| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الخميس 14/6/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


ضرورة تقييم الوعي وتجديده
 

ناجي نهر

سادت ظاهرة تجديد الوعي  أكثرية مجتمعات  العالم منذ أكثرمن قرن ,وتخلفت عنها شعوب العالم الثالث لأسباب معروغة تناولتها وتناولها غيري بتفاصيل مملة ,وأصبحت من الوضوح بحيث أنها لا تحتاج الى توضيح  , وكان من أهم تلك الأسباب أن المستفيدين من بقاء القديم لا زالوا أقوياء مستحوذين على السلطة وقادرين على جر الناس خلفهم يدورون بحلقة مفرغة  , برغم جراحهم النازفة دمآ عبيطآ من كل جارحة في أجسادهم الجائعة المتعبة من جور المأسآة ودوامتها المستمرة  التي تجاوزت الحدود الأنسانية والحيوانية وتحجرت أوهامها المدمرمة فى ثنايا عقولهم البسييطة الطيبة ,فأضحت من أهم مرتكزات الأنتهازية فى السيادة السياسية والتسلط وفرض الأمر الواقع عليهم . 
ان مصيبتنا لا تكمن فى تغيير الأشخاص بل فى تغيير الوعي وتجديده ,ومهمة المناضل والمواطن الآن وليس غدآ هي إقتلاع تلك الأوهام وزرع أفكار جديدة بدلآمنها لتصبح عقولنا وكأنها قد ولدت وتفتحت براعمها الآن .

ولكي نعي أهمية تجديد الوعي  ,ينبغي أولآ معرفة ما هو الوعي  :  -

الوعي : بمعنى  ,العقل , الأدراك ,  الروح  ,  المعرفة ,  الفكر , الخبر والتجارب  , موسوعة العلوم والفنون والآداب  ,ومجموعة الآيديولوجيا وما تتضمنه من العادات والتقاليد والخصائص المختلفة , وما تحتويه الأرض والسماء من علوم ونظريات وقوانين وتفاسير وإجتهادات  وتحليلات للظواهر الطبيعية والأجتماعية والسياسية والنفسية والأقتصادية والحضارية المختلفة وكل ما يتعلق بها من محسوسات مادية وروحية وأستنتاجات وإستقراءآت وإكتشافات وإستنباطات ومعالجات ودرء أخطارالكوارث والأمراض والحروب وغيرها  وحماية الأنسان والبيئة والأحياء التي تعيش عليها وكل ما يرتبط ويؤثر على سير الحياة وديمومتها وتقدمها ويلبي حاجات الأنسان المتناسبة مع عصره وزمانه :

إن كل هذه الموسوعة الجبارة من العلوم محفوظة في رأس الأنسان فى جهاز مادي يسمى الدماغ ويجري التحكم فى عملها وتنظيم إرتباطاتها وحساب مؤثرات تفاعلها وإختصاصاتها بواسطة منظومات حسية مليونية لا يمكن حصرها  ,عرف منها لحد الآن خمسة منظومات حسية هي -  حاسة البصر والسمع والشم والتذوق واللمس .  -

وقد إنقسم الناس فى تحديد مصدر الوعي  الى مدرستين رئيسيتين لا ثالث بينهما هما , المدرسة المادية التى تعتبر أن أساس التطور والأفكار والحضارة وأن كل ما نراه ونحسه وما نتعامل به منعلوم وأفكار منظمة لحياتنا ما هو إلا فرز لنتاج حركة المادة وتفاعلها المقترن بمؤثرات الزمان والمكان ,وإن تطور المادة وحركتها سرمدية متجددة لا تقف ولا تستكين لحظة واحدة ففى توقفها الموت الزؤآم .

أما المدرسة المثالية فتعتبر المادة من إفرازات الفكر وأن الفكر سابق بوجوده المادة  وإن مصدر الفكرالأنساني نازل من الفكرة المطلقة الخارجة عن وعينا وإرادتنا  وقدراتنا والمتجسدة بقدرة الله  - س -  التى لايحسها البشر وإنما يتأملونها بخيال ميتافيزيقي فهي خارج قدرة الأنسان وفوق إمكاناته .

ومهما يكن بين المدرستين  - المادية والمثالية  -  من إختلافات  فلسفية ,تبقى أهمية التجديد والتطور قائمة وضرورية يتلمس الأنسان ضرورتها العملية فى كل مسار نظري وعملي إجتماعي  ,وسياسي وإقتصادي وفى كافة المجالات العلمية المادية والروحية التى بغير تطورها لما وصل الأنسان الى هذا الرقي الجبار .

لقد أدخلتنا ثقافتنا القديمة بمطبات ومزالق كارثية وتحليلات وإستنتاجات رجعية ‘إنتهازية خرقاء مبتذلة بالمعنى السياسي والأجتماعي واللا أخلاقي  , فجمدت عقولنا وتأسرت بتقديسها برغم نصائح المجددين لنا بأن هذه الأفكار قد ولى زمانها وفقدت فعاليتها وأصبحت  Expire  ضارة وسامة مثلما يفقد الدواء القديم فعاليته و يتحول الى سموم للعقول والأبدان ,فهذه هي حكايتنا من طقطق الى والسلام ختام .

لقد تجاهلنا أهمية تقييم الأفكار وتجديدها برغم علمنا أن الأفكارصنعتها الحاجة كوسائل وأدوات للتعارف وتنظيم الحياة بين الناس فى مرحلة زمنية محددة ,يجب تجديدها بعد إنقضاء تلك المرحلة ,لكننا فعلنا العكس تمامآ وغدت بلوتنا قاتلة فى تقديس الأشخاص والأفكار والآيديولوجيات التي إندثرت والعمل الجهادي من أجل إحيائها !!! فأستغلها السلفيون وتخندق ورآءها الطفيليون والأنتهازيون الذين نراهم اليوم يحولون بيوت الله الى متاريس ومشاجب أسلحة وأبواق دعاية لغراضهم وأفكارهم وشهواتهم الأنانية الفاسدة .

 فلماذا يصر هؤلاء المجرمون على تسيس الدين ؟؟؟ وإهانته بشعوذاتهم وبدعهم وفتاويهم التى لا تمت الى الأديان بصلة , فمن قتل نفسآ واحدة فكأنما قتل الناس جميعآ  - ص  -  والقاتل مجرم بعرف وقانون السماء والأرض والمجرم مثواه جهنم وبئس المصير ,كما أن هؤلاء المجانين يدركون قبل غيرهم  أن  لا أحد من العقلاء يسعى الى تخريب الأديان حينما يطالب بفصلها عن السياسة ,فالواقع فى غرب الأرض شاهد مكين على خطل وزيف هذا الأدعاء ,فبالعلم وحده تحمى الأديان وتحترم وتطهر من رجس المتاجرين بها من الكسالى الذين يمنعون الناس بقوة السيف من التعامل مع واقع الحياة بموضوعية لكي يتجنبوا  الدجل السياسي القائم على الشعوذة  والمحاصصات الطائفية والأثنية التي أدت وستؤدي الى التعبئة والتعبئة المضادة لها ,وما رافقها  وسيرافقها من تداعيات  ومحن نائت وستنؤ الجبال من حملها  .

إذن هناك ضرورة ملزمة تحتم علينا تقييم عقولنا وتجديدها بين فترة وإخرى ورفع الترسبات والصدأ منها  كي تجنبنا الوقوع بالمفارقات الشرعية والفقهية والتداعيات الوضعية الضارة وتفهمنا معاني المفردات والمصطلحات والشعارات التى نهدف الى تطبيقها سواء الخاصة بالعبادات وتقوى الله  - س -  أو بشؤوننا الدنيوية . ,فالديمقراطية التى تطمح الأكثرية لتطبيقها هى المساواة في كل شئ والأعتراف بحقوق الآخر وسيادة القانون وإن مصطلح الحداثة الذي تنشده الغالبية لا يمكن تحقيقه ولا تتجسد فوائده إلا فى فصل الدين عن السياسة وتحرير الناس من البدع والأوهام الديماغوغية والتعامل الأنساني العام بشفافية وموضوعية لكي يسود الحب والسلام  والوحدة والتعاون بين الناس ولكي يتمكنوا من معالجة أزماتهم ونزواتهم وأمراضهم والحصول على حقوقهم وسعادتهم  بالحوار الأخوي الهادف الى خير الجميع حتى مع المحتل والتفاهم معه من أجل إنهاء الأحتلال بطرق سلمية مشروعة بمساندة الرأي العام والمجتمع الدولي وليس بقاءه وترسيخه ,وعلى الدولة ومؤسساتها المدنية والجماهيرية النظيفة رفع وعي المواطن بهذا الأتجاه وليس بعكسه!!! .

إن لب الصراع ولحمته هو صراع سياسي بين الجديد والقديم وإن سيول الدماء النازفة بسببه مردها  الى أن أصحاب القديم باتوا عاجزون تمامآ عن الدفاع  السلمي الشفاف عن معتقداتهم ,فتحولوا الى إرهابين يكفرون أنفسهم قبل ان يكفروا الآخرين ,ويكفيهم خزيآ ونارآ أنهم قتلة مجرمون .

لا طريق ثالث أمامنا غير طريق تقييم الوعي وتجديده  وفق دراسات مختصة ومساهمات جماهيرية واسعة تستند الي دستور مرحلي واضح ومختصر تسن من خلاله قوانين تحمي العملية السياسية الديمقراطية الفيدرالية الفتية من القراصنة المتآمرين على قتلها ,فكل الشرايع زلك من يم الوعي الجديد العبرة والخلاص من الكارثة والى الأبد ,والقيادة التي ستتيح المشاركة الحقيقية لبناة العراق ستنبثق آجلآ أو عاجلآ من رحم الشعب وستكون للمرأة التي تشكل نسبتها العددية فى العراق أكثر من 60%  الحصة العادلة   .

فلا أحد بأمكانه إنقاذ العالم الثالث من هاوية التخلف , لا أمريكا ولا طهران , ولا المدينة المنورة  ,سوى وعي الشعب الجديد والأستفادة من تجارب الشعوب التى لاقت آلام نفس المخاظ العسير الذي نمر به اليوم  وهذه العملية السامية هي مسؤولية وطنية وأخلاقية عامة وشاملة  ,فلقد بات الأمر على نضال الشعوب هينآ بفضل الأنترنيت ,فالوعي هو إرث الأنسانية على مختلف مدارسها فى كل مكان وزمان وليس حكرآ على أحد  .

علماء أمريكيون نجحوا فى نقل الكهرباء لاسلكيآ .فهل هذا حلال أم حرام ؟؟؟ أفتونا لا أثابكم الله  - س -