| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الجمعة  17/8/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


دورالمواقع الألكترونية في الوعي

ناجي نهر

تعتبر المواقع الألكترنية التقدمية فى عصرنا مفاتيح مرنة ميسرة ومسهلة للتزود بمختلف المعارف والعلوم ووضع الحد الفاصل بين النور والظلام وتأشيرالطريق المستقيم المفضي بسلام وأمان نحو الحقائق العلمية ,فمن يا ترى يقف وراء إدارة هذه المواقع العملاقة ويديم عطائها ؟ : -
إنهم جنود مجهولون ومثقفون مجاهدون صامتون صامدون مناضلون مضحون بالغالي والنفيس ,وقد وهبوا حياتهم وأموالهم وما ملكت عقولهم وأيديهم من أجل الحقيقة التي فيها يعتقدون ,فهم كالرهبان المتصوفين الذين يجدون لذتهم وعشقهم فى أذيتهم ومعاناتهم وفى عبادة ما يعشقون لكن هؤلاء الأبطال الميامين الذين عشقوا رسالتهم الى الحد الأسطوري لم يسلمو من تشويه شذاذ الأرض فيصبحوا كمن : -
                 يزرع الخير فى النفوس فيجنى         ويجازى بالشر عنه فيجني
ويبقى حري بكل الأخيار مساندة هذه النخب الشريفة بكل ما إوتوا من قوة مادية أومعنوية وأن يحيوا كفاحهم ويصفقوا لجهادهم وينحنوا لمآثرهم ويفقأوا عيون المتطاولين عليهم من رهط الكسالى المتسكعين وغير المنصفين وزمرالأنتهازيين المزورين المسفهين لقدرة الأنسان وإبداعاته الخلاقة إولئك الذين يشوهون معنى العمل الصالح ويدنسون قدسية التضحيات المجانية الكريمة بأقوالهم الباطلة وظنونهم الخبيثة وينعتونها بأنها من أجل الشهرة والمال وما الى ذلك من تصورات لخيالهم المريض الملوث بالدنائة الدائمة ، متناسين أن ما يسمى بالجمعيات الخيرية التى صنعها أسيادهم المحتكرين للثروة والمصانع فى أمريكا وأوربا إنما تغدق العطايا على المنظمات الأرهابية بأعتبارها الأقرب الى ثقافتهم من أصحاب هذه المواقع التقدمية التي يعتبرونها عدوة وكاشفة لأستغلالهم وجرائمهم وإستبدادهم .
لا بأس فى ذلك فالمعركة الحضارية والفكرية حامية الوطيس ومتشابكة الأسلحة بين معسكر التجديد والتقدم الحضاري وبين معسكر التخلف والضلام السلفي وموروثاته الميتة .
وكما هو معلوم فأن الذي يدير موقع البيت العراقي بهذه الكفاءة إنما هو مناضل معروف بتضحياته وزهده وتأففه عن الصغائر وعشقه للحرية والعلم ,إنه الدكتور صباح السوداني وبمساعدة مخلصة من زوجته الوفية التي تشد من أزره متحملة ساعات السهر الطويلة ومعاناة العمل الشاقة وشظف العيش فهما يصرفان ما يحصلان عليه من عملها الأكاديمي على تمشية إمور الموقع ونجاحه ,خدمة للعلم وقضية الأنسان .
وكذلك يدار موقع الناس من كوكبة من المناضلين التقدميين العراقيين المهجرين فى الدانمارك ,المضحين بجهدهم وأموالهم والواجدين سعادتهم فى خدمة العراق وخلاص شعبه من الجهل والخرافة والشعوذة التي هي السلاح الأقوى بأيدي الوعاظ والتكفيريين .
أما موقع الأخبار فيدار بجدارة المناضل التقدمي الجرئ نوري علي وإبنه البار علي نوري ,اللذان لو إطلع المتحذلقون على جهديهما الفكري والفني فى خدمة الموقع لجروا لهما آذانهم الطويلة !!!.
كما يوجد عدد مفرح آخر من المواقع التقدمية جديرة بالفخر والأعتزاز والتقدير ,كالحوار المتمدن وموسوعة النهرين وأصدقاء الديمقراطية وغيرها مما يتعذر الكتابة عنها فى هذا المجال وكل هذه المواقع تدار إما بجهد فردي أو بجهد كوكبة من المثقفين الموسوعيين والمحللين الموضوعيين الذين يشار إلى أمكاناتهم وأبداعهم بالبنان .
إن هذه المواقع الثقافية المنحازة لحضارة العصر وما ستلده الضرورات النضالية من أدوات ومواقع جديدة غيرها ستشكل بمجموعها الضمانة الأكيدة لمسيرة الحياة التقدمية الصاعدة التي ستكون هي الصوت الجرئ فى فضح ولجم الثقافات المتطرفة الجامدة والبغيضة ومواجهة أمواج الثقافات الأرهابية التى تزرع الكراهية وطغيان الظلم والموت والدمار ,وسيكون دورهذه المواقع ملحوظآ بجلاء حينما تنهار سلالم القيم العلمية والأجتماعية على مر الحقب والعهود التاريخية وحينذاك ستفتح هذه المواقع والمعاهد والجامعات المعرفية أحضانها لتستقبل وتبلسم جراحات من تخلفت أفكارهم وتنظفها من الخلل الذى لحق فيها وتعيدها للناس فى صحة وعافية ومعها فوائد إخرى وافية .
إن حرية النشر على المواقع التقدمية الألكترونية هو مقياس ناجح ومقاس مناسب لحرية الشعوب وتقدمها والوفاء لقضياها العادلة فى المجالات المختلفة وهي الصوت الأنساني الهادر الناهل من شراب الثقافة التقدمية العذب فى التسامح والسلام والخير والجمال .
وفى تصوري فأن مجتمعات العالم الثالث ومجتمعنا العراقي بالذات بحاجة الى المثقف السياسي من أجل رفع الوعي لدى أكثرية المواطنين وتمكينهم من تشخيص المتاجرين بالدين الذين يرفعون اليوم عقيرتهم بالوطنية بالوقت الذي كان 90% منهم بعثيون يعملون فى مخابرات النظام الدكتاتوري السابق بما فيهم سدنة العتبات المقدسة وتحولوا الآن بقدرة قادر الى قادة ومناضلين ولصوص سطو على قوت الشعب .
نحن بحاجة الى المثقف لكسر نسبة جهل الأكثرية وتحرير إرادتها وتعديل نسبة الأنتخابات لصالح قوى التغيير والحداثة والديمقراطية وتحريرالنفوس الخائفة من الترهيب والوعيد والسلا سل المتوهجة وسرمدية النار المستعرة والتخلص من الأوهام والأفكار الهرمة .