كتابات اخرى للكاتب على موقع الناس

 

الثلاثاء 5/2/ 2013

انت الخصم وانت الحكم ، وهذا ما نرفضه وندينه نوري جاسم المياحي  يقال والعهدة على القائل ... ان المرحوم السير ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الاسبق سأل وزراءه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ... عن احوال البلاد وبالذات عن حال قطاع التربية وهل تأثر بظروف الحرب القاسية ... اجابوه ... بأن قطاع التربية لا زال بخير ... فحمد الله على ذلك ... وسألهم عن قطاع القضاء والعدل وسيادة القانون .. وهل تأثرا بظروف الحرب ... فأجابوه ..أنه لازال بخير ولم يتأئر ... عندها حمدالله وشكره .. وعقب قائلا ... ما دام القضاء والتربية في بلادنا بخير ... فانني لا اخاف على بريطانيا ومستقبل الشعب البريطاني ... فنحن سنعيد بناء بريطانيا وافضل مما كانت عليه قبل الحرب ... وفعلا تحقق ما تنبأ به الرجل ... والان لنرجع للعراق وشعبه المسكين ... عاش العراقيون ثماني سنوات في حرب ضروس مع ايران ... وبعدها ... حدث غزو الكويت وما اعقبه من حرب الخليج الثانية وحصار 13 سنة وفي عام 2003 شنت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من خونة العرب والعروبة ... حرب تدمير العراق وشعبه .. اليوم وبعد عشر سنوات ... دعونا نسأل انفسنا وبنفس السؤال الذي سبق ان سأله تشرشل .. فيما يخص القضاء في العراق ؟؟؟..وهنا وللامانة التاريخية يجب ان اتوقف للحظة .. كان النظام القضائي والقانوني في العراق من اروع الانظمة ومضرب الامثال في المهنية والنظافة والنزاهة والانصاف ... بحكم تقليده وتأثره بالقضاء البريطاني ... فنحن كبار السن نذكر جيدا ان الكثير من مناحي الحياة في العراق قد تأثرت وطبعت بالطابع البريطاني ... ومنها القضاء ... اما اليوم وبعد ما مر به العراق من تغيرات التي اصابت قيمنا واخلاقنا في الصميم وشوهت عاداتنا وتقاليدنا وانهيار وضعف الاحساس الوطني والقومي عند المواطن العربي العراقي .. ولاسيما انتشار الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي بين الناس ... بالتأكيد انسحب ذلك على القضاء ومؤسساته ومنتسبيه .. وبنسب مختلفة حيث ليس من المعقول تعميم الفساد على كل منتسبي الجهاز القضائي ولكن .. الانطباع العام عند المواطنين انه قد سيّس وافسد وشمل بالمحاصصة الطائفية كبقية قطاعات الدولة ... اي قد اصابه سرطان الفساد ... - وما الاتهامات التي توجهها المنظمة الاممية للدفاع عن حقوق الانسان ووصفهم القضاء العراقي (بالمحطم) امر مخجل بحق شعبنا .. - رفض الانتربول (الشرطة الدولية) تنفيذ الاوامر الصادرة عن المحاكم العراقية ... امر يعتبر ناقص ومهين بحق العراقيين - اعتماد اتهامات انسان واحد يسمونه (المخبر السري) لادانة متهم بريء ... امر يجافي العدل والانصاف ... وهو امر مخالف للشرع الاسلامي الحنيف ... ولا يقبله شعبنا ... - الحكم على المتهم لاعترافه تحت التعذيب الجسدي والنفسي والاغتصاب الجنسي .. امر مخالف لابسط حقوق الانسان ... وهذا امر يرفضه كل عراقي شريف .. - ابقاء واخفاء المتهم عن اهله وبدون مبرر او سبب وبلا محاكمة ولسنوات او اشهر ... يعتبر امر مخالف لابسط القوانين والشرائع الدولية والانسانية ... وهذا ما يرفضه شعبنا ... الوريث الشرعي لمسلة حمورابي .. - منذ ان بدأت التظاهرات والاعتصامات في الانبار ... وباعتراف وزراءكم ... انكم اطلقتم سراح 3000 معتقل بريء (وهناك الالاف من الابرياء لازالوا ينتظرون الفرج) .. وانا كمواطن عراقي اسألكم ... ان كانوا ابرياء ... فلم اعتقلتموهم لسنوات ؟؟؟ وان كانوا مذنبين ... فلم اطلقتم سراحهم ؟؟؟ وهل ستحاسبون القضاة والمحققين المسؤولين عن هذه المخالفات ؟؟ من سيثبت ان عملية اطلاق سراح الابرياء ستستمر للنهاية ؟؟؟ ومن سيضمن ان حليمة لا تعود الى عادتها القديمة كما يقول العراقيين ... حال انتهاء المظاهرات والاحتجاجات ؟؟؟ والى متى سيستمر القضاء العراقي والمحكمة الاتحادية العوبة بيد الحكومة واهوائهم ؟؟؟.. وكما سمعنا ان رئيس الوزراء يهدد بنقض قرار مجلس النواب الذي حدد فترة الرئاسات بمرتين ... لان الاستاذ يريد ان يبقى في الحكم طيلة عمره اسوة بمن سبقه ؟؟ اليس هذا الموقف يسيء بحق القضاء ؟؟ وبحق المحكمة الاتحادية ؟؟.. وبحق مجلس النواب الذي صوّت عليه ؟؟ واهانة صريحة للشعب العراقي ؟؟ ونعتبرها مجازا وافتراضا قلة ذوق بحق السيد الرئيس اوباما وبالسيد القائد الديمقراطي الامريكي ؟؟ وبحق عمتنا الحنون العجوز بريطانيا ؟؟ يا اهلنا .. ويا اخوتنا واخواتنا .. سواء من كان منكم في غياهب السجون والمعتقلات حاليا او سابقا.. او تعيشون في سجن العراق الكبير .. لقد انتفضتم .. ونحن نعترف ان انتفاضتكم اتت بأكلها وجابت بنتيجة جيدة وهي اطلاق سراح 3000 مظلوم ومظلومة .. فاستمروا في الاحتجاج واالتظاهر لحين وضع خارطة طريق لاصلاح النظام القضائي في العراق ومحاسبة كل انسان اساء لرسالة العدل والحق والقضاء والقانون من المرتشين واللصوص والمزورين ومن القتلة والارهابيين ... انا واثق انه لازال بين القضاة ولاسيما (من كبار السن المخضرمين) اناس شرفاء يدافعون عن نزاهة ونظافة القضاء ... هؤلاء مطالبون وباسم كل عراقي مظلوم ومهضوم الحق ... ان يتصدوا لكل من يريد الاساءة للقضاء العراقي وتشويه صورته ... المواطن المسكين يناديكم ويناشدكم ان تنظفوا القضاء من الفاسدين والفاشلين ... ومن العيب علينا نحن العراقيين ان نعود ونلجأ للقانون العشائري المتخلف ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وننسى القانون المدني المقتبس عن افضل قوانين العالم الحديث ... اناشد رئيس الوزراء والكتل السياسية والوزراء والنواب (ولو انني اشك انهم سيسمعون ما اقول) واقول لهم .. لا تقفوا حجر عثرة في تنظيف القضاء العراقي من اوساخه ... فالتاريخ والشعوب لا تنسى ولن ترحمكم مهما طال الزمن .. ولا تسيؤوا الى سمعة جدكم المرحوم حمورابي .. اللهم احفظ العراق واهله ... اينما حلوا او ارتحلوا ..