| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الخميس 30/8/ 2012



عراقنا .. يبقى مرتع خصب للمحتالين والنصابين

نوري جاسم المياحي

الجهل ... الفقر ... الحاجة ... بساطة وطيبة العراقي ... فقدان العقوبة الرادعة ... موهبة النصب والاحتيال عند بعض العراقيين ... كل هذه المقومات والحقائق... جعلت من بلدنا ومواطنينا المحتاجين ولاسيما الفقراء هدف مباشر وسهل للخداع والسرقة وهذه الظاهرة تزداد يوما بعد يوم بسبب انتشار الفساد المالي والاداري ... وجعلت من بلدنا ومواطنينا المحتاجين ولاسيما الفقراء هدف مباشر وسهل للخداع والسرقة وهذه الظاهرة تزداد بالظهور كلما ضعفت الحكومة .. وغياب القانون وانتشار الفوضى السياسية كما يحدث حاليا ومنذ الاحتلال اللعين ..

من هنا ننطلق لتحديد ظاهرة النصب والاحتيال التي يتعرض لها العراقي بين حين واخر (والمؤلم تمر عمليات النصب بسلام وكأن شيئا لم يحدث وكما يعرف المواطن .. تنهب فلوسه وهو ساكت ويبلع القازوق ويتحمل المصيبة سنطاوي ولا من شاف ولا من درى وبحجة الخوف من الفضيحة والضحك عليه وكما يقال ان القانون لا يحمي المغفليين والحسبة تايهه والشليلة ضايع راسهه) ولا يخفى عليكم اننا نعيش العصر الذهبي للفلتان القانوني والفساد الاخلاقي والقيمي والمالي والاداري والاقتصادي وعلى رأسها وفي مقدمتها الفلتان السياسي وعدم الخجل والمستحة من العمالة للاجنبي ... وبدأ ذلك منذ الاحتلال واستمر بدون معالجة حتى يومنا هذا ...

كبار السن من العراقيين وبعد ثورة 14 تموز 1958يذكرون جيدا كيف ان احد النصابين (وان لم تخني الذاكرة كان اسمه عبد الستار ويقال انه كان يعمل محامي ونصاب درجة اولى ) .. ومستفيدا من الفوضى والحرية التي سادت في المجتمع البغدادي والهاء العراقيين بسبب الصراع الشيوعي والقومي العربي ... اعلن هذا المحتال للناس عن بيع اراضي سكنية بالتقسيط وبثمن رخيص جدا ... مما دفع الناس من الطبقة الوسطى والفقيرة الى بيع كل شيء يملكونه لشراء ارض الاحلام وبناء بيت العمرالمنشود ... ولم يعلموا انهم سيخسرون كل ما يملكون بسبب موهبة نصاب ومحتال ...

وبعد ان جمع مئات الالوف من الدنانير وفي يوم من الايام صحا المساكين ان مكاتب بيع الاراضي قد اغلقت وطار العصفور ولحق به كفيله الزرزور .. بما جمع من مئات الالاف من الدنانير .. وهكذا تبخرت الاحلام وتحولت الى كوابيس ومعاناة وحسرة استمرت لعدة سنوات كي تنسى ...

وبعد عشرين سنة من عملية نصب المحامي المحتال تتكرر عمليات النصب والاحتيال وباسلوب ثاني وجديد ... ففي الثمانينات انتشرت اشاعة كالنار في الهشيم وايضا بين الفقراء والموظفين المعدمين ... بظهور شخص اسمه سامكو ... يستثمر الفلوس التي تعطى له ويعطيك ارباح شهرية تصل الى مئة بالمئة ... من قيمة المبلغ المستثمر.. وبعد ان جمع المليارات من الدنانير وظهور منافسين له كالمسمى سعدكو وغيره ممن لا اذكر اسماءهم وفاحت الجيفة وهرج ومرج واستغلتها المعارضة السياسية لنظام صدام باسنادها الى عدي صدام حسين مما دفع السلطات الامنية .. الى المسارعة والقبض عليهم ومصادرة الاموال الطائلة والتي عرضت في حينها على شاشات التلفزيون ( بيوت مليئة باكياس وكواني المال ) واودع النصابين في السجن .. والغريب الاموال صودرت من قبل الحكومة وكالعادة خرج المواطن فارغ ومفلس من المولد بلا حمص كما يقول العراقي علما انني سمعت ان الكثير من المخدوعين باع داره ليستثمر ثمنها بربح سريع ومريح (لعنة الله على الفقر والحاجة)

واذكر شخصيا يوما جاءني احد الزملاء من الضباط (المثقفين) يدعوني للمشاركة في احد المشاريع المشابهة والخاصة باستيراد مواد احتياطية للسيارات ... فرفضت بقولي له ... حتى لو كان الاخ يستورد ذهب لما وصلت الارباح الى مئة بالمئة ... وفعلا وبعد سنة اكتشف هذا الضابط واخوانه المخدوعين حقيقة اللعبة وضاعت فلوسهم وتبخرت (الصاية والصرماية) ولاسيما الكثير من الضباط كانوا ضحية لعملية نصب والغريب بطلها النصاب كان جندي مكلف وبرعاية ضابط كبير ومعروف ومحترم من الجميع وثقة حينذاك حيث كان واجهة ومخدوع هو ايضا .. ولكنه للاسف شارك بالعملية والله اعلم بحقيقة مشاركته (لان الرجل رحل الى حيث لا ينفع لا مال ولا بنون رحمة الله عليه).

بالامس اعلن نائب محافظ احدى المحافظات والخبر اذاعته احدى الفضائيات ... ان احدى الشركات الوهمية لبيع السيارات بالتقسيط .. كادرها نهب عدة مليارات من اموال المواطنين الغلابا واختفى ... وهنا اعلق واقول ... هل العراق بحاجة الى سيارات .. الحكومة تستورد والتجار تستورد واقليم كردستان يستورد مئات الالاف ويبيعها لعرب المحافظات الاخرى رخيصة .. يا اخوان ... اخرجوا للشارع وتفرجوا ... اذهبوا للبيوت وتفرجوا ... لا يوجد بيت الا وفيه 3 او 5 سيارات واقفة حتى اصبح المثل العراقي ينطبق علينا ( علج المخبل ترس حلكه ) او (شاف ما شاف ... شاف سيارة امه واخترع) ..

دعونا نناقش هذه المصيبة ... النظام والحكومة الحالية تشجع على هذا الفلتان والذي له تأثير مباشر على الامن الوطني ... حيث ليس من المعقول فتح الابواب لاستيراد السيارات بظروف امنية متردية للحضيض مع سوء وقلة الوقود وضيق الشوارع وتنوع الموديلات والانواع وعدم منح اجازات السوق او منح ارقام لها وتسجيلها باسم صاحبها الحقيقي وعجز الاجهزة الامنية عن ايقاف سرقة السيارات ومعرفة عائدية السيارات المفخخة التي تفجر يوميا ... والاهم من كل ذلك تجارة السيارات استخدمت بغسيل الاموال التي تغذي الارهابيين وعمليات الارهاب ... فالى متى حكومة المحاصصة الطائفية نائمة ؟؟؟ وتستمر هذه الفوضى وكيف سنحمي الوطن والمواطن ؟؟؟ ان كان بعض بل الكثير من المسؤولين هم خبراء بالنصب والاحتيال .. والفساد مستشري بالبلاد؟؟؟

الى متى ..نبقى نردد القانون لا يحمي المغفلين ؟؟ ولاسيما وان شعبنا يرفل باثواب الجهل والفقر ولحاجة والاضطرار ؟؟ الى متى ؟؟؟

لنرفع اصواتنا يا اخوتي وبلا خوف او مجاملة ومحاباة ... من وكيف ومتى سينقذ العراق وشعبه ؟؟؟

هل ننتظر من بايدن الامريكي ومرافقيه الذين سيصلون بغداد بعد يومين حلاً لازمة السيارات وتسجيلها في دوائر المرور وتقليل الاستيراد ؟؟؟ هههههه ... لا اعتقد ذلك ؟؟؟


اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...

free web counter