| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                             الأحد 12/5/ 2013

                                                 

مهمة السياسي سهلة وميسرة للغاية

د. ناجي نهر

ستكون مهمة السياسي سهلة وميسرة للغاية فى انجاز مختلف المشاريع التي يصبو لها الشعب (صغيرها وكبيرها) اذا ما تحكمت فيها ثقافة (الصدق) والا ففى الامر (ان). . لان السياسي امرأة او رجل حينما يتبوأ المسئوولية اياً كانت المسئوولية فى الدولة او فى غيرها ، وباختيار الشعب وليس (بقوة الاسياد) ، سيبقى ثابت العهد والوعد ، محتفظا بثقافته الانسانية وحب الناس جميعا دونما تمييز .. لكونه بالاساس مناضل نذر نفسه من اجل سعادة الشعب وتحقيق امانيه وحسب .. وليس غير .

وبرغم ان ثقافة العصر قلصت دور الفرد وعمله المنفرد , بالاعتماد على العمل المؤسساتي غير ان دور الفرد فى العالم الثالث ما زال ساري المفعول وبقوة متجددة !! جراء تخلف الوعي وعشعشة الانتهازية الدينية . فالمناضل اذا ما تبوأ السلطة ، فهو قطعا سوف لم ولن يفكر ، او حتى يتبادر له ان يفكر باستغلال السلطة لنفسه او لجماعته ، كما لم ولن يفكر انه هو وحده، او حتى هو وتنظيمه السياسي لقادر على تحقيق ما يصبو له الشعب من عيش سعيد ورفاهية وحرية واسعة سواء كانت اجتماعية ، او فكرية منضبطة ومحمية بقوانين عادلة وميسرة للعمل .

لذا سيكون هذا السياسي انموذجا متميزا بثقافة علمية ترنو هادفة نحو بناء مجتمع حضاري يتكئ على اوسع جبهة تحالف مع مختلف مكونات الشعب من اجل تسخير كل الطاقات فى تحقيق وانجاز مهام التحول الديمقراطي الجديد وما يلزمه من خطط مرحلية مبرمجة علميا على وفق الاولويات والامكانات المتاحة ، وبالاستفادة من تجارب شعوب الدنيا الناجحة ، التي ابتدأت بفصل الدين عن السياسة ، والغاء القوانين المقيدة للعمل وللحريات ، وسن بديلا لها ، بحسب ما تتطلبه حاجة الواقع الجديد من تسهيلات للعمل الجمعي و ما تتطلبه من دراسات تحليلية وتوعوية ، ومن عقد للمؤتمرات والاجتماعات الكبرى والصغرى توصل الى دراسات وخطط لتنفيذ البرامج المرحلية المطلوبة بنجاح مطرد .

لذا سيكون العمل على وفق هذه الروحية والكيفية المبرمجة بحاجة ماسة لدستور معاصر يكون (حلالا للعقد) وليس (خالقا لها) ويكون قاطعا الطرق على الانتهازية وفاضحا لمخططاتها الاجرامية ، فلن يسمح بنفوذ التلكؤ او توقف العمل الصالح فى مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والخدمية ، و يكون نشطا ومثابرا فى تحسين الاوضاع المعيشية وتوفير الخدمات والاحتياجات الاساسية للمواطنين بعامة ، وسيكون المحامي الشجاع لرد المظالم عن اصحابها وحل قضايا المقطوعين عن العمل ، ومحاسبة المفسدين ، واسترداد اموال الدولة المنهوبة ، ووقف الحروب بانواعها ، ووضع الحلول الشاملة والعادلة لكافة القضايا العالقة .. وبعكسه وبغير توفر هذه الشروط بالسياسي سيتحول الى دجال..
 

free web counter