| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 30/12/ 2011



المزور فرحان والوزير حيران

نوري جاسم المياحي

عندما ينطبق الوصف العراقي الشائع ( شليلة وضايع راسها ) على عمل الدولة ومؤسساتها الامنية ...نجد ان الامور تسير من سيء الى اسوأ وبدون اي حل ,. ,واقرأ عليها السلام ... و كما نقول باللهجة العراقية اشرب عليهه ماي باجة .. ولاسيما عندما يختلط الحابل بالنابل ولا تتوفر ابسط الكفاءات والقدرات الادارية ... وتبخر الاخلاص في العمل والنوايا... وفقدان الثقة بين الساسة والطامعين ... وبالنتيجة تضيع الحقيقة ... والكل يتهم الكل كما تشاهدون وما تسمعون ... ويبقى المواطن المسكين ( مثل الاطرش بالزفة يلتفت يمنة ويسره ) وهو الضحية وهو من يدفع الثمن ...

العراقي هذا الانسان الطيب والمسحوق والمضحي وطيلة السنوات الماضية عاش الارهاب بكل مأسيه ... وتعايش معه بالرغم من الثمن الباهض الذي يدفعه يوميا من ارواح الابرياء ومن احبائه واقربائه واصدقائه... وللاسف يبقى المسؤول بعيدا عن تحسس آلام هذا المسكين ... وللاسف ايضا يختزل قضيته بحفنة من الدنانير ... باسم التعويضات كما يفعل الوزراء ومحافظ بغداد بعد كل تفجير مباشرة (وكأنها كليشة حفظوهه اله بالابتدائية )...وكأن تيتم الطفل او ترمل المرأة .. او فقدان المعيل أو ضياع تحويشة العمر ... تحل بحفنة من الدنانير (يوعد بها وقد يراها او قد تنسى وتصبح ذكريات)...وهذه المبالغ ان حصلوا عليها لا تكفي لسد مصروفات الدفن او اقامة الفاتحة ومصاريف العزاء ...

الخلاصة ... الارهاب مستمر يضرب متى شاء واينما شاء ... ومسؤولينا الميامين والمحترمين ( واحد يجر طول والاخر يجر عرض وأقبض من دبش ) ...ولو انني لست اخصائي في مكافحة الارهاب والارهابيين كالسفيرين الامريكيين ( ابو حيدر السيء الصيت بريمر وما تبعه المدعو نكروبونتي ) ... ولكن مع هذا (اكو نبي وصلوا عليه) وعندنا عقل ونميز ان للارهاب مفاصل عديدة ومهمة ... ان شاءت حكومتنا العتيدة ... تفكيك هذه المفاصل واحد تلو الاخر ... تستطيع وبسهولة القضاء على الارهاب وحواضنه ومصادر تمويله ... ولكن للاسف ( وهذا ما كتبت ونبهت عنه عدة مرات سابقة ) ... ويبقى الوزراء والنواب والمسؤوليين الامنيين (جنهم ما يدرون منين جاية السطرة)...وكأنهم في واد ونحن الضحايا في واد ثاني .. لا يسمعون ..ولا يقرأون .. وكأن القضية لا تهمهم .. ومثل ما يوصفون العراقيين مثل هذه الحالة (اذان المسؤول واحدة معمولة من طين والاخرى من عجين ) ...

ما دفعني للكتابة ... ولكي لا ننسى في خضم مهزلة الهاشمي والمساجلات والتصريحات النارية من هذا الطرف او ذاك والشحن الطائفي وحرق اعصاب الشعب ... ولنتذكر كيف صرحت اللجنة القانونية (وبفرح غامر وسعادة باهرة وكأنها فتحت ﭽنه قلعة)... انها توصلت الى صيغة قانونية لاعفاء المزورين ... ما عدا من درجته الوظيفية معاون مدير عام فما فوق ( بربكم اكو واحد يقبل بهالحجي المخربط ؟؟؟ يله ما علينا ... المشرعين في الحكومة ومجلس النواب ... ماخذينه على كد عقولنا )... وهنا اتوقف مليا عند اخر خبرين عن التزوير والمزورين ... كلكم تذكرون الخميس الاخير الدامي .. وانا كمواطن عراقي بالتأكيد لن انساه... وكنت اتابع الاخبار على الفضائيات بلهفة وقلق وحالي كحال اي عراقي منكوب... واذا باول خبر اسمعه من الناطق ان ثلاث سيارات انفجرت .. وهي تحمل لوحات ارقام (مزورة) ... وهنا يجدر بنا التوقف قليلا ... ليش المسؤولين الامنيين ما يدرون شكد سيارات مسروقة ومهربة تمشي بالشارع ؟؟؟ ومديرية المرور ابطأ من السلحفاة في منح ارقام السيارات ؟؟؟ وعملية التزوير ثابتة على المجرمين ... وهي ليست اول مرة يزورون فيها ... ومن قام بعملية التزوير ... هو عراقي له اسم وعنوان وجريمة ... وبالتأكيد هو ليس بدرجة وزير او مدير عام او محافظ او حتى معاون مدير عام ... وهل عملية التزوير اقتصرت على ارقام السيارات ؟؟؟... او شملت تزوير هويات وباجات مرور وربما وثائق مكملة اخرى ؟؟؟ فهل يعقل او يقبل ان تقوم الحكومة والنواب الاشاوس باعفاء المزورين من جرائمهم ؟؟ من خلال اصدار قانون العفو العام المزمع اصداره ؟؟؟ والنتيجة التي توصلت اليها من مراقبتي لما يجري من احداث ... ان المسؤول (متونس على التفجيرات والقتل العشوائي) وبصراحة اقولها انهم غير جادين في مكافحة الارهاب ... واتهامهم للاجهزة الامنية بالاندساس والاختراق ... عندهم اسهل من مقاومة عملية الاختراق بسبب الوثائق المزورة ... كلنا نعلم ان وضع الخطط لمكافحة الارهاب والارهابيين لا يضعها شرطي او جندي او حتى ضباط صغار ...وانما المسؤول عنها هم القيادات .. وبما ان القيادات ملتهية يالشفط واللفط .. يبقى الصغار يدفعون الثمن يوميا ..

اما الامر الثاني الذي حيرني واثار في نفسي الخيبة والغضب ... هو ما اعترف به ومن على شاشة احدى الفضائيات في مقابلة خاصة مع الاستاذ حسن الشمري وزير العدل عندما سأله المذيع عن عملية هروب قاتل محافظ السماوة من عقوبة الاعدام (وعلى عينك يا حاجب)... وعلى سؤال ... هل في وزارتكم فاسدون ؟؟؟ اجابه الوزير وبصراحة جديرة بالاحترام (مني على الاقل)... نعم يوجد في الوزارة ودوائر الاصلاح ( السجون ) فاسدون ومرتشون وممن يحمل وثائق مزورة ... واعجبني اكثر في الوزير صراحته وصدقه في ملاحظة جديرة بالانتباه ...عندما قال ... المصيبة .. عندما تطلب الدائرة من الموظف حامل الشهادة المزورة بجلب شهادة (صحة صدور كما معروف ومعمول به حاليا..) يجلب صاحب الشهادة المزورة كتاب يؤيد صحة الصدور للشهادة المزورة!!!!!!!!... اليس من حقي انا كمواطن أن اتساءل.. لولا فقدان الرادع والعقوبة .. لما وصلنا الى هذه الحالة المزرية ... عندما يقف الوزير المسؤول وهو وزير العدل حيران لا يدري كيف يعالج المشكلة ... لانه وحيد ( واليد الواحدة لا تصفق ) ...

وظاهرة غريبة اخرى وهي خلط الاوراق عند رموز الكتلة العراقية وبقية الكتل.. وهي تحاول رد الصاع صاعين الى كتلة دولة القانون في صراعهما من اجل البقاء في السلطة ولاسيما بعد مهزلة اصدار مذكرة القاء القبض على الهاشمي ( سواء صحيحة او ملفقة كما يدعون )... وهي مطالبتهم وعلى شكل شرط واجب التنفيذ قبل العودة من مقاطعة العملية السياسية .. الا وهي المطالبة باطلاق سراح المعتقلين وفورا... سؤالي اين كنتم يا سادة يا قادة يا كرام ؟؟؟ طيلة سنوات الاحتلال والسجون مليئة بالمعتقلين وانتم ووزراءكم بالحكومة ... لم لم تطلقوا سراح المعتقلين والغالبية العظمى منهم ابرياء؟؟؟؟ ولماذا لم يدرج هذا الشرط في اتفاقية وتفاهمات اربيل وقبل تشكيل حكومة الشراكة الوطنية كما تسمونها ؟؟؟؟ الان وبعد ان اعتقل 3 من حماية الهاشمي ... اصبح اطلاق سراح المعتقلين شرط للتسوية بينكم وبين دولة القانون ؟؟؟؟ وانا اقولها ... والله شاهد على قولي هذا ... لا احد منكم يا سياسيي العراق اليوم يفكر بهذا الشعب المظلوم بجدية تتناسب مع مأساوية الوضع الراهن ؟؟؟... تفكرون بمنافعكم وكراسيكم ومناصبكم وامتيازاتكم وجيوبكم ... وتنسون هذا الشعب .. ترون بام اعينكم .. الشرطي يقتل والجندي يقتل والعامل (الكولي) في المسطر يقتل والمرأة وطفلها بالشارع يقتل وبدم بارد .. وانتم على مناصبكم تتقاتلون وللفتنة الطائفية تخططون ... ولتقسيم العراق تعملون ؟؟؟ والمصيبة الادهى والامر باعداء العراق وراء الحدود تستنجدون ... والله هذا عيب وامر يثير الحزن في النفس .... فيا قادة الكتل السياسية ....والنواب ...

توقفوا عن الدفاع عن القتلة والمجرمين ...
توقفوا عن الدفاع عن الفساد والمفسدين ...
توقفوا عن الدفاع عن التزوير والمزورين ...

اللهم اانتقم ممن لا يخافك ويخشاك ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ...........
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...


 

free web counter