| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الأحد 3/2/ 2013



ما سبب النأي بالنفس عن قيادة انتفاضة الانبار ؟؟؟

نوري جاسم المياحي 

يبدو لي ان الصراع السياسي بين الاطراف المتنازعة في العراق وعلاقته بالصراع في المنطقة العربية والاسلامية وفي العالم اجمع بدأ يتأثر وبشكل سريع وواضح لما يجري من تغير بين الاطراف المتنازعة على الارض ولاسيما في الساحة السورية وعدم انهيار النظام وصموده امام الهجمات الشرسة لمعارضيه وانفضاح الادوار المبطنة والعلاقة المشبوهة لقوى المعارضة المسلحة السورية بقوى الخارج المعادية لسوريا ولاسيما بعد ان دمرت الدولة السورية والفشل المريع لنظام المرشد في مصر العروبة ونتائج الانتخابات الامريكية والفوز الثاني لاوباما وفشل نتنياهو في الانتخابات الاخيرة ... وما حدث في مالي والجزائر ... واخرها ما حدث بالامس من محاولة تفجير السفارة الامريكية في تركيا (من قبل انتحاري يساري متطرف مما يدل على يقظة يسارية بعد سبات دام اكثر من 30 سنة).. وتراجع المعارضين السوريين وربما بوحي من امريكا المتمثل بتراجع المعارض هيثم المناع ومعاذ الخطيب عن مواقفهم الصلبة الداعية الى اسقاط النظام السوري .. والاخير ينتمي للتيار الاسلامي ..

ولنعد لساحة الصراع في العراق والذي تمثل في التظاهرات والاعتصامات ومحاولات العصيان المدني والتي بدأت بالانبار وانتشرت الى المحافظات الغربية ... وكما شاهدنا في الجمعة الاخيرة (جمعة الوفاء لشهداء الفلوجة) بدأت الفعاليات المناهضة تنتشر نيرانها في بغداد ويلاحظ التململ الجماهيري المعارض في محافظات الوسط والجنوب ولاسيما في البصرة وذي قار ... مما ارعب زمرة الحكام والقادة الفاسدين والفاشلين والمنتفعين وجعلهم يتراكضون للفلفة الازمة ومحاولة تطويقها وتقليل خسائرها ولاسيما بعد ان شعر الجميع ان جماهير الشعب العراقي ستغرق مركبهم بكل ركابه وقادته ..

كلنا يذكر كيف بدأت الانتفاضة ؟؟؟ بدأت عندما اعتقلت قوات الحكومة حماية وزير المالية رافع العيساوي و(بالجملة كالدجاج) وبشكل استفزازي وارعن وعدواني ..

وبما ان الوزير من انصار جبهة التوافق المعروفة سابقا وهواه المعلن وربما انتسابه للحزب الاسلامي وشجعه على ذلك اندفاع زميله النائب العلواني بتصريحاته النارية ... ودعواتهم لاهالي الانبار وبنفس طائفي واضح (انذاك) وجلي للاحتجاج على الحكومة التي هم جزء فاعل فيها ...

وفعلا شاهدنا كيف استجابت جماهير الانبار المظلومة والمسحوقة وسارعت لتلبية النداء وبكافة اطيافها وتوجهت الى ساحة الشرف والكرامة للتعبير عن ارادتها في نبذ الظلم والظالمين ... وهنا لابد لنا من تذكر ما صاحب هذه الخطوة الشعبية الرائعة من تصدى بعض رجال الدين والمعممين المسيسين لقيادة الانتفاضة واعتلاء منابرها ... ورفع شعارات ولافتات وصور واعلام كانت متناقضة في الوسيلة والاهداف لحقيقة مطالب العراقيين ... مما اعطى للخصوم من انصار الحكومة الاسلحة والوسائل الفعالة المضادة لافشال العملية برمتها ... فاخرجوا المظاهرات والجماهير في وسط وجنوب العراق في حركة ارتدادية والتفافية معارضة لما يحدث في الانبار وبقية المحافظات الغربية ... مما اساء الى زخم الانتفاضة وأبطأ اندفاعها الثوري وطبعها بطابع طائفي ... ولكن وبمرور الوقت وتوالي ايام الجمع .. استعادت مسارها المطلبي الصحيح .. بالرغم من محاولات البعض لحرفها ثانية .. ولو انني اشك في صدق واخلاص الكثيرين ممن يركب الموجة حاليا .. واستنتاجا مني من عبر ودروس التجارب الماضية والفاشلة للاسف بسبب النفسية العراقية المريضة ..

السؤال المطروح ... هل نجحت الحكومة واحزابها المشاركة معها في الحكم .. في احتواء غضب الجماهير ؟؟؟ الجواب من وجهة نظري المتواضعة .. اقول وبكل صراحة لا بل وفشلت في مسعاها فشلا ذريعا لانها اتخذت اجراءات ترقيعية وتفتقر للصدق وحسن النية ..

ولان المواطن العراقي قد لمس خبث السياسيين وسوء نواياهم ... وان سد الخوف عند الناس الذي استمر لخمسين سنة فد انهار وسيصعب احتواء السيول التي ستجرف كل من يقف امامها من الدجالين .. ولاسيما وانني اشم رائحة تغير في الموقف الامريكي خاصة والغربي عامة بعد اعتلاء اوباما للعرش الامريكي ثانية ... واكتشافهم خطأ تسليم السلطة للاسلاميين المتطرفين ..

ما الذي يدفعني لتبني هذه القناعة ؟؟؟ اولا موقف الحزب الاسلامي العراقي (الذي يمثل بشكل او باخر شريحة سكانية تعادل نصف الشعب العراقي) ...والحقيقة التي يعرفها كل الساسة العراقيين ... ان الحزب الاسلامي هو الواجهة السياسية لحركة الاخوان المسلمين في العراق وهم جزء من حركة الاخوان في العالم ... وبسبب الظروف والتوازنات الطائفية التي تميز العراق عن بقية اقطار المنطقة والتأثير المباشر والفعال لايران الاسلامية فيه والصراع (التركي - السعودي) - (الايراني) .. وكما نعلم ان للولايات المتحدة مصالح والتنافس على النفوذ ومنابع النفط مع روسيا والصين في منطقتنا على اشده .. ومحاولات الاخوان المسلمين السيطرة على السلطة لاقامة دولة الخلافة الاسلامية الراشدة بقيادة تركيا الاخوانية على الكثير من الانظمة العربية الموالية للغرب وامريكا مهددين الاستقرار ومصالحهم كما حدث في لبنان وسوريا والاردن ومصر وحتى في دول الخليج كالكويت والامارات العربية ... وتنامى نفوذ تنظيم القاعدة والتطرف الاسلامي المعادي للدولة العبرية (ولاسيما المتمثل بحركة حماس الفلسطينية) .. كل هذه المواقف ربما تبرر للمتتبع لاحداث الانتفاضة الشعبية في المحافظات الغربية ... محاولة النأي بالنفس والتملص لقيادات الحزب الاسلامي العراقي من قيادة الفعاليات الشعبية وشعورهم بانفلات الوضع الامني العام مما يحملهم مسؤولية ادبية وتاريخية هم في غنى عنها .. ودل على ذلك تصريحات النائب سليم الحبوري وغيره من قيادات الحزب الاخيرة ... واخرها البارحة نفي الدكتور سامي عبد الحميد الامين العام للحزب لقاءه بالاستاذ طارق الهاشمي وامير دولة قطر .. الدولة الراعية والممول الرئيسي لحركات الربيع الاسلامي في الدول العربية ...

وهنا لابد للمرء او المراقب .. ان يتساءل .. هل هذا الموقف من الحزب وقياديه له علاقة بدعوة تنظيم القاعدة العراقي لتبني الكفاح المسلح واستخدام السلاح لاسقاط النظام العراقي كي لا يتحملوا نتائج الصراع الدموي وسيول الدماء التي ستسيل في شوارع بغداد ؟؟ وماهي الدوافع الحقيقية لهذا الموقف ؟؟؟

ام النأي بالنفس عما يخطط له حزب البعث بقيادة شيخ المجاهدين !!عزة الدوري كما تشير اليه بيانات الحزب المتكررة ..؟؟ وكموقف مبدأي وعقائدي ؟؟ ام هو موقف تكتيكي انتخابي سياسي مرحلي ؟؟؟

او بسبب توفر القناعة لديهم بان الفوضى الهدامة والتي يتجنى البعض على شعبنا ويسمونها الفوضى الخلاقة والبناءة (ظلما وعدوانا) ستعم العراق بسبب تعنت الزمرة والاحزاب الحاكمة وتمسكها بتلابيب الكراسي والامتيازات والمنافع ؟؟؟

ام بسبب توجيهات وتعليمات استلموها من السيد الامريكي القابع في المنطقة الخضراء ؟؟؟ او العم البريطاني القابع في لندن ؟؟

وقد تكون هناك دوافع واسباب اخرى غير الواضحة والتي ذكرتها .. ولا يعلمها الا الراسخون والمنتفعون من السياسة والاحزاب والغاطسون الى اعناقهم في العمالة ...

الخلاصة ... مهما عملت الحكومة واحزابها المشاركة بالحكم وبلا استثناء الموالية للمالكي والمعارضة له ... تأكدوا ان الجماهير الجائعة والمحرومة والمقموعة قد خرجت من قمقم الخوف ... ومع قرب الانتخابات يوما بعد يوم ... سنرى ان صلاة الجمع (التي يطلق عليها الصلوات الموحدة) ... والتي تثبت ان السياسة قد وصلت للعبادات الاسلامية وسيّسوها للاسف ... وان ظاهرة تسمية الجمع باسماء تعبيرية ذات مغزى ستتوالى وستتصاعد ... واجراءات الحكومة القمعية والمضايقات ايضا ستتزايد وستتصاعد .. جمعة بعد جمعة ... وفي النتيجة سيزداد بوس اللحى بين المالكي والنجيفي والمطلك والحكيم وبقية الشلة لانقاذ انفسهم واحزابهم ... وستزداد الاجتماعات للجان الخمسية والسباعية وربما التساعية والحبل على الجرار .. كل هذه اللعبات لن تنفعهم ... المارد المظلوم قد خرج من القمقم ... وطلبات المواطن ليست مقتصرة على الفقرة (4) ارهاب او المساءلة والعدالة كما يصورها البعض من الساسة او كما يريد ان يختزلها ويقزمها البعثيين والاخوان ...

المواطن يطالب بحقه المشروع بالحياة الكريمة .. بالحق والعدل والانصاف والمساواة ... يطالب بمحاسبة كل مسؤول سرق حريته وسيادته وثروته الوطنية .. يطالب بالحرية والامان ويطالب بالسكن اللائق والتعليم وتوفير كل الخدمات ولاسيما الرعاية الصحية ولقمة العيش وفرص العمل الكريم والهواء النقي والماء النظيف ...

يطالب بدولة القانون .. والمؤسسات لا بدولة المافيات والمليشيات والعشائريات .. ويرفض اشتغال رجال الدين بالسياسة ..

وبما ان هذه الطلبات لن يمنحها لهم القادة الحاليون ومعظمهم من اصحاب العمائم وان لم يلبسوها على رؤوسهم .. ومنذ عشر سنوات ملعونة فاسدة فاشلة مرت عليهم وهم يتحاورون حوار الطرشان ... فلابد للشعب ان تواتيه الفرصة وسيقلب السحر على الساحر ... ورحم الله المرحوم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب في زمن المرحوم الشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم ... كان يردد ومن على منبر محكمة الشعب ... العراقي يقره الممحي ومفتح باللبن ... فهل يفهم هذه الحقيقة فرسان العملية السياسية الحالية من المعممين ومن كل الطوائف وبلا استثناء ... ان صبر العراقي قد نفذ ...

وأدعو الباري عز وجل .. اللهم استر شعبنا من قادم الجمع ومن محاولات المندسين لتفجير الاوضاع وقتل الابرياء كما فعلوا بشهداء الفلوجة و اثناء الصلوات الموحدة ... وهذا ما تؤكده دعوات الفتنة وحمل السلاح واستعراض الكراديس العسكرية في ساحات المظاهرات وقيام بعض الفضائيات على حث العسكريين على التمرد وكما فعلوا مع الجيش السوري .. فافهموها جيدا يا ساسة يا لئام .. واتركوا الترقيعات .. واسلوب اللف والدوران .. والتخديرات وارحموا فقراء الشعب .. ارحموا العاطلين .. ارحموا من لا يملك سكن ...ارحموا الارامل والايتام ... ارحموا من لا يملك ثمن لقمة العيش او ثمن حبة الاسبرين ..

اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلوا او ارتحلوا ...

 

free web counter