| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الأحد 30/8/ 2009



التوريث السياسي وتهميش الديقراطية ... نعمة او نقمة ؟؟؟

نوري جاسم المياحي

لقد ترددت كثيراً في كتابة هذا الموضوع لحساسيته في هذه الايام المؤلمة بالنسبة لعائلة الحكيم .. التي خسرت عميدها السيد عبد العزيز الحكيم الذي انتقل الى جوار ربه .. بحسناته وسيئاته .. ونسأل الباري عز وجل ان يتغمده برحمته ..
الموضوع الذي جلب انتباهي واثار دهشتي كعراقي .. ما واكب عملية التشييع والدفن من دعاية انتخابية اقل ما يقال عنها استغلال رخيص لمكانته كزعيم للائتلاف الشيعي الموحد .. ورئيس للمجلس الاعلى الاسلامي في العراق .. وكما يلي :-
1- كل مسلم يعرف ان اكرام الميت دفنه .. اما تأخير الدفن لمدة 3 ايام او اكثر لكي يتسنى لابنه لكي يلقي كلمة في جامع براثا ظاهرها تأبين المتوفي .. وواقعها خطبة سياسية دوافعها انتخابية .
2- وفي اليوم التالي.. كان الاجتماع في الصحن الحيدري الشريف والقاء الكلمات التأبينية وهذا امر لا غبار عليه ومشروع ولكن قراءة الوصية التي يكيل المدح فيها المرحوم لابنه السيد عمار الحكيم وترشيحه لخلافته في رئاسة المجلس هنا تثار علامات الاستفهام ؟؟
3- عدد الصور التي كان يحملها الحضور والتي تعد بالالاف للسيد عمار لهي ظاهرة تلفت الانتباه وكأنها مهيئة ومخطط لها سلفاً لغرض امر فرض الواقع سواء قبل به قادة المجلس أم لا.. والهتافات التي ترددت بحياة السيد عمار الحكيم كانت بمثابة مبايعة جماهيرية له (تذكرني بما جرى في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي وقبل دفنه ) مما وضع قياديي المجلس كالسيد صدر الدين القبانجي والشيخ همام حمودي والدكتور عادل عبد المهدي والشيوخ الصغير والمولى و العطية وباقر جبر الزبيدي محصورين في زاوية ومثل ما يكول المثل العراقي ( مثل بلاع الموس ) علما اننا استمعنا الى تصريحاتهم قبل هذا بأن مجلس الشورى في المجلس هو الذي سيقرر من سيكون رئيس المجلس .. ولكن الوصية والاعلان والمبايعة .. جعلتهم يتراجعون ويؤيدون سواء ( بقناعة او بدونها ) خوفاً على تفكك المجلس ولا سيما وهم مقبلون على المعركة الانتخابية.
4- السؤال الذي يطرحه امثالي المستقلين .. هل توريث الاب لابنه لو كان صحيحا لماذا لم يخلف السيد محمد باقر الحكيم والده السيد محسن الحكيم بالمرجعية ؟؟ وهذا ينطبق على ولده الاخر السيد عبد العزيز الحكيم ؟؟ وهل سيرث السيد محمد رضا والده السيد علي السيستاني ؟؟؟
5- لماذا الاستعجال و تجاوز هيئة الشورى في المجلس الاعلى في وقت كان المفروض اتباع السبل السليمة والاصولية من حيث اجتماع الكلمة ومن خلال هيئة الشورى في المجلس وانتخابه بشكل اصولي واعلانه على الملئ .. كي لا تعطي الفرصة والذريعة لي ولامثالي للتعليق.
6- السؤال الموجه لقادة المجلس وهم من السياسيين الرواد الذين واكبوا تشكيل ونشاط المجلس الاعلى ومنذ الثمانينات بحلوها ومرها .. هل يجوز توريث الاب لابنه ؟؟؟ والا ما الحكمة من وجود هيئة الشورى في المجلس . والنظام الداخلي ؟؟؟
7- الا يأخذ المجلس وقيادته بنظر الاعتبار العمر والكفاءة والخبرة والسمعة لمن يتصدر رئاسة المجلس؟؟
8- ان العراقيين وبعد ان طال عليهم حكم صدام حسين للعراق ويأسهم من تركه للمنصب مما اصابهم بالاحباط و الملل منه بحيث كانوا يتندرون وينكتون فيما بينهم ويتناقلون النكات بان حكم العراق طابو لصدام وعائلته و سيتولاه عدي من بعده حتى يصل ويستلمه ابن حلا .. ابنته الصغرى .. وهذه يعرفها كل العراقيين واستنكارا لسياسة التوريث.
9- الم يسمع قادة المجلس بما يتندر ويتناقله العراقييون حيث يسمون السيد عمار الحكيم بالسيد عدي الحكيم ؟؟ تيمنا وتشبيها بالاخير ويعلمون جيدا مدى محبة !! العراقيين للسيد عدي صدام حسين وبالتأكيد هذا لن يكون في صالح المجلس عموما .
10- كل السياسيين وبما فيهم المجلس الاعلى ينادون ويدعون للديمقراطية وتطبيقها وللعراق الديمقراطي الجديد .. فأذا كان اكبر حزب وهو المجلس الاعلى والذي يتصدر العملية السياسية في الوقت الحاضر يجاهل ويهمش و لا يطبق الديمقراطية بين صفوفه فلنقرأ على الديمقراطية السلام .. فأذا كان الحكيم يورث ابنه والطالباني يورث ابنه وربما غدا يورث المالكي ابنه وحتى عباس البياتي يورث ابنه ويسير على هذا المنهاج الوزراء يورثون ابنائهم فمتى ستتاح الفرصة للاخوة الاكراد الفيليين والمسيحيين والتركمان والايزديين او الشبك ان ينالوا منصبا اذا كان كل سياسي يورث ابنه والمناصب محصورة بأيدي معينة من العوائل والسياسيين ؟؟؟
11- السؤال الذي طرحته على نفسي ، ماهي الدوافع لهذه السلوكية ؟؟؟ و هذه الظاهرة ليست في العراق فقط ؟؟ ففي مصر واليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية ( الجمهورية) نحوا هذا المنحى في التأسيس لتوريث ابنائهم .. اليست هذه الظاهرة ظاهرة مرضية..؟؟؟ بالتأكيد مرضية لانها تنطلق من حب المسؤول لذاته والانانية التي يتصف بها بينما الصحيح هو يجب العمل بأسلوب تداول السلطة لكي تتقدم الشعوب نحو الافضل . فلهذا نشاهد الرئيس عندما يستلم السلطة يتمسك بالمنصب فكأنه ملك طابوا له . حتى رؤساء تونس والجزائر والسودان لم يختلفوا عن زملائهم وطبقوها فأحدهم عندما يجلس على الكرسي فلا احد يستطيع قلعه منه الا بالموت او انقلاب عسكري ولا يكتفي بذلك وانما يحجز الكرسي لافراد عائلته من بعده وحتى لو كانت على اشلاء وضحايا الشعوب المظلومة وكلهم يدّعون الدفاع عن الديمقراطية زيفا وعدوانا . وحبا بالشعب .. وانظروا ما يعانيه الشعبين اليمني والسوداني بسبب روسائهم البشير وصالح .
12- السؤال الاخير هل ما حصل في صالح السيد عمار الحكيم شخصيا اوعائلة الحكيم او شعبية المجلس الاعلى وبالتالي مصلحة الائتلاف الوطني الجديد مما ينعكس بالنتيجة على مصلحة شيعة العراق الذين لم يصدقوا انهم قد استلموا السلطة بعد ان همشوا لقرون وهل هذا يصب وبهذا الوقت في صالح العملية السياسية في الوقت الحاضر ؟؟؟؟وكلنا يتذكر كيف تمرد نائب رئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام على الرئيس السوري بشار الاسد .. و قد لا تظهر نتائج هذه العملية خلال ايام أو اشهر ولكن بالتأكيد وكما اتوقع ستظهر بعد الانتخابات واعتقد ان الرواد الشيوخ في قيادة المجلس لن يسمحوا لشاب بأن يتولى قيادتهم حتى لو كان ابن النبي محمد (ص) ويجب ان لا ننسى وصف الامام علي ابن ابي طالب(عليه السلام) للعراقيين ( يا اهل العراق يا اهل الشقاق والنفاق) وهذا الوصف ولو قيل قبل 1400 سنة ولكن لا يزال ينطبق على عراقي اليوم فهل ما تحقق للسيد عمار الحكيم نعمة ؟؟؟؟؟؟؟ اعتقد انها نقمة ..
وان غدا لناظره قريب والله اعلم بالغيب ..
 


 

free web counter