| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 27/7/ 2009



رياح التغيير هبت على العراق ولن تتوقف

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo..com

عاش العراقيون خلال بضعة اشهر تجربتين جديرة بالدراسة والاحترام .. وفيها من الدروس المستنبطة التي تفرض نفسها على كل من يتعامل بالشأن السياسي .. التجربة الاولى هي انتخابات مجالس المحافظات تنافس فيها الطائفيون والمتمردون على الطائفية ممن ايقن ان السلاح الطائفي قد احتقره المواطن العراقي فالتفوا عليه بتشكيل تكتلات عناوينها غير طائفية ولكن جوهرها طائفي لان كل الكيانات التي شكلت هذه التكتلات هي احزاب طائفية بالاصل والمضمون.. وكان في مقدمة المغيرين الاستاذ نوري المالكي رئيس الوزراء حيث شكل تيار او كتلة دولة القانون والخبثاء من السياسيين العراقيين يغمزون ويهمسون بصوت خافت ان هذه الخطوة التي اقدم عليها الاستاذ المالكي استجابة لنصيحة امريكية .. اما التيار الثاني فهو تيار الاصلاح الوطني الذي شكله الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق ويتهامس خبثاء السياسيين العراقيين ان من نصحه للاقدام على هذه الخطوة هم الانكليز اما التيار الثالث فهو تيار شهيد المحراب بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم وهو من التيارات الشديدة في التعصب الطائفي وتدعو الى ولاية الفقيه وتقسيم العراق الى اقاليم .. اما خبثاء السياسيين العراقيين فلم يتركوهم بحالهم فيغمزون الى ايران والكويت في دعم هذا التيار .. وفي المقابل التيار الطائفي المضاد للتيارات المذكورة سابقا فتمثل بجبهة التوافق المعروفة بقيادة الدكتور عدنان الدليمي والاستاذ طارق الهاشمي والاستاذ خلف العليان اما خبثاء العراقيين فيغمزون من قناة الدول العربية وفي مقدمتهم مصر والسعودية في دعم هذه الجبهة ولاسباب معروفة عند المواطن العراقي .. وجرت انتخابات المحافظات و نتائجها المعروفة وحصدت القائمة اللاطائفية والمعتدلة ( اسما ومنهاج انتخابي ) اصوات غالبية الناخبين الذين شاركوا بالانتخابات وبذلك اعطى الناخب كل كتلة من الكتل السابقة حقها .. ان الدروس المستنبطة من هذه التجربة سنعود اليها لاحقا ..اما التجربة الرائدة الثانية فهي التجربة التي شارك فيها شعبنا الكردي في اقليم كردستان العراق .. خلال الايام الماضية .. من المعروف سيطرة حزب الاتحاد الوطني برئاسة الاستاذ جلال الطالباني على محافظة السيلمانية والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الاستاذ مسعود البرزاني على محافظتي اربيل ودهوك ولفترة امتدت لمدة 18 سنة من عام 1991-2009 وقد تميز الحكم بالقبضة الحديدية من خلال السيطرة على الاجهزة الامنية والتي انعكست اجراءاتها وبشكل واضح على العملية والنشاطات في الاقليم بحيث كانت نتائجها عكسية مما دفع ببعض السياسيين للتمرد على القيادة التاريخية للاقليم ولاسيما في شقه الاتحاد الوطني الكردستاني من قبل القيادي نوشيروان مصطفى الذي ادار المعركة الانتخابية بكل كفاءة وحرفية من خلال طرحة قائمة التغيير المعارضة والتي حصدت نسبة عالية من اصوات الناخبين كما بينتها النتائج الاولية للانتخابات في اجواء اقل ما يقال عنها مشحونة و متشنجة ومتطرفة ومؤسفة وما يثبت ذلك هو قيام عناصر من انصار الاستاذ مسعود البرزاني بمداهمة ثلاث مقرات تابعة لقائمة التغيير في اربيل كما هاجمت عناصر مسلحة مقر الاتحاد الاسلامي الكردستاني واطلاق النارعلى بيت زعيم الجماعة الاسلامية.. بالرغم من اعلان فوز الاستاذ مسعود البرزاني بمنصب رئيس الاقليم وبنسبة مريحة جدا قد تصل الى 70% من عدد الناخبين .

ان هذه الاحداث المؤسفة والمنافية للديمقراطية والهدوء الجميل الذي سبق يوم الانتخابات.. ومن الجدير بالذكر والملاحظة ان عدد المنافسين للاستاذ مسعود كانوا اربعة مما شتت الاصوات بينهم ولو كانوا اتفقوا على مرشح واحد لربما كانت النتائج قد تغيرت ليس لصالح الاستاذ مسعود .. من الصفات المميزة عند الساسة والقياديين العراقيين هي حب الذات والشخصنة وكل منهم يعتقد انه القائد الافهم والافضل وانه المنقذ والاخرون انانيون ويحبون ذاتهم وبالنتيجة لا هذا يتنازل لغيره والعكس صحيح فيدخلون في معارك خاسرة يتحمل نتائجها ابن الشعب البسيط اما الرئيس وككل الرؤساء فنجده يتمسك حتى الموت بمنصبه مسخرا كل ارهاب الدولة للبقاء في منصبه فهي حقيقة تكمن في اعماق الانسان وان الاستاذ مسعود او الطالباني ليس اول من يعانون من هذه الظاهرة لانها طبيعة بشرية ولو اردنا درج اسماء من لديه هذه الطبيعة لوجدناها عند كل الرؤساء والحكام ..كصدام والقذافي وحسني مبارك والبشير واحمدي نجاد والغريب والاتعس ان البعض يخطط لتوريث المنصب لابنه مثلا كالقذافي وحسني وعبدالله صالح..اما حافظ الاسد فقد ورثها فعلا لبشار الاسد .. ان من يخالف هذه القاعدة ندرة وربما شاذ هذه الايام ..وبعد ان لاحظت ما حدث في اقليم كردستان ولاسيما اليومين الاخرين فاراه ينذر بشر مستطير ينتظر الاقليم ان لم يسيطر عليه العقلاء لان الانتخابات الاخيرة اثبتت ولكل مراقب محايد ان النيران تحت الرماد بالرغم من عدم الاعتراف بالواقع الجديد التي افرزته الانتخابات .. ويبقى علينا ان نعترف ونبارك لشعبنا الكردي هذه الممارسة الديمقراطية الرائعة ونهنئ الفائزين ونواسي الخاسرين ومن كل الاطراف والمهم انعكاساتها الايجابية على مجمل الشعب العراقي وليس حصرها في حدود الاقليم .

الدروس المستنبطة من التجربتين الانتخابية

  1. الائتلافات الطائفية والقومية في طريقها للزوال والنبذ من قبل الناخب العراقي .

  2. فشل تسييس الاسلام وتبنيه من قبل الاحزاب ، والطامعين في السلطة والمناصب يسيئون للاسلام ويشوهون صورته عند المؤمن البسيط .

  3. الصورة التي اوصلها رجل الدين للمؤمن البسيط من خلال التهافت على امتلاك العقارات الفارهة ومظاهر العز والحظوة وحبه لتكديس الاموال والجاه والسلطة مقارنة مع الحرمان الذي يعانيه هذا المواطن من حرمانه ابسط احتاجاته الحياتية والمعاشية جعلته يقارن بين ما يدّعيه والسلوك الشخصي لرجل الدين والواقع فبدأ يفقد الثقة ليس برجل الدين وانما بالمذهب الذي ينتمي اليه .. وهذا لا يعني اننا نطالب بحرمانه من حقه الشرعي في تعاطيه السياسة وانما نطالبه بنزع الرمز الديني الذي يلبسه كي لا تحاكم الطائفة او المذهب وتتحمل جريرة سلوكه واخطائه الشخصية كما حدث منذ انهيار النظام وحتى يومنا هذا .

  4. علينا تطبيق شعار الدين لله والوطن للجميع للانتخابات القادمة لان الفتنة لم يؤججها الا رجال الدين من الطائفتين فعلينا ان نتجاوزها ولا نعيدها .

  5. تبني فكرة الوسط والوسطية لكل الكتل السياسية القديمة والجديدة واتحادها على قواسم مشتركة وفي مقدمتها وحدة العراق ارضا وشعبا .. وتخلي كل امين عام او رئيس حزب عن موقعه للافضل من زملائه او الاقدر.. وهذه الآثره هي الضمانة الوحيدة للفوز في الانتخابات بدلا من تشتيت الاصوات وخسارة جميع الاحزاب الصغيرة .

  6. مهما كان دور السلطة والمال السياسي يبقى اللاعب المؤثر والوحيد هو الناخب في صناديق الاقتراع ومتى ما فقد الناخب ثقته بالمرشحين اقل ما يستطيع عمله هو العزوف عن الانتخابات وهذه اكبر اهانة ممكن توجيهها للكتل المرشحة .

    اكرر التهنئة والتبريكات لشعبنا الكردي في الاقليم في تجربتهم الرائدة ومهما كانت السلبيات التي حصلت فهي رائعة لانها كسرت حاجز الخوف عند العراقيين , ونحو المزيد من المحبة والاخوة بين كافة ابناء الشعب ولنتحد من اجل مستقبل زاهر وآمن للعراق واهله .

     


 

free web counter