميز فى تطوير الأقتصاد الرقمي الجديد وفى تضييق الهوة الرقمية على النطاقين الداخلى والعالمي  ومساهمته فى  خلق التقنية الرقمية وفي التشجيع على إستخدامها والمساعدة على إكتساب مهاراتها .
- الأستفادة من المساعدات الدولية والمنح  الصديقة لتلافي إمكانات تسديد التكلفة الباهظة نسبيآ  .
-  نشر ثقافة تكنلوجيا المعلومات  / الأتصالية الرقمية  بين المواطنين وشرح أهميتها وضرورتها التنموية والمساعدة فى إكتساب مهاراتها .
-  المساعدة فى تخطي  الحاجز اللغوي وضرورات معرفة معاني المصطلحات  الأنكليزية والرموز المستخدمة فى وسائل المواصلات الأنترنيتية بشكل خاص  .
-  ومن أجل اللحاق بالحضارة المعاصرة ,ينبغي على الدولة أن تعمم  على كل مواطن وكل مؤسسة حكومية أو مدنية تطبيق شعار  =  الأحتكام الى العقل والفعل والتفاعل الأيجابي مع عملية التنمية الجديدة ومع العصر الرقمي  (  الحاسوبي  / الشبكي إنتاجآ لا إستهلاكآ  .  = 
-  إن المجتمع  المعاصر يتميز بأستخدام شبكات الأنترنيت فى كافة مؤسسات الأعلام وتتسابق الشركات العالمية  فى إنتاج الأفضل والأسرع والأبهر للعقول كالأنفجار المعرفي المستند على التقانة العالية المتقدمة
HI-Teach-  المحاط بالفضاء العالمي السايبيري -  Cyberspace  -  الذى يقال عنه أنه حول المجتمع الى مجتمع إفتراضي Virtual Societyعلى أرض الواقع الفعلي جراء سرعة تطور علوم الأتصالات  ووسائل المواصلات  المدهش الذي أحدث تقليص زماني ومكاني على حد سواء وحول العالم الى مسكن كوني الكتروني يعترف به ويستفاد من فنآئه ويؤمن بسحره ويعجب بفعله أعداء العلم والتطور ومحبيه  .
-  أن ظاهرة الرقمنة
digitization تسير بسرعة خاطفة نحو أنتشار وهيمنة كل من  -  المعلومات والأتصالات سواء كانا  -  موحدين أو منعزلين ,فالمعلومات تزداد رقمية  والأتصالات تزداد رقمية موازية لها ورقمنة كليهما تزيد من دمجهما وتركيبهما معآ لتزداد ظاهرة التطور تسريعآ وتسهيلآ وفعالية ,وهذه الظواهر المجتمعية الشاملة تتأكد وتتوحد وتتوضح بجلاء فى :-  الرقمنة  /   المعلوميا تية /  التشبيكية  -  المؤثرة على كافة نواحي حياتنا ,والتي هى على صلة وطيدة بظاهرة عصرنا المركزية  -  العولمة  -  .

 أن خلق المدنية الراهنة والمساهمة الحقيقية فى الحضارة المعاصرة يعتمدان كثيرآ على التقنيات الحديثة الراقية ,وإستنادآ لهذا المعيار فالدول النامية بضمنهم العرب أضحوا جراء تخلفهم فى وضع بائس للغاية فقد غطى تخلفهم  فى المجالات التقنية عقولهم وأبصارهم ,وكأنهم نساء يرتدين الحجاب  الخانق لحواسهم وإرادتهم  ,واذا لم يتداركوا أمرهم فالمسافة الحضارية بينهم وبين الدول المتقدمة ستطول أكثر وسيكون تحقيق طموح مناضليهم فى اللحاق بركب الحضارة عسير وشبه مستحيل .

إن المنطق السليم -  العملي والواقعي  - يفرض على الدول النامية مضاعفة الخطى والأهتمام ألجدي المسؤول وبصورة تصاعدية بالتقنية الأعلى -  إنتاجآ وتسويقآ وتصديرآ   ,خاصة الدول النفطية منها حيث تستطيع بأمكاناتها المادية أن تحرز المداليات الذهبية العالمية فى القفز الطويل والعالي والمسافات والمسابقات الأخرى  بلا منازع ,وبأمكان شعوبها التى وعت سر تخلفها  أن تضع حكامها أمام مسؤلياتهم الوطنية والأنسانية وتجبرهم على العمل الصادق والدؤب من أجل تجاوز هذا  التخلف المخجل وردم الهوة الحضارية الأجمالية التى تفصلهم عن سمة العصر التطورية  وتباشر عملها الفوري بتحديد الخيارات الأفضل والأولويات الأرقى وتقديم الأهم على المهم ,من أجل أن نصبح خير إمة إخرجت للناس فى علمها وتقدمها وتطورها وسلامها وإنسانيتها وإنتاجها المثمر المعسل اللذيذ  فى كل الأفواه بلا تمييز فإنساننا مبدع  وكوكبنا كريم .

 يتبع