| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 4/1/ 2013



اللهم لا تحير عبادك العراقيين

نوري جاسم المياحي 

الا تتفقون معي يا من تقرأون كلماتي هذه .. ان المواطن العراقي متورط وحيران وبلا خمر سكران ؟؟؟ .. وان الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والاخلاقي وحتى الديني اصبح معقد وشائك .. ويدخل الكأبة والحزن والهم على قلب كل عراقي شريف ..

ففي وطننا االحبيب وبين ابناء شعبنا العراقي (والذي وعيت عليهم وهم يتميزون بالطيبة والبساطة والمحبة للاخرين والصفات الكثيرة الحلوة والتي لا مجال لتعدادها الان) .. والتي يتغنى بها احفاد العراقيين من اليهود والنصارى والاسلام الذين ولدوا في المهاجر ولا يعرفون عن العراق واهله شيء ؟؟

واذا بنا نحن عراقيو الداخل ولاسيما بعد ان استقبلنا عراقيو الخارج بالاحضان بعد الاحتلال ... واذا بنا نتحول الى ان نأكل بعضنا البعض وبلا مبرر ... ففي خلال خمسين سنة نفقد الكثير من صفات العراقيين الاوائل وتحولنا الى همج ووحوش كاسرة ... والصح اصبح عندنا خطأ .. والخطأ اصبح عندنا صحيحا .. والحلال اصبح عندنا حرام .. والحرام اصبح عندنا حلال .. وهكذا دواليك وهلم جرا .. مقاييسنا انقلبت رأساً على عقب .. وهذا ما يحيرني ..

وبما انني اكتب بما افكر واتمنى ان يتحقق وانشره عسى ان افيد ويستفيد منه الاخرون واقصد الشباب منهم ..واقرأ ما يكتبه الاخرون من الكبار والصغار عسى ان اتعلم واستفيد ..

وبما انني عراقي وعربي (وقبل هذا وذاك فانا انسان) واتفاعل مع كل ما هو عراقي - عربي - انساني ... وبما انني من الجيل القديم واعيش واتفاعل مع الجيل الشاب .. فاحاول ان اطرح وجهات نظر تتميز في معظم الاحيان بالشك والريبة والتخوف ... (لانني حائر كغيري من العراقيين) وفي مثل هذه الحالة اضطر انا وغيري من الكتاب (وممن ندّعي الثقافة وربما بعض المعرفة والخبرة والتجربة التي مررنا بها عبر عهود من الحكم مختلفة ... بدأت بحكم ملكي مستقر وجمهوري متنوع وانتهينا بديمقراطية المحتل .. خطف وقتل وقطع رؤوس وترداد شعارات ما انزل الله بها من سلطان ... الانتحاري يفجر نفسه ويقتل النساء والاطفال من الابرياء وهو يردد كلمات الله واكبر ... نفس النداء الذي ردده الرسول في معركة احد ... ولعنة الله على القوم الظالمين الذين يشوهون الاسلام ورسالة رسوله الاعظم ) ..

فنجد ان المواطن قد وقع في حيرة من أمره وكذلك الجماهير الشعبية البسيطة وحتى بعض القادة السياسيين ورجال الدين المخضرمين ...

الهدف من كتاباتنا هذه .. ليس لكسب ذاتي اناني ... وانما التحذير والتنبيه لتجنب الوقوع فيما لا تحمد عقباه وربما الى وقوع كوارث انسانية .. وما يحدث اليوم من احداث سياسية ذات طابع اجتماعي ويروّج له بعض المغرضين والمدسوسين من عناصر سيئة وخبيثة ويمكن وصفها بالمريضة نفسيا .. ما يحدث في العراق اليوم واقولها بصراحة مخيف ورهيب بل ومرعب .. ولا احد يعلم اين سترسو سفينة العراقيين ؟؟؟؟ أ هو بر خير ووئام وسلام ...؟؟ ام ماذا ؟؟

وهنا يبرز عندي مصطلح (الحيرة) .. وهذا المصطلح اصبح هاجس كل عراقي عنده ذرة من العقل والشفافية والموضوعية ... فتراه يعاني من (الحيرة) ... ولكي أقرب لاخي القاريء مفهوم الحيرة (والتي قد لا يفهمها البعض بسبب تفشي الجهل المعرفي والثقافي بين جيل الشباب هذه الايام .. لعدم اهتمامهم بالمطالعة والقراءة الجادة) ...

كلمة الحيرة تعني هي الضياع في اتخاذ موقف وقرار بين حالتين واحتمالين مطروحين امام السائل ... والتساؤل مع النفس والذات والان اصبح يشارك به الاخرين ... وعلى سبيل الامثلة لا الحصر... هل اعمل هذا الشيء او لا اعمله ؟؟؟ هل اتزوج فلانة او فلانة ؟؟ هل اشتري هذا او ذاك ؟؟ وبالسياسة .. انضم لهذا الحزب او ذاك (بعد ان توالدت الاحزاب وفرخت وانتشرت تجارة الاحزاب وأصبح تعدادها بالالاف - اللهم زد وبارك - حرية وديمقراطية وسلام) .. واليوم .. اصبح السؤال الشائع .. هل انتخب او اقاطع الانتخابات ؟؟؟ هل انتخب زيد او عمر ؟؟؟ واذا سقط هذا المسؤول .. فمن البديل فلان او علان ؟؟ ومثل ما يكول العراقي (وعلى هالرنة طينج ناعم)

اعذروني اليوم .. فانا حائر ومحيرني زماني ... ما عندي وقت لشرح المثل السابق ..

ولا اخفيكم سر ... العراقيون الاوائل والاصلاء واللي يفتهمون وللاسف جئنا نحن وغير جديرين بحمل رسالتهم وراءهم وما مشينا على خطاهم في الطيبة والمحبة والانسانية ... واقصد اباءنا واجدادنا ..

فهؤلاء اباءنا واجدادنا ما تركوا شيء الا وقالوا فيه مثل او مقولة .. يرشدون الناس البسطاء اليها ... وكدرس يتعلمون منه .. فقالوا في الحيرة ... دعاء وهو دلالة على طيبتهم (اللهم لا يحير عبده او اللهم لا تحير عبدك الضعيف) .. وادخلوها حتى في اغانيهم الشعبية التراثية ولا اتذكرها بالضبط (حيران ... انا حيران .. وصاير مثل السكران) ... اي ان الانسان الحائر ... وهو يمثل بحالة السكر والتوهان ( اي تائه ).. لا يعرف اي طريق يختاره ليسلكه ...

وأجدادنا واباءنا كانوا كما قلت اذكياء فلم يتركوا الناس حائرين ... وأنما اوجدوا لهم الحل للخروج من الورطة اي الحيرة ألا وهي الاستخارة (وهي استخارة الله عز وجل للمساعدة في اتخاذ قرار في امر من امرين ... وبطريقة خاصة يقوم بها اناس قلة من المبروكين ولاسيما من السادة والعلويات الصدك مو اللزك والمنتشرين بكثرة في الدوائر الحكومية والاحزاب السياسة والوزارات الخدمية ... والغريب الملاحظ ان يكون معظمهم من رجال الدين ... اما انا وبصفتي علماني وليبرالي ولا طائفي ومستقل ...

فانا أؤمن (بان بعض الناس يمتلكون قوى عقل خارقة ممن ينطبق عليهم علم البارسايكولوجي) ... فبالاستخارة تعتبر افضل طريقة للخروج من الحيرة وهذه نعمة ربانية ونفسية تساعدهم على ايجاد الحل واتخاذ القرار ... وقد لا تصدقون .. ان البعض وصل به الحال الى ان يستخير ومثلا ...

هل يخرج من البيت أو لا او هل يشرب هذا الدواء او لا ؟؟؟ وعلينا ان نتفق ولا نختلف على ان الله وحده هو علام ألغيوب .. لكي لا نلجأ للاستخارة ونكفر ...

ما الذي جعلني اتناول هذا الموضوع اليوم بالذات واهتم بالحديث عنه ... هو ما يثار من تساؤلات (وفي كثير من الاحيان هي مشروعة ومحقة ومثيرة فعلا للحيرة) مثلا عن مفهوم العنف واللاعنف الذي طرحه الاستاذ سليم شاكر الامامي في احد تعليقاته وتطرقه لما حصل من عنف تجاه الاستاذ صالح المطلك رافضا هذه السلوكية (وتورط كما يبدو لي) حيث تصدى له احد الاخوة من خلال طرح وجهة نظر ايضا صحيحة ومقبولة .. والسبب الثاني هو ما طرحته انا شخصيا (ويبدو لي انني ايضا احرجت نفسي واوقعتها في حيص وبيص) في احدى مقالاتي حول ان الخطاب الطائفي في تظاهرات الرمادي دعوة للتقسيم فقاوموه .. فلنقاومه ويجب ان نتصدى له لان التقسيم ليس في صالح شعبنا .. فالبعض وهو محق ايضا عندما يطرح تساؤل .. وهل نترك المطالبة بمحاربة الفساد والظلم والتهميش بدون اعتراض ؟؟؟ من التساؤلات المحرجة وباسلوب محق ومعقول .. وتوصلت الى قناعة ان اقول واردد ... والله حرنا وياكم ؟؟؟

كل هذه الطروحات والاسئلة التي تترتب عليها تثير الحيرة .. فهل علينا الاستخارة كي نكتب افكارنا ؟؟؟ ونصيغ اراءنا ؟؟ ... مثلا هل العنف افضل من اللاعنف او العكس ؟؟؟ او هل الخطاب الطائفي افضل او تركه افضل ؟؟؟ وهل نستخير ... اذا كان تقسيم العراق افضل او تركه موحدا على اشلاء الجثث .. افضل ؟؟؟ اسئلة محيرة ... واجوبتها ايضا محيرة ... لنتفق وبصوت واحد وكعادة المسلمين الاخيار والاتقياء الابرار (الخير في ما اختاره الله) والحمد لله الذي لا يشكر على مكروه سواه ...

وهنا لابد لي ان أختم ... واتمنى ان يكون ختامها مسك .. الاحتلال وما ادراك ما الاحتلال فهو رأس البلاء والنكبات ... فلولا الاحتلال ... واذناب الاحتلال من العراقيين ... والمرتزقة من تجار السياسة والدين ... لما اصابنا ما اصابنا ولما اضطر الاحرار والمظلومين والمضطهدين والشرفاء للاعتصام والتظاهر والاضراب عن الطعام ... في ساحات الاحرار في كل مكان .. واللهم على طريق الحق والحرية والديمقراطية موحدين ولوحدة شعب العراق منتصرين ..

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا

 

free web counter